فوجئ موسى الدلح، المتحدث الإعلامي باسم المجموعات العسكرية لقبيلة الترابين الداعمة للجيش المصري في حربه ضد تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، بمحاولة القبض عليه من قبل أشخاص زعموا أنهم تابعون لجهة سيادية وفق ما نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، وشنّ الدلح هجوماً حادّاً على الأجهزة السيادية في مصر، موجهاً نداءً إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بسرعة التدخل، وخصوصاً أنه يدعم الدولة المصرية في حربها على الإرهاب، بحسب قوله.
وشدد على أنه حصل على تعهُّد من قائد قوات مكافحة الإرهاب اللواء أركان حرب محمد المصري، بعدم الاقتراب منه. وبحسب الدلح، الذي يعمل في مجال المقاولات، فإن الاتصال بالشرطة وتجمُّع بعض سكان العقار الذي يتواجد فيه، حال دون القبض عليه.
بعد أيام من حادثة اختطاف الدلح التي أعادت الحديث بين أهالي سيناء عن فشل تجربة المليشيات المدعومة من الجيش في سيناء، بعد محاولة النظام المصري استنساخها من الدول المجاورة، كالعراق وسورية، اللتين شهدتا حروبا ضد "داعش"، تمكن تنظيم ولاية سيناء من مهاجمة مركز تواجد المجموعات العسكرية التابعة لقبيلة الترابين، وأحرق كميات كبيرة من مزروعات نبات البانجو (الماريجوانا) المخدر، التي يعمل بها عدد من أفراد القبائل، الذين شكلوا نواة للمجموعات العسكرية المدعومة من الجيش والمقدرة بـ250 مقاتل يمتلكون سيارات الدفع الرباعي التي يمنع أبناء سيناء من اقتنائها، والتحرك بها في مناطق محافظة شمال سيناء، إضافة إلى قطع السلاح المتنوعة، وفقا لرصد وتوثيق معد التحقيق، لكن "التجربة فشلت في التصدي للتنظيم، أو منعه من التحرك في مناطق تواجد المجموعات العسكرية"، بحسب تأكيد إبراهيم المنيعي، رئيس اتحاد قبائل سيناء، والذي قال لـ"العربي الجديد": "المجموعات العسكرية التي شكلت في في إبريل/ نيسان 2017، لم تلقَ المساندة من القبائل بسبب التاريخ الأسود لعدد من المنضمين إليها، إضافةً إلى انعدام الثقة لدى المكون البدوي بسيناء في الدولة، ناهيك عما لاقته كل القبائل البدوية والمواطنين من الإهانة في السنوات الأربع الماضية".
اقــرأ أيضاً
فشل تجربة الصحوات في سيناء
شعر الجيش المصري بفشل تجربة الصحوات بعد أول عملية للمجموعات العسكرية، التي وقعت في كمين لتنظيم داعش الإرهابي، أدى إلى مقتل مسؤول المجموعات العسكرية سالم أبو لافي والعشرات من أفراد المجموعات في 10 مايو/ أيار 2017، أي بعد شهر تقريبا من تشكيل المجموعات العسكرية ودعمها من قبل الجيش والمخابرات الحربية، وفقا لمصادر التحقيق الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم حفاظا على أمنهم الشخصي. وبحسب المصادر، فإن محاولة اختطاف الدلح كانت نتيجة لصراع بين الجهات السيادية في الدولة، والتي تنقسم بشأن تأييد ورفض دعم بعض المجموعات من القبائل البدوية في مواجهة تنظيم "ولاية سيناء"، وما جرى للدلح كان محاولة فاشلة للتخلص منه، وإنهاء ملف مجموعات الترابين التي شكلت مطلع إبريل/ نيسان 2017، من عشرات الشبان من قبيلة الترابين، مزودين برشاشات وقذائف مضادة للدروع، جزء من هذه الأسلحة تعود ملكيته للقبلية والجزء الآخر حصلت عليه القبيلة من الجيش المصري ومخابراته الحربية.
ويعيد إبراهيم المنيعي، رئيس اتحاد قبائل سيناء، فشل التجربة قبل أن تبدأ لعدة أسباب، أهمها القوة العسكرية للتنظيم، ومستوى التدريب العالي الذي يتمتع به أفراده، وهذا ما ظهر في هجماته ضد قوات الجيش على مدار السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الضربة القاصمة التي تعرضت لها المجموعات في بداية نشاطها بمقتل سالم أبو لافي أدت إلى تفككها بشكل سريع، إلى جانب المصلحة التي تجمع هذه المجموعات، وليس الفكر العقائدي كما هو الحال لدى التنظيم، وهو ما يعني عدم وجود أرضية صلبة تجمع المشاركين في المجموعات العسكرية، كما أن التجربة لم تلقَ دعما حقيقيا وكاملا من الجيش المصري.
ويتفق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، مع المنيعي، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن فشل نموذج الحشد الشعبي، أو الصحوات في سيناء، كان مرده إلى استنساخ تجارب سابقة في ظروف مختلفة في مجال مكافحة التمرد، مثل تجربة الحشد الشعبي في العراق. وتابع قائلا "تجربة الحشد الشعبي ترتبط بالواقع الاجتماعي والثقافي في العراق، وخصوصية المرجعية الدينية"، مضيفا أن الحشد تشكل بفتوى دينية، بينما في حالة سيناء لا توجد اختلافات على أساس مذهبي، ولا يشكل تنظيم ولاية سيناء تهديدا وجوديا مثل الذي تعرضت له الدولة العراقية.
المصالح الاقتصادية
يعود الخلاف بين المجموعات العسكرية المدعومة من الجيش وأطراف في قبيلة الترابين إلى المصالح الاقتصادية المرتبطة بعمليات التهريب، بحسب الباحث أبو هنية، الذي أكد على أنه "لا يمكن الحديث عن مكون قبلي متجانس التوجهات والمصالح، فاللعبة المشتركة بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي والترابين تنطوي على تناقضات حادة"، وتابع: "من الصعب إنتاج الدولة بمفردها لصحوات عشائرية، أو قبلية في سيناء، لعدم وجود طرف ضامن، كأميركا في حالة العراق، كما أن حقيقة الخلاف بين الترابين وولاية سيناء يدور حول المصالح الاقتصادية، والتي لم يكن لدى القبيلة تأكيد بحصولها على الفائدة المرجوة في حال إحراز الهدف من قتالها للتنظيم"، وهو ما يؤكده المنيعي، موضحا أن الدافع الأول للأفراد للانتظام في تجمع عسكري لدعم الجيش في مواجهة التنظيم كان المصلحة الاقتصادية، إذ إن معظمهم يعملون في مجال تهريب السجائر والمخدرات والممنوعات، وحاولوا من خلال الوقوف إلى جانب الجيش المحافظة على أعمالهم، وإبعاد يد الجيش عنهم، ويد التنظيم الذي نشط كثيرا في تلك الفترة في التضييق على العاملين في تهريب السجائر والمخدرات.
وتؤكد المصادر القبلية التي وثق أحاديثها معد التحقيق، أن الجيش لم يخسر شيئا، فالمقتولون من مجموعات الترابين، بمن فيهم القائد أبو لافي، هم من المطلوبين سابقا للدولة، وعليهم ملفات قضائية تستوجب الإعدام، وتم العفو عنهم بموجب صفقات مصالح بينهم وبين الاستخبارات المصرية، بشقيها العامة والحربية، وكان لرجل الأعمال إبراهيم العرجاني المعروف بعلاقته الممتازة بمحمود السيسي، نجل الرئيس المصري، عندما كان والده رئيسا للاستخبارات الحربية، دور بارز كعرّاب لهذه الاتفاقات، والتي شملت القائد أبو لافي وموسى الدلح وعددا آخر من أفراد الترابين والسواركة.
اقــرأ أيضاً
الكتيبة 103
وتوالت ضربات التنظيم الإرهابي للجيش ومجموعات الترابين جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد على مدار أشهر طويلة مضت، ما أدى لتلاشي تواجد المجموعات العسكرية، وانسحاب مسؤوليها في اتجاه جنوب سيناء والقاهرة، وعلى رأسهم موسى الدلح، إذ تعرض ما لا يقل عن 50 فردا من الترابين للقتل على يد التنظيم، والذي استولى على سيارات وأسلحة تابعة للمجموعات العسكرية، وفقا لما وثقه معد التحقيق.
وكان الدلح قد ملأ وسائل الإعلام المصرية وصفحات الفيسبوك برسائل التحذير والتهديد لتنظيم ولاية سيناء خلال فترة الصدام بين المجموعات العسكرية المنبثقة عن أطراف في قبلية الترابين وتنظيم ولاية سيناء، إلا أنها سرعان ما تلاشت، واختفى الدلح عن الأنظار بعد تعرض قائد المجموعات سالم أبو لافي للقتل على يد التنظيم، رغم أن علاقة كبيرة كانت تربط الكتيبة 103 صاعقة بقيادة العقيد أحمد منسي بالمجموعات العسكرية بشكل يفوق بقية قوات الجيش بسيناء، إلا أن مجموعات الترابين فشلت في إنقاذ حياة أفراد الكتيبة والقائد منسي بعد تعرضها لهجوم واسع من قبل تنظيم ولاية سيناء في يوليو/ تموز الماضي في كمين البرث الذي يقع في مناطق الترابين بشكل مباشر، وضمن حدود سيطرة القبيلة وتواجد المجموعات العسكرية، ما أضاف فشلا جديدا إلى سجل المجموعات العسكرية.
فوضى المجموعات العسكرية
لم تكن تجربة إنشاء مجموعات الترابين جديدة على الأمن في سيناء، إذ عُمِل على تشكيل "المجموعة 103" أو "مجموعة الموت" في بداية عام 2015 بعد تصاعد الهجمات ضد قوات الجيش والشرطة، وهي عبارة عن مجموعة مكونة من عشرات الشبان، خصوصا من مدينة الشيخ زويد، مهمتهم مساعدة الجيش في عملياته العسكرية في مدينتي الشيخ زويد ورفح، وكان لها الدور الأبرز في جرائم قتل عدد من المعتقلين رميا بالرصاص، بحسب ما ظهر في فيديو مسرب قبل أشهر.
والفارق بين المجموعات العسكرية التابعة للترابين والمجموعة 103، أن الأخيرة عبارة عن أفراد معروفين للمواطنين، ويتجولون بوجوههم في الشوارع، ويفرضون قراراتهم على التجار وأصحاب المحلات، ويرافقون قوات الأمن في مهماتها بشكل علني، ومن كثرة أخطائهم، وتهجمهم على التجار، واستغلالهم لمكان عملهم، نشر الجيش في أكثر من مرة أوراقا ينفي فيها مسؤوليته عن أفعال العشرات من هذه المجموعات، ورفع الغطاء عنهم.
ويعلق المنيعي على ما سبق بالقول: "إن ما حدث أدى إلى فتنة في سيناء، لكن تمتع أهلها بقدر واسع من الفهم والوعي كان كافيا لعدم تمرير المخطط، وهذا ما ظهر فعليا بفشل تجربة الصحوات في سيناء".
وشدد على أنه حصل على تعهُّد من قائد قوات مكافحة الإرهاب اللواء أركان حرب محمد المصري، بعدم الاقتراب منه. وبحسب الدلح، الذي يعمل في مجال المقاولات، فإن الاتصال بالشرطة وتجمُّع بعض سكان العقار الذي يتواجد فيه، حال دون القبض عليه.
بعد أيام من حادثة اختطاف الدلح التي أعادت الحديث بين أهالي سيناء عن فشل تجربة المليشيات المدعومة من الجيش في سيناء، بعد محاولة النظام المصري استنساخها من الدول المجاورة، كالعراق وسورية، اللتين شهدتا حروبا ضد "داعش"، تمكن تنظيم ولاية سيناء من مهاجمة مركز تواجد المجموعات العسكرية التابعة لقبيلة الترابين، وأحرق كميات كبيرة من مزروعات نبات البانجو (الماريجوانا) المخدر، التي يعمل بها عدد من أفراد القبائل، الذين شكلوا نواة للمجموعات العسكرية المدعومة من الجيش والمقدرة بـ250 مقاتل يمتلكون سيارات الدفع الرباعي التي يمنع أبناء سيناء من اقتنائها، والتحرك بها في مناطق محافظة شمال سيناء، إضافة إلى قطع السلاح المتنوعة، وفقا لرصد وتوثيق معد التحقيق، لكن "التجربة فشلت في التصدي للتنظيم، أو منعه من التحرك في مناطق تواجد المجموعات العسكرية"، بحسب تأكيد إبراهيم المنيعي، رئيس اتحاد قبائل سيناء، والذي قال لـ"العربي الجديد": "المجموعات العسكرية التي شكلت في في إبريل/ نيسان 2017، لم تلقَ المساندة من القبائل بسبب التاريخ الأسود لعدد من المنضمين إليها، إضافةً إلى انعدام الثقة لدى المكون البدوي بسيناء في الدولة، ناهيك عما لاقته كل القبائل البدوية والمواطنين من الإهانة في السنوات الأربع الماضية".
فشل تجربة الصحوات في سيناء
شعر الجيش المصري بفشل تجربة الصحوات بعد أول عملية للمجموعات العسكرية، التي وقعت في كمين لتنظيم داعش الإرهابي، أدى إلى مقتل مسؤول المجموعات العسكرية سالم أبو لافي والعشرات من أفراد المجموعات في 10 مايو/ أيار 2017، أي بعد شهر تقريبا من تشكيل المجموعات العسكرية ودعمها من قبل الجيش والمخابرات الحربية، وفقا لمصادر التحقيق الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم حفاظا على أمنهم الشخصي. وبحسب المصادر، فإن محاولة اختطاف الدلح كانت نتيجة لصراع بين الجهات السيادية في الدولة، والتي تنقسم بشأن تأييد ورفض دعم بعض المجموعات من القبائل البدوية في مواجهة تنظيم "ولاية سيناء"، وما جرى للدلح كان محاولة فاشلة للتخلص منه، وإنهاء ملف مجموعات الترابين التي شكلت مطلع إبريل/ نيسان 2017، من عشرات الشبان من قبيلة الترابين، مزودين برشاشات وقذائف مضادة للدروع، جزء من هذه الأسلحة تعود ملكيته للقبلية والجزء الآخر حصلت عليه القبيلة من الجيش المصري ومخابراته الحربية.
ويعيد إبراهيم المنيعي، رئيس اتحاد قبائل سيناء، فشل التجربة قبل أن تبدأ لعدة أسباب، أهمها القوة العسكرية للتنظيم، ومستوى التدريب العالي الذي يتمتع به أفراده، وهذا ما ظهر في هجماته ضد قوات الجيش على مدار السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الضربة القاصمة التي تعرضت لها المجموعات في بداية نشاطها بمقتل سالم أبو لافي أدت إلى تفككها بشكل سريع، إلى جانب المصلحة التي تجمع هذه المجموعات، وليس الفكر العقائدي كما هو الحال لدى التنظيم، وهو ما يعني عدم وجود أرضية صلبة تجمع المشاركين في المجموعات العسكرية، كما أن التجربة لم تلقَ دعما حقيقيا وكاملا من الجيش المصري.
ويتفق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، مع المنيعي، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن فشل نموذج الحشد الشعبي، أو الصحوات في سيناء، كان مرده إلى استنساخ تجارب سابقة في ظروف مختلفة في مجال مكافحة التمرد، مثل تجربة الحشد الشعبي في العراق. وتابع قائلا "تجربة الحشد الشعبي ترتبط بالواقع الاجتماعي والثقافي في العراق، وخصوصية المرجعية الدينية"، مضيفا أن الحشد تشكل بفتوى دينية، بينما في حالة سيناء لا توجد اختلافات على أساس مذهبي، ولا يشكل تنظيم ولاية سيناء تهديدا وجوديا مثل الذي تعرضت له الدولة العراقية.
المصالح الاقتصادية
يعود الخلاف بين المجموعات العسكرية المدعومة من الجيش وأطراف في قبيلة الترابين إلى المصالح الاقتصادية المرتبطة بعمليات التهريب، بحسب الباحث أبو هنية، الذي أكد على أنه "لا يمكن الحديث عن مكون قبلي متجانس التوجهات والمصالح، فاللعبة المشتركة بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي والترابين تنطوي على تناقضات حادة"، وتابع: "من الصعب إنتاج الدولة بمفردها لصحوات عشائرية، أو قبلية في سيناء، لعدم وجود طرف ضامن، كأميركا في حالة العراق، كما أن حقيقة الخلاف بين الترابين وولاية سيناء يدور حول المصالح الاقتصادية، والتي لم يكن لدى القبيلة تأكيد بحصولها على الفائدة المرجوة في حال إحراز الهدف من قتالها للتنظيم"، وهو ما يؤكده المنيعي، موضحا أن الدافع الأول للأفراد للانتظام في تجمع عسكري لدعم الجيش في مواجهة التنظيم كان المصلحة الاقتصادية، إذ إن معظمهم يعملون في مجال تهريب السجائر والمخدرات والممنوعات، وحاولوا من خلال الوقوف إلى جانب الجيش المحافظة على أعمالهم، وإبعاد يد الجيش عنهم، ويد التنظيم الذي نشط كثيرا في تلك الفترة في التضييق على العاملين في تهريب السجائر والمخدرات.
وتؤكد المصادر القبلية التي وثق أحاديثها معد التحقيق، أن الجيش لم يخسر شيئا، فالمقتولون من مجموعات الترابين، بمن فيهم القائد أبو لافي، هم من المطلوبين سابقا للدولة، وعليهم ملفات قضائية تستوجب الإعدام، وتم العفو عنهم بموجب صفقات مصالح بينهم وبين الاستخبارات المصرية، بشقيها العامة والحربية، وكان لرجل الأعمال إبراهيم العرجاني المعروف بعلاقته الممتازة بمحمود السيسي، نجل الرئيس المصري، عندما كان والده رئيسا للاستخبارات الحربية، دور بارز كعرّاب لهذه الاتفاقات، والتي شملت القائد أبو لافي وموسى الدلح وعددا آخر من أفراد الترابين والسواركة.
الكتيبة 103
وتوالت ضربات التنظيم الإرهابي للجيش ومجموعات الترابين جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد على مدار أشهر طويلة مضت، ما أدى لتلاشي تواجد المجموعات العسكرية، وانسحاب مسؤوليها في اتجاه جنوب سيناء والقاهرة، وعلى رأسهم موسى الدلح، إذ تعرض ما لا يقل عن 50 فردا من الترابين للقتل على يد التنظيم، والذي استولى على سيارات وأسلحة تابعة للمجموعات العسكرية، وفقا لما وثقه معد التحقيق.
وكان الدلح قد ملأ وسائل الإعلام المصرية وصفحات الفيسبوك برسائل التحذير والتهديد لتنظيم ولاية سيناء خلال فترة الصدام بين المجموعات العسكرية المنبثقة عن أطراف في قبلية الترابين وتنظيم ولاية سيناء، إلا أنها سرعان ما تلاشت، واختفى الدلح عن الأنظار بعد تعرض قائد المجموعات سالم أبو لافي للقتل على يد التنظيم، رغم أن علاقة كبيرة كانت تربط الكتيبة 103 صاعقة بقيادة العقيد أحمد منسي بالمجموعات العسكرية بشكل يفوق بقية قوات الجيش بسيناء، إلا أن مجموعات الترابين فشلت في إنقاذ حياة أفراد الكتيبة والقائد منسي بعد تعرضها لهجوم واسع من قبل تنظيم ولاية سيناء في يوليو/ تموز الماضي في كمين البرث الذي يقع في مناطق الترابين بشكل مباشر، وضمن حدود سيطرة القبيلة وتواجد المجموعات العسكرية، ما أضاف فشلا جديدا إلى سجل المجموعات العسكرية.
فوضى المجموعات العسكرية
لم تكن تجربة إنشاء مجموعات الترابين جديدة على الأمن في سيناء، إذ عُمِل على تشكيل "المجموعة 103" أو "مجموعة الموت" في بداية عام 2015 بعد تصاعد الهجمات ضد قوات الجيش والشرطة، وهي عبارة عن مجموعة مكونة من عشرات الشبان، خصوصا من مدينة الشيخ زويد، مهمتهم مساعدة الجيش في عملياته العسكرية في مدينتي الشيخ زويد ورفح، وكان لها الدور الأبرز في جرائم قتل عدد من المعتقلين رميا بالرصاص، بحسب ما ظهر في فيديو مسرب قبل أشهر.
والفارق بين المجموعات العسكرية التابعة للترابين والمجموعة 103، أن الأخيرة عبارة عن أفراد معروفين للمواطنين، ويتجولون بوجوههم في الشوارع، ويفرضون قراراتهم على التجار وأصحاب المحلات، ويرافقون قوات الأمن في مهماتها بشكل علني، ومن كثرة أخطائهم، وتهجمهم على التجار، واستغلالهم لمكان عملهم، نشر الجيش في أكثر من مرة أوراقا ينفي فيها مسؤوليته عن أفعال العشرات من هذه المجموعات، ورفع الغطاء عنهم.
ويعلق المنيعي على ما سبق بالقول: "إن ما حدث أدى إلى فتنة في سيناء، لكن تمتع أهلها بقدر واسع من الفهم والوعي كان كافيا لعدم تمرير المخطط، وهذا ما ظهر فعليا بفشل تجربة الصحوات في سيناء".