يُجسِّدُ الفنان أدواراً مُتعدّدة. لكن، الفنّان الموهوب يسعى إلى تجسيد الأدوار الصعبة، وتلك التي يرفضها الممثُّلون الآخرون، خوفاً من الأحكام الأخلاقيَّة من قبل المجتمع عليهم، وأيضاً، أحياناً، خوفاً من صعوبة هذه الأدوار التي تكون بحاجة إلى جرأة فنيّة كبيرة. ثمّة فنانون قدَّموا أدواراً جريئةً دون حسابات مسبقة، لا لشيء، إلا حُبّاً بالفن، وإيماناً بالدور وأهميّته، رغم ما يوجه لهم من انتقاداتٍ طوال الوقت. شيءٌ واحد فقط، كان له اعتبار لديهم، ومن أجله تخلى البعض منهم عن حلمه وفنه، لأنّ السبب جديّ ويستحقّ، ألا وهو "غضب الأم". البعض راجع أدواره، وكان حريصاً على أن يقنع والدته بتغيير رأيها، حتى يكمل مشواره مُتمتّعاً برضاها عنه، وآخرون تخلّوا عن الفن، أيضاً، من أجل رضاها. وهنالك حكاياتٌ عديدةٌ لممثّلين، كان لأمّهاتهم دورٌ كبيرٌ في مشوارهم الفنّي.
فمثلاً، برع الفنان، توفيق الدقن، في تقديم أدوار الشر على شاشة السينما، وكان الشر الذي يقدُّمه من نوع خاص، فلا يمكن أن تكرهه رغم تقمصه الدور بمهارة وحرفية عالية، ولذا لُقِّبَ بـ"الشرير الظريف".
ولتمكُّنه من أدواره، صدَّق الكثيرُ من جيرانهِ وأقاربهِ في قريته بالمنيا في صعيد مصر، بأن الدقن بالفعل شريرٌ ونصّابٌ وسكيرٌ كما يظهرُ في أفلامه. ووصل الخبر إلى والدته التي قاطعها جيرانها في القرية بسبب سلوك ابنها! فلم تجد بديلاً عن السفر إلى القاهرة، والسكن مع ابنها الذي غضبت عليه، ولم تقتنع أن ما يقدمه من أدوار على الشاشة هو أمرٌ منفصل تماماً عن شخصيته الحقيقية في الواقع، حتى اصطحبها الدقن معه في إحدى المرات أثناء تصوير أحد أدواره لمشاهدته وهو يؤدي ذلك أمام الكاميرا حتى تتأكد أن ما يؤديه من دور في السينما ليس له علاقة بالواقع، وتعتبر هذه الحادثة من أكثر الحوادث طرافة في السينما المصرية.
ومن جهة أخرى، ظهر الممثل الليبي قدارة الذي لم يحترف السينما، في فيلم "الرسالة"
اقــرأ أيضاً
فمثلاً، برع الفنان، توفيق الدقن، في تقديم أدوار الشر على شاشة السينما، وكان الشر الذي يقدُّمه من نوع خاص، فلا يمكن أن تكرهه رغم تقمصه الدور بمهارة وحرفية عالية، ولذا لُقِّبَ بـ"الشرير الظريف".
ولتمكُّنه من أدواره، صدَّق الكثيرُ من جيرانهِ وأقاربهِ في قريته بالمنيا في صعيد مصر، بأن الدقن بالفعل شريرٌ ونصّابٌ وسكيرٌ كما يظهرُ في أفلامه. ووصل الخبر إلى والدته التي قاطعها جيرانها في القرية بسبب سلوك ابنها! فلم تجد بديلاً عن السفر إلى القاهرة، والسكن مع ابنها الذي غضبت عليه، ولم تقتنع أن ما يقدمه من أدوار على الشاشة هو أمرٌ منفصل تماماً عن شخصيته الحقيقية في الواقع، حتى اصطحبها الدقن معه في إحدى المرات أثناء تصوير أحد أدواره لمشاهدته وهو يؤدي ذلك أمام الكاميرا حتى تتأكد أن ما يؤديه من دور في السينما ليس له علاقة بالواقع، وتعتبر هذه الحادثة من أكثر الحوادث طرافة في السينما المصرية.
ومن جهة أخرى، ظهر الممثل الليبي قدارة الذي لم يحترف السينما، في فيلم "الرسالة"
بدور وحش قاتل لحمزة بن عبد المطلب عم الرسول محمد، وقبلها، كان مواطناً عادياً ليس له علاقة بالفن، ومع ذلك، لعب قدارة الدور ببراعة بالغة، حتى أن والدته بعد عرض الفيلم ومشاهدتها له، غضبت عليه وقاطعته، لأنه قتل عم النبي! حتى جاء لها ببعض المشايخ الذين أقنعوها بأنه مجرد تمثيل، وبأنه لم يقتل حمزة بن عبد المطلب في الحقيقة، وبأنّ قدارة يمثل دوراً سينمائياً لا أكثر.
وأيضاً، هناك الفنانة زوزو ماضي التي تميزت بأدوار المرأة الصلبة ذات الشخصية القوية، لكنها في الواقع عانت ضُعفاً وقهراً كبيراً. هربت ماضي من زوجها، وهو ابن عمها في ذات الوقت، من الصعيد إلى القاهرة والتحقت بالفن، أدى هروبها إلى مرض والدتها، وعندما اشتدَّ عليها المرض، عادت زوزو إليها حتى تستسمحها وتقرر مقاطعة الفن من أجل والدتها رغم تعلقها به. عاشت فترة من الضياع والضغط النفسي متأرجحة بين ما تهواه وتعشقه وبين غضب والدتها، لكن موت والدتها حسم الأمر، وعادت زوزو إلى الفن من جديد بعد وفاة والدتها، وقدّمت العديد من الأفلام السينمائية بعدها.