أعطت وسائل التواصل الاجتماعي فضاءً جديداً للتسوق، إذ أتاحت الفرصة لجميع أفراد المجتمع الافتراضي ليعرضوا سلعهم على الإنترنت، ولم تستطع الشركات والعلامات التجارية الكبرى أن تحتكر السوق الجديد الذي وفّر للناس العاديين إمكانية عرض سلعهم وأغراضهم الشخصية في السوق على مستوى عالمي، من دون إنفاق أي تكلفة نقدية على الإعلان. وخلق تفاعل الباعة والمشترين على الإنترنت مناخاً لوجود سوق إلكتروني حقيقي، فأنشئت العديد من المواقع المختصة بالتسوق التي لعبت دور الوسيط بين البائع والمشتري مثل: موقع "إيباي"، وموقع "أمازون" وغيرها.
استطاع الناس، من خلال هذا السوق، بيع العديد من الأشياء التي يصعب بيعها في الأسواق التجارية التقليدية، كالأدوات الشخصية المستعملة والأعمال اليدوية، وبسبب عدم وجود أي قانون أو رقابة تضع على المستخدم قيوداً لتحديد ما يمكن أن يباع وما يمكن أن يحظر بيعه، انتشرت على هذه المواقع العديد من العروض والصفقات الغريبة والمشبوهة، وأخطرها تجارة الجسد التي لاقت رواجاً على الإنترنت لأهداف متباينة. فهناك العديد من الرجال الذين قاموا ببيع زوجاتهم أو أقاربهم، إذ قام البريطاني، سيمون أوكين، بعرض زوجته للبيع على موقع "إيباي"، لأنها لم تتعاطف معه عندما اشتكى من الإرهاق، ولاقى العرض رواجاً واسعاً، ووصل سعر الزوجة إلى 73 ألف دولار أميركي، قبل أن يحذف الموقع الإعلان بعد يومين، لما أثاره من ضجة، وظهر أوكين بعدها ليدّعي أن العرض كان من باب الدعابة لا أكثر!
لم يكن هذا الإعلان الأول من نوعه في الموقع، فقد شهد الموقع نفسه إعلاناً مماثلاً منذ سنوات، حين قام البريطاني بول أوزبون بعرض زوجته أيضاً في المزاد للبيع، بعد أن طردها من المنزل لاعتقاده بأنها تخونه، وأرفق الإعلان بعبارة "خذوا زوجتي الكاذبة المخادعة بالسعر المناسب"، وافتتح المزاد بقيمة 500 جنيه إسترليني، وأثار الإعلان حينها ضجة في المملكة المتحدة، مما جعل الشرطة تتدخل، ففتحت ملف تحقيق مع الزوج ووجهت له تهمة مضايقة السلطات. تجدر الإشارة إلى أن جميع القضايا المشابهة يمكن تخفيف وطأتها من خلال الادعاء بعدم جديتها، وبأن الأمر لا يعدو كونه مزاحاً لا أكثر.
وبسبب وجود هذه الفجوة القانونية في السوق الإلكترونية، استطاع المستخدمون أن يكونوا أكثر جرأة في طرح سلعهم، وقد تكون تلك السلع أجزاء من جسدهم! استطاع أشهر قاتل متسلسل في السبعينيات، روي نوريس، وهو في زنزانته، أن يجني ثروة من خلال عرض أظافره للبيع، بعشرة دولارات أميركية مقابل كل ظفر، فكوّن ثروة من خلال بيع أظافره بشكل مستمر للمهووسين بالمجرم النجم.
اقــرأ أيضاً
ومن خلال أسواق الإنترنت أيضاً، استطاع آكلو لحوم البشر العثور على ضحايا طوعيين، إذ قام الألماني أرمن ميويس، بوضع إعلان يطلب به شخصاً مستعداً أن يقتل ويؤكل، وعندما استجابت إحداهن، قام ميويس بقطع أعضائه التناسلية وتناولها الاثنان على العشاء معاً، ثم قام ميويس بطعن ضحيته وقطع جسدها إلى شرائح!
فإمكانية وضع عروض للبيع والشراء من خلال حسابات وهمية، فتحت الباب أمام تجارة الأعضاء الجسدية بشكل غريب، فهنالك الملايين من الإعلانات لشراء الكلى أو الدم، مدعية الأهداف الإنسانية، ليتبين بعدها أن الأمر تجارة لا أكثر، كما أن هناك مواطنا أميركيا عرض كبده للبيع في مزاد موقع "إيباي"، ووصل سعره إلى 5,7 ملايين دولار أميركي، قبل أن يحذف الموقع الإعلان. بل إن البعض استخدم الموقع ذاته للمتاجرة بأجزاء من أجساد الآخرين من دون علمهم، ولعل أشهر القصص في هذا السياق، هي قصة حلاق مغنية البوب الأميركية، بريتني سبيرز، الذي عرض شعر المغنية للبيع، من دون علمها، بقيمة مليون دولار أميركي، قبل أن تعلم سبيرز وتقوم بإبلاغ الموقع لحذف الإعلان.
وهناك أيضاً صنف آخر موجود على هذه المواقع للمتاجرة بالجسد، تلعب النساء دور البطولة فيه، حيث إن المرأة حاضرة في السوق الإلكترونية بصورة دائمة، من خلال الدعارة الإلكترونية أو من خلال صفقات بيع العذرية. واستطاعت العديد من الفتيات بيع عذريتهن، من خلال عرض أنفسهن على الإنترنت، بمبالغ خيالية، إذ تبدأ الصفقة بمزاد علني على الإنترنت، كالصفقة التي باعت فيها الإيطالية رافيلا فيتشو عذريتها مقابل مليون و800 ألف دولار أميركي عام 2008، والصفقة التي باعت فيها البرازيلية كاترينا مغليوريني عذريتها بمليون ونصف المليون دولار أميركي عام 2012، إضافةً إلى آلاف الصفقات الأخرى لبيع العذرية والدعارة التي تتم بشكل يومي على صفحات متخصصة.
وفي سياق الاتّجار بالجسد واستباحته على مواقع التواصل الاجتماعي، نجد صنفاً أكثر طرافة وإنسانية من الأصناف السابقة، إذ عرض أحد الأشخاص على موقع "إيباي" مساحة على جسده ليوشم عليها إعلان لإحدى الشركات أو الأشخاص، ولاقت الفكرة رواجاً، فاستخدمت العديد من الشركات جسده للإعلان عليه، واستطاع أن يكسب 510 دولارات أميركية مقابل الإعلان الواحد، وكسب ثروة من خلال طلس جسده بهذه الإعلانات.
لاتزال هذه الصفقات التي تحوم حول انتهاك حرمة الجسد البشري شائعة على الإنترنت حتى اليوم، لتبدو مواقع التسوق والصفحات الخاصة بالبيع والشراء على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم ما حققته من خدمات مجانية للمستهلكين، خطيرة على البشرية.
اقــرأ أيضاً
استطاع الناس، من خلال هذا السوق، بيع العديد من الأشياء التي يصعب بيعها في الأسواق التجارية التقليدية، كالأدوات الشخصية المستعملة والأعمال اليدوية، وبسبب عدم وجود أي قانون أو رقابة تضع على المستخدم قيوداً لتحديد ما يمكن أن يباع وما يمكن أن يحظر بيعه، انتشرت على هذه المواقع العديد من العروض والصفقات الغريبة والمشبوهة، وأخطرها تجارة الجسد التي لاقت رواجاً على الإنترنت لأهداف متباينة. فهناك العديد من الرجال الذين قاموا ببيع زوجاتهم أو أقاربهم، إذ قام البريطاني، سيمون أوكين، بعرض زوجته للبيع على موقع "إيباي"، لأنها لم تتعاطف معه عندما اشتكى من الإرهاق، ولاقى العرض رواجاً واسعاً، ووصل سعر الزوجة إلى 73 ألف دولار أميركي، قبل أن يحذف الموقع الإعلان بعد يومين، لما أثاره من ضجة، وظهر أوكين بعدها ليدّعي أن العرض كان من باب الدعابة لا أكثر!
لم يكن هذا الإعلان الأول من نوعه في الموقع، فقد شهد الموقع نفسه إعلاناً مماثلاً منذ سنوات، حين قام البريطاني بول أوزبون بعرض زوجته أيضاً في المزاد للبيع، بعد أن طردها من المنزل لاعتقاده بأنها تخونه، وأرفق الإعلان بعبارة "خذوا زوجتي الكاذبة المخادعة بالسعر المناسب"، وافتتح المزاد بقيمة 500 جنيه إسترليني، وأثار الإعلان حينها ضجة في المملكة المتحدة، مما جعل الشرطة تتدخل، ففتحت ملف تحقيق مع الزوج ووجهت له تهمة مضايقة السلطات. تجدر الإشارة إلى أن جميع القضايا المشابهة يمكن تخفيف وطأتها من خلال الادعاء بعدم جديتها، وبأن الأمر لا يعدو كونه مزاحاً لا أكثر.
وبسبب وجود هذه الفجوة القانونية في السوق الإلكترونية، استطاع المستخدمون أن يكونوا أكثر جرأة في طرح سلعهم، وقد تكون تلك السلع أجزاء من جسدهم! استطاع أشهر قاتل متسلسل في السبعينيات، روي نوريس، وهو في زنزانته، أن يجني ثروة من خلال عرض أظافره للبيع، بعشرة دولارات أميركية مقابل كل ظفر، فكوّن ثروة من خلال بيع أظافره بشكل مستمر للمهووسين بالمجرم النجم.
ومن خلال أسواق الإنترنت أيضاً، استطاع آكلو لحوم البشر العثور على ضحايا طوعيين، إذ قام الألماني أرمن ميويس، بوضع إعلان يطلب به شخصاً مستعداً أن يقتل ويؤكل، وعندما استجابت إحداهن، قام ميويس بقطع أعضائه التناسلية وتناولها الاثنان على العشاء معاً، ثم قام ميويس بطعن ضحيته وقطع جسدها إلى شرائح!
فإمكانية وضع عروض للبيع والشراء من خلال حسابات وهمية، فتحت الباب أمام تجارة الأعضاء الجسدية بشكل غريب، فهنالك الملايين من الإعلانات لشراء الكلى أو الدم، مدعية الأهداف الإنسانية، ليتبين بعدها أن الأمر تجارة لا أكثر، كما أن هناك مواطنا أميركيا عرض كبده للبيع في مزاد موقع "إيباي"، ووصل سعره إلى 5,7 ملايين دولار أميركي، قبل أن يحذف الموقع الإعلان. بل إن البعض استخدم الموقع ذاته للمتاجرة بأجزاء من أجساد الآخرين من دون علمهم، ولعل أشهر القصص في هذا السياق، هي قصة حلاق مغنية البوب الأميركية، بريتني سبيرز، الذي عرض شعر المغنية للبيع، من دون علمها، بقيمة مليون دولار أميركي، قبل أن تعلم سبيرز وتقوم بإبلاغ الموقع لحذف الإعلان.
وهناك أيضاً صنف آخر موجود على هذه المواقع للمتاجرة بالجسد، تلعب النساء دور البطولة فيه، حيث إن المرأة حاضرة في السوق الإلكترونية بصورة دائمة، من خلال الدعارة الإلكترونية أو من خلال صفقات بيع العذرية. واستطاعت العديد من الفتيات بيع عذريتهن، من خلال عرض أنفسهن على الإنترنت، بمبالغ خيالية، إذ تبدأ الصفقة بمزاد علني على الإنترنت، كالصفقة التي باعت فيها الإيطالية رافيلا فيتشو عذريتها مقابل مليون و800 ألف دولار أميركي عام 2008، والصفقة التي باعت فيها البرازيلية كاترينا مغليوريني عذريتها بمليون ونصف المليون دولار أميركي عام 2012، إضافةً إلى آلاف الصفقات الأخرى لبيع العذرية والدعارة التي تتم بشكل يومي على صفحات متخصصة.
وفي سياق الاتّجار بالجسد واستباحته على مواقع التواصل الاجتماعي، نجد صنفاً أكثر طرافة وإنسانية من الأصناف السابقة، إذ عرض أحد الأشخاص على موقع "إيباي" مساحة على جسده ليوشم عليها إعلان لإحدى الشركات أو الأشخاص، ولاقت الفكرة رواجاً، فاستخدمت العديد من الشركات جسده للإعلان عليه، واستطاع أن يكسب 510 دولارات أميركية مقابل الإعلان الواحد، وكسب ثروة من خلال طلس جسده بهذه الإعلانات.
لاتزال هذه الصفقات التي تحوم حول انتهاك حرمة الجسد البشري شائعة على الإنترنت حتى اليوم، لتبدو مواقع التسوق والصفحات الخاصة بالبيع والشراء على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم ما حققته من خدمات مجانية للمستهلكين، خطيرة على البشرية.