واعتقلت الشرطة مؤسس موقع "صوت المجتمع"، رينيه سيلفا، والمصور ريناتو مورا، السبت الماضي، خلال محاولتهما إعداد تقرير حول الترحيل القسري للسكان في ريو دي جانيرو.
وكانت الشرطة ضبطت مورا أولاً، لمنعه من التقاط صور عمليات الإخلاء، فاستخدم سيلفا هاتفه لتوثيق ما يحصل مباشرة، فكبلت الشرطة يديه بالأصفاد، ورشته برذاذ الفلفل، ثم اقتادته إلى مركز الشرطة، حيث وُجهت له تهمة ازدراء السلطة والتعدي على ممتلكات الغير.
كما قامت الشرطة باعتقال ناشط آخر، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لأنه حاول توثيق ما حصل مع سيلفا.
وأوضح سيلفا أنه كان يقوم بعمله، وقال إن "الشرطة أرادت منعنا من الدخول، لم يريدونا أن نصل إلى هناك، أصررنا، وشرحنا لهم أننا إعلاميون، لكنهم أصروا على عدم السماح لنا"، في حديثه لصحيفة "ذا غارديان".
تجدر الإشارة إلى أن الصحافيين المحليين عملوا على التغطية المباشرة للمواجهة بين الشرطة وأفراد العصابات من الخطوط الأمامية، وقضى عدد كبير من السكان أثناء هذه المواجهات، ومعظمهم على أيدي عناصر الشرطة.
وأصبح سيلفا واحداً من أبرز هؤلاء الصحافيين، بعد تغطيته المباشرة لعملية ضخمة للجيش والشرطة البرازيلية من أجل "تهدئة" العصابات الإجرامية في الأحياء الفقيرة والمعزولة عام 2010، عبر تغريدات على موقع "تويتر".
ودعت منظمات تُعنى بحرية الصحافيين السطات البرازيلية إلى احترام حرية التعبير، وشددت على أن الصحافيين يجب أن يكونوا قادرين على تغطية المواضيع الحساسة من دون الخوف من أي عقوبات.
منذ فترة طويلة، تعدّ البرازيل من أخطر البلدان بالنسبة للصحافيين والناشطين البيئيين والاجتماعيين. وأفادت لجنة حماية الصحافيين بأن الاعتداءات على الصحافيين ازدادت خلال السنة الماضية، بسبب الاستقطاب السياسي المتزايد للمجتمع البرازيلي.
وشهدت البرازيل 300 اعتداء على صحافيين حاولوا تغطية الاحتجاجات الشعبية منذ 2013، وتمت معظم هذه الاعتداءات على أيدي الشرطة البرازيلية.
(العربي الجديد)