والمتداول في الأوساط السينمائية الفرنسية يُفيد بأنّ الأزمة تعصف بالأكاديمية منذ أكثر من شهرٍ، وأنّ أسبابها المؤدّية إلى الاستقالة الجماعية تتعلّق بـ"غموض يكتنف إدارة الأكاديمية"، وببلوغ الغالبية الساحقة من أعضائها الشيخوخة، خصوصاً رئيسها آلان ترزيان، المنتج الأشهر المولود في باريس، في 2 مايو/ أيار 1949، وصاحب "كاتالوغ" غني من الأفلام التي أنتجها، والتي يبلغ عددها مئة، بعضها عرف نجاحاً جماهيرياً كبيراً، بين عامي 1980 و1990، أبرزها Les Visiteurs، الذي أنجزه جان ـ ماري بواريه عام 1993.
وبحسب معلومات صحافية مختلفة، فإنّ رئيس الأكاديمية نفسه سبّب تلك الأزمة، عندما اختار عدداً من الممثلين والممثلات الشباب، عشية إعلان الترشيحات الرسمية لـ"سيزار 2020"، لمشاركة عرّابي وعرّابات المؤسّسة، الذين يدعمون العاملين في صناعة السينما، ما دفع بـ"جمعية المخرجين الفرنسيين" إلى التعبير عن استيائها بسبب رفض ترزيان اختيار الكاتبة والمخرجة الفرنسية فيرجيني ديبانت (1969) لتكون إحدى العرّابات. هذا كلّه أدّى إلى تقديم ترزيان "اعتذاره الصادق" في بيان مقتضب، عشية الإعلان عن الترشيحات.
يُذكر أنّ هناك أكثر من 4000 عامل محترف في الصناعة السينمائية الفرنسية يمنحون الجوائز (65 بالمئة رجال و35 بالمئة نساء)، بينما الجمعية العامة تتكوّن من 47 عضواً، وأنّ "هذا الأمر لم يتغيّر ولم يتطوّر ولم يتجدّد" منذ أعوام عدّة. يُضاف إلى هذا كلّه ترشيح "إنّي أتّهم" لرومان بولانسكي لـ12 جائزة، الذي رفع من نسبة الاضطراب، بسبب ارتفاع صيحات الغضب على الأكاديمية، المندّدة ببولانسكي، المتّهم بالتحرّش الجنسي والاغتصاب قبل نحو 45 عاماً.
أما وزير الثقافة فرانك ريستر فعلّق عبر "تويتر" حول الموضوع بقوله إنّ أكاديمية الـ"سيزار" مؤسّسة خاصّة لا تستفيد من الأموال العامة، وأنّها تتمتّع باستقلالية "يجب المحافظة عليها".