يُحاول الشباب الفلسطينيون دائماً إثبات وتكريس مواهبهم في الأوساط الفنيّة، وذلك نتيجة ما يعانون من حرمان ومنعهم من العمل في مجالات عدّة في لبنان، إلا أنّ البعض منهم استطاع أن يشقّ طريقه بفضل موهبته التي حجزت له مكاناً في الأوساط التي يعمل من خلالها.
من هؤلاء، محمود رمزي (28 عاماً)، الفلسطيني من مدينة حيفا والمقيم في مدينة صيدا (جنوب لبنان) والذي بدأ رحلته في عالم التصوير الفوتوغرافي منذ الصغر، حيث تتلمذ على يد والده الذي يعمل في مجال تصوير الفيديو منذ سنوات عدّة.
يقول محمود رمزي، في حديث مع "العربي الجديد"، "بدأت التصوير منذ كان عمري 11 عاماً، حيث كنت أرافق والدي أثناء عمله في تصوير الحفلات، وهو من عّلمني وله فضل كبير عليّ حتى صرت مبدعاً في التصوير، وصرت أطوّر مهاراتي في التصوير وبدأت رحلة تصوير النجوم، وكنت أقوم بتصوير نجوم الصف الأول في لبنان وحتى النجوم العرب الذين كانوا يزورون لبنان".
ويضيف رمزي "من خلال علاقاتي بالنجوم اتّجهت لتصوير الفيديو الكليب، وبحكم خبرتي في التصوير استطعتُ أن أشقّ طريقي في هذا المجال، وكنت أتبع نصائح والدي المصور رمزي خالد الذي كان يوجه لي الملاحظات في بداية مشواري، وكان أول كليب صورته للفنان ريان عام 2006، وتعاونت واستعنت بالمخرجة رندلى قديح التي كانت توجهني دائماً لاتخاذ اللقطة والصورة الصحيحة، كما عملت مع المخرج وليد ناصيف، حيث اكتسبت خبرة أكبر في مجال تصوير الكليبات".
قام محمود رمزي بتصوير كليبات عدة لفنانين كاللبنانية رنين الشعار، واللبناني إيوان، واللبناني جاد خليفة، والأردني أدهم النابلسي، واللبنانية نسرين جبران، وكان آخر كليب قام بتصويره للمغني السعودي إبراهيم الحكمي.
ويقوم حالياً بالتحضير لتصوير كليبات للفنان الفلسطيني يوسف عرفات، والعراقي همام إبراهيم وسعد رمضان، وخلال أسبوع سيتم تصوير كليب للفنانة السورية رويدا عطيّة.
ويقول: "أنا لا أعتبر نفسي مخرجاً ولا يحقّ لي أن أسمّي نفسي مخرجاً أمام مخرجين عمالقة، ولكن عندي نظرة خاصة في التصوير والمونتاج وإعداد الفكرة والإضاءة، ولن يقتصر عملي على تصوير الكليبات فقط، وطموحي أن أصور فيلماً وثائقيّاً عن بلدي فلسطين بطريقة جديدة ومميزة".
ويلفت إلى أنه يحضّر أيضاً لتصوير فيديو كليب غربي ولكن بفكرة عربية، وسيكون الكليب نتاج مهارته وموهبته في هذا المجال، حيث سيتم تصوير كليب في مدينة بيروت لفنان غربي.
يؤكد أن خوضه في هذا المجال فتح أبواب الشهرة له واستطاع أن يوصل فنّه إلى عدد كبير من الفنانين، وأثبت أن الموهوب الفلسطيني يستطيع أن يشق طريقه في المجالات كافة، وهذا يظهر من خلال الصور التي يصورها للفنانين والتي تنال إعجابهم وتكون الصورة الأساسية للألبومات الغنائية التي يصدرونها، ولكن في الوقت نفسه فإن الشهرة أيضاً تفتح الأبواب للتهجم على النجاحات، وقد عانيت منها، خاصة خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقوم أحد الأشخاص بفتح حسابات وهمية باسمي على وسائل التواصل، خاصة فيسبوك وإنستغرام، ويرسل رسائل أو صورا لا أخلاقية إلى فنانين أتعاون معهم، وقمت برفع دعوى قضائية ضده الذي ما زلت أجهله وأجهل أسبابه.
ويختم محمود رمزي بالقول: "بحكم أنني فلسطيني لم تواجهني أية مشكلة للعمل في هذا المجال داخل لبنان، ولكن صعوبة السفر إلى دول أخرى تقف عائقاً أمام بعض الأعمال، وكان آخرها عدم حصولي على تأشيرة دخول إلى تركيا لأنني فلسطيني، حيث كان هناك مشروع لتصوير مع الفنان التونسي صابر الرباعي هناك".