التفكير في خلق لوحات مميزة لم يدم طويلاً، إذ لجأت إلى تجميع عيدان المثلجات، والفحص الخاصة بالأطباء، والشواء، ومختلف أصناف العيدان الصغيرة، ورصها جنباً إلى جنب لصنع لوحاتها ومجسماتها.
وتسعى يارا (21 عاماً) إلى كسر الروتين والتقليدية في الرسم على اللوحات، والأقمشة، والأجسام المألوفة، معتبرة أن الميزة الأساسية للفنان، هي الابتكار.
وتقول يارا، وهي طالبة هندسة اتصالات في جامعة القدس المفتوحة، إنها اكتشفت موهبة الرسم منذ الصغر، إذ بدأت برسم الوجوه والشخصيات الكرتونية، وكذلك تقليد الشعارات، والرسومات الصعبة المرسومة على غلاف دفاترها الدراسية.
واستطاعت أبو دوابة التعرف إلى أساسيات الرسم، والأدوات المخصصة لصناعة اللوحات بشكل محترف بعد التحاقها بدورة رسم بالفحم، تلتها محاولات للتعلم عن طريق الإنترنت وموقع "يوتيوب"، سعت من خلالها لمعرفة التفاصيل الخاصة ببعض التقنيات.
وترجمت عشقها للفنون التشكيلية بالرسم على مختلف الأجسام، حيث رسمت بورتريهات شخصية على لوحات خشبية وقماشية، وعلى الورق المقوى، كذلك أتقنت الرسوم المتحركة.
وتوجهت الفنانة أبو دوابة لكسر روتين اللوحات التقليدية بعد أن صادفت مجموعة عيدان خاصة بالمثلجات داخل بيتها، وتقول عن تلك اللحظة لـ "العربي الجديد": تخيلت مشهد العيدان وهي متراصة، فوجدت أنه من الممكن أن تتشكل على هيئة لوحة صغيرة.
وبعد نجاحها في صنع لوحتها الصغيرة، رسمت لوحتها الأولى عليها، وهي فتاة تلهو على الأرجوحة، ولوحة أخرى رسمت عليها فتاة تعاني من إعاقة حركية، وقد تركت الكرسي المتحرك، وحلقت في السماء بعد أن أمسكت مجموعة بالونات في إشارة إلى الحرية، كذلك فتاة تعبر على جسر فوق مسطح مائي، كذلك رسمت البحر، والشجر، والزهور والمشاهد الطبيعية.
وعن تلك التجربة الجديدة، تقول: "شعرت في اللحظة الأولى لانتهاء الرسمة، بأنها مميزة، خاصة وأن أطراف العيدان المقوسة، صنعت شكلاً زخرفياً لافتاً"، مبينة أنها نشرت صور تلك اللوحات على موقعي إنستغرام وفيسبوك، وقد نالت إعجاب الأصدقاء.
وتوضح يارا أنها تكمل لوحاتها بالرسم بهدف إكمال الفكرة التي تود إيصالها من خلال مشغولاتها الفنية، مضيفة: "لكل لوحة أو مجسم حكاية خاصة، أقوم برسم باقي تفاصيلها، وتلوينها بالألوان المناسبة، والتي تجعلها تبدو لوحة مكتملة التفاصيل".
وتحاول أبو دوابة ترك بصمة خاصة بها في عالم الفن، وتقول: "أحاول عدم تقليد أحد، وأن تدل لوحاتي على اسمي".