يعتبر مسجد لندن المركزي، في وسط العاصمة البريطانية لندن، مركزاً للثقافة الإسلامية، كونه يوفّر لأطفال المسلمين والمجتمع الإسلامي في بريطانيا تعاليم عن ديانتهم، ويشكّل نقطة التقاء روحاني بين المسلمين في بريطانيا، كما يساعد على بناء جسور التواصل والاحترام والتفاهم بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع البريطاني المتعدّد.
لم يأتِ بناء مسجد للمسلمين في لندن من فراغ، بل نتج عن بذل جهود جبّارة، بدأت مع اللورد هيدلي الذي اعتنق الإسلام في عام 1913 على أيدي مدرّسه خواجة كمال الدين. وضع اللورد هيدلي خططاً لبناء مسجد في لندن، وحصل على قطعة أرض في يوليو/ تموز 1937، بيد أنّ محاولته باءت بالفشل على الرغم من وضع حجر الأساس.
استمرّت محاولات بناء مسجد في لندن في عام 1939 و1940، مع اللورد لويد أولبرايت، وزير الدولة لشؤون المستعمرات والرئيس السابق للمجلس الثقافي البريطاني، كما أرسل اللورد لويد، مذكّرة إلى رئيس وزراء بريطانيا، وممّا جاء فيها أنّ لندن تضم عدداً من المسلمين يزيد عن أي دولة أوروبية أخرى وينبغي أن يتوفّر لهم مكان للعبادة والصلاة.
أمّا السبب الكامن وراء قيام مسجد لندن المركزي، فتختلف حوله الروايات، ويقول البعض إنّه بني خلال الحرب العالمية الثانية، وجاء تقديراً للجهود والتضحيات التي بذلها الجنود الهنود المسلمون دفاعاً عن بريطانيا في المعارك، ما أدّى إلى تخصيص رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، ونستون تشرشل، في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1940 مبلغ 100 ألف باوند لشراء موقع لبناء مسجد، حتى وقع الاختيار على بقعة في منطقة ريجنتس بارك في لندن.
ويرجّح آخرون أنّه منذ نحو ما يزيد عن سبعين عاماً، قدّم فاروق الأوّل، ملك مصر والسودان، أرضاً لبريطانيا لبناء كاتدرائية أنغليكانية في المنطقة، ما دفع الملك جورج السادس إلى منح أرض للمجتمع المسلم في البلاد لبناء جامع عليها كرد جميل للملك فاروق. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل افتتح الملك جورج السادس في عام 1944، المركز الإسلامي الثقافي، الذي شمل في ما بعد المسجد الذي يعرف اليوم باسم "مسجد ريجنتس بارك"، كما يدعى باسم "مسجد لندن المركزي".
أنجز التصميم المميّز للمسجد، السير فريدريك جيبيرد، المهندس الإنكليزي، الذي فاز بالمسابقة التي أطلقها القيّمون على المسجد للحصول على بناء هندسي بديع يعكس التراث الإسلامي، وذلك بعد مشاركته فيها إلى جانب مئات من المصمّمين المسلمين وغير المسلمين في عام 1969. هذا، وتميّز المسجد بقبّته الذهبية البارزة المزخرفة من الداخل بأشكال هندسية جميلة. انتهى العمل في المسجد عام 1977، وهو يعتبر أحد أكبر المساجد في بريطانيا، إذ تتسع قاعته الرئيسية لنحو خمسة آلاف من المصلّين، مع توفّر شرفة للنساء مطلّة على البهو، الذي توزّعت في جنباته بعض قطع الأثاث وتوسطته سجادة كبيرة، كما أضاءت قاعته ثريّا ضخمة.
يتكوّن المسجد من ثلاثة طوابق تشمل القاعة والمكتبة وباحة للمطالعة ومكاتب الإدارة والمئذنة.
تعتبر مصر بالنسبة للكثيرين، الدولة التي حازت على الأرض لقيام المسجد على أرض بريطانية لقاء ما قدّمه ملكها للبريطانيين. أمّا السعودية، فتعتبر ممّن ساهموا في مجمل تكاليف بنائه التي بلغت 6.5 ملايين باوند، إذ تبرّع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بمبلغ مليوني باوند لبناء المركز الثقافي الإسلامي وتبرّعات إضافية في عام 1994 من قبل الملك فهد بن عبد العزيز. ومن جهته، قدّم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبو ظبي ورئيس دولة الإمارات، المزيد من التبرّعات المادية.
يستقطب مسجد لندن المركزي آلاف المصلّين سنوياً، خصوصاً في مناسبة العيدين الرئيسيين للمسلمين، عيد الفطر وعيد الأضحى، ويكتظ المسجد أيّام الجمعة بالمصلّين من جميع أنحاء لندن وضواحيها.
إلى ذلك، يعتبر مسجد لندن المركزي على ما يبدو، مقرّاً يمثّل مسلمي بريطانيا أو الإسلام بالنسبة لليمين المتطرّف في البلاد أو غيره من التنظيمات المناهضة للوجود الأجنبي، حيث قامت العديد من التظاهرات أمامه من قبل أعضاء اليمين المتطرّف، الذين نادوا بشعارات تعبّر عن غضبهم واستيائهم من استقبال بلادهم للغرباء، ومنها: "إنه وطننا وسنستعيده"، وغيرها من الرسائل المعادية للإسلام.
لم يتوانَ الناشط السياسي أنجم الشودري عن مواجهة تظاهرة إبريل/ نيسان 2015، ودعا المسلمين إلى مقاطعة الانتخابات في البلاد كرد فعل على تلك الشعارات المناوئة للوجود المسلم في بريطانيا.
لم يأتِ بناء مسجد للمسلمين في لندن من فراغ، بل نتج عن بذل جهود جبّارة، بدأت مع اللورد هيدلي الذي اعتنق الإسلام في عام 1913 على أيدي مدرّسه خواجة كمال الدين. وضع اللورد هيدلي خططاً لبناء مسجد في لندن، وحصل على قطعة أرض في يوليو/ تموز 1937، بيد أنّ محاولته باءت بالفشل على الرغم من وضع حجر الأساس.
استمرّت محاولات بناء مسجد في لندن في عام 1939 و1940، مع اللورد لويد أولبرايت، وزير الدولة لشؤون المستعمرات والرئيس السابق للمجلس الثقافي البريطاني، كما أرسل اللورد لويد، مذكّرة إلى رئيس وزراء بريطانيا، وممّا جاء فيها أنّ لندن تضم عدداً من المسلمين يزيد عن أي دولة أوروبية أخرى وينبغي أن يتوفّر لهم مكان للعبادة والصلاة.
أمّا السبب الكامن وراء قيام مسجد لندن المركزي، فتختلف حوله الروايات، ويقول البعض إنّه بني خلال الحرب العالمية الثانية، وجاء تقديراً للجهود والتضحيات التي بذلها الجنود الهنود المسلمون دفاعاً عن بريطانيا في المعارك، ما أدّى إلى تخصيص رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، ونستون تشرشل، في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1940 مبلغ 100 ألف باوند لشراء موقع لبناء مسجد، حتى وقع الاختيار على بقعة في منطقة ريجنتس بارك في لندن.
ويرجّح آخرون أنّه منذ نحو ما يزيد عن سبعين عاماً، قدّم فاروق الأوّل، ملك مصر والسودان، أرضاً لبريطانيا لبناء كاتدرائية أنغليكانية في المنطقة، ما دفع الملك جورج السادس إلى منح أرض للمجتمع المسلم في البلاد لبناء جامع عليها كرد جميل للملك فاروق. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل افتتح الملك جورج السادس في عام 1944، المركز الإسلامي الثقافي، الذي شمل في ما بعد المسجد الذي يعرف اليوم باسم "مسجد ريجنتس بارك"، كما يدعى باسم "مسجد لندن المركزي".
أنجز التصميم المميّز للمسجد، السير فريدريك جيبيرد، المهندس الإنكليزي، الذي فاز بالمسابقة التي أطلقها القيّمون على المسجد للحصول على بناء هندسي بديع يعكس التراث الإسلامي، وذلك بعد مشاركته فيها إلى جانب مئات من المصمّمين المسلمين وغير المسلمين في عام 1969. هذا، وتميّز المسجد بقبّته الذهبية البارزة المزخرفة من الداخل بأشكال هندسية جميلة. انتهى العمل في المسجد عام 1977، وهو يعتبر أحد أكبر المساجد في بريطانيا، إذ تتسع قاعته الرئيسية لنحو خمسة آلاف من المصلّين، مع توفّر شرفة للنساء مطلّة على البهو، الذي توزّعت في جنباته بعض قطع الأثاث وتوسطته سجادة كبيرة، كما أضاءت قاعته ثريّا ضخمة.
يتكوّن المسجد من ثلاثة طوابق تشمل القاعة والمكتبة وباحة للمطالعة ومكاتب الإدارة والمئذنة.
تعتبر مصر بالنسبة للكثيرين، الدولة التي حازت على الأرض لقيام المسجد على أرض بريطانية لقاء ما قدّمه ملكها للبريطانيين. أمّا السعودية، فتعتبر ممّن ساهموا في مجمل تكاليف بنائه التي بلغت 6.5 ملايين باوند، إذ تبرّع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بمبلغ مليوني باوند لبناء المركز الثقافي الإسلامي وتبرّعات إضافية في عام 1994 من قبل الملك فهد بن عبد العزيز. ومن جهته، قدّم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبو ظبي ورئيس دولة الإمارات، المزيد من التبرّعات المادية.
يستقطب مسجد لندن المركزي آلاف المصلّين سنوياً، خصوصاً في مناسبة العيدين الرئيسيين للمسلمين، عيد الفطر وعيد الأضحى، ويكتظ المسجد أيّام الجمعة بالمصلّين من جميع أنحاء لندن وضواحيها.
إلى ذلك، يعتبر مسجد لندن المركزي على ما يبدو، مقرّاً يمثّل مسلمي بريطانيا أو الإسلام بالنسبة لليمين المتطرّف في البلاد أو غيره من التنظيمات المناهضة للوجود الأجنبي، حيث قامت العديد من التظاهرات أمامه من قبل أعضاء اليمين المتطرّف، الذين نادوا بشعارات تعبّر عن غضبهم واستيائهم من استقبال بلادهم للغرباء، ومنها: "إنه وطننا وسنستعيده"، وغيرها من الرسائل المعادية للإسلام.
لم يتوانَ الناشط السياسي أنجم الشودري عن مواجهة تظاهرة إبريل/ نيسان 2015، ودعا المسلمين إلى مقاطعة الانتخابات في البلاد كرد فعل على تلك الشعارات المناوئة للوجود المسلم في بريطانيا.