وأثار المسلسل الكثير من الجدل منذ عرضه للمرة الأولى على شبكة "نتفليكس" في 31 مارس/ آذار عام 2017، إذ اتهم بزيادة معدل الانتحار بين المراهقين، وقد تكون هذه المخاوف صحيحة.
ويحكي المسلسل الأميركي، المأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب جاي آشر، قصة انتحار المراهقة هانا بيكر التي تترك لزميلها كلاي جينسن مجموعة من شرائط الكاسيت، تكشف من خلالها عن الأسباب والأشخاص الذين ساهموا في اتخاذها قرار إنهاء حياتها.
واعتمدت الدراسة على تقييم المعدل الشهري للانتحار، منذ 1 يناير/كانون الثاني عام 2013 وحتى 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2017، أي قبل عرض المسلسل وبعده، بين الأفراد الذين تراوح أعمارهم بين 10 و64 عاماً، والمقسمين إلى 3 مجموعات بناء على الفئة العمرية. إذ تضم المجموعة الأولى مَن تراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً، والثانية من تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، والثالثة من تراوح أعمارهم بين 30 و64 عاماً.
وتوصل الباحثون في مستشفى الأطفال الوطني إلى أن معدل الانتحار بين المراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً شهد أكبر زيادة خلال شهر إبريل/ نيسان عام 2017، أي بعد شهر واحد فقط من عرض المسلسل، إذ ارتفع المعدل بنسبة 29 في المائة تقريباً عن المتوقع، في حين لم تلاحظ تغيرات كبيرة على معدل الانتحار بين الأفراد في المجموعتين الأخريين.
كما وجدت الدراسة أن عدد حالات انتحار المراهقين زادت 195 حالة عن المتوقع، في الأشهر الـ9 التالية لعرض المسلسل، ما دفع الباحثين للحث على أخذ الحذر حيال مشاهدته من قبل الأطفال والمراهقين.
وفي تصريح لموقع "fatherly"، قال جيف بريدجز، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير مركز "منع الانتحار": "قد يكون المراهقون أكثر عرضة للإقدام على الانتحار، نتيجة للتأثر بالقصص والمسلسلات التي تضفي طابعاً رومانسياً على المنتحر، أو تمجد الانتحار بوصفه أداة لتحقيق هدف، أو تقدم طرقاً محتملة لإنهاء الحياة". وطالب شركات الترفيه، مثل "نتفليكس"، بتجنب عرض تفاصيل الانتحار.
يذكر أن "نتفليكس" استجابت للانتقادات التي طاولت عرضها للمسلسل، بإضافة مقطع فيديو قصير لبداية كل موسم عام 2018، تحذر فيه المشاهدين من طبيعة المحتوى.