وتنتظر عائلة القيق، اليوم، أن ترى ابنها محمد بعدما أفرج عنه، وتقوم بانتظاره على حاجز الظاهرية، جنوبي الخليل، إلى الجنوب من الضفة الغربية.
وقالت فيحاء شلش، زوجة الصحافي، لـ"العربي الجديد"، إن "سلطات الاحتلال أخرجت زوجها في تمام الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم (توقيت محلي) من سجن نفحة الإسرائيلي، ومن المفترض أن يتم نقله إلى حاجز الظاهرية، جنوبي الخليل، إلى الجنوب من الضفة الغربية، حيث ستكون العائلة ومحبوه وجماهير الشعب الفلسطيني في استقباله، لكن لا نعرف متى سيتم وصوله ضمن إجراءات تتبعها سلطات الاحتلال".
وكانت عائلة القيق دعت جماهير الشعب الفلسطيني لحضور مهرجان انتصار القيق، يوم غدٍ الجمعة، عند الساعة السادسة مساءً (توقيت محلي)، في مسقط رأسه بمدينة دورا، جنوبي الخليل.
وعلّق القيق إضرابه عن الطعام في 26 من فبراير/ شباط الماضي، بعد 94 يوما من الإضراب المتواصل ضد اعتقاله الإداري تدهورت خلاله حالته الصحية، حيث توصل القيق لاتفاق حينها بتعليق إضرابه بجهود من قيادات الحركة الأسيرة وقيادات فلسطينية ونواب كنيست عرب في الداخل الفلسطيني، لإنقاذ حياته، على أن يتم الإفراج عنه في الحادي والعشرين من مايو/ أيار الجاري، لكن الاحتلال أفرج عنه اليوم، ضمن أمور تتعلق بإجراءات إجازات مصلحة السجون.
كما قضى الاتفاق باستمرار علاج القيق في المستشفيات داخل إسرائيل من قبل طاقم طبي عربي من فلسطينيي الداخل، والسماح لعائلته بزيارته، وإنهاء الاعتقال الإداري له بقرار جوهري غير قابل للتمديد، إضافة لأن يكون ضيفاً في سجن نفحة بين زملائه الأسرى بعد إنهاء فترة العلاج وعدم ذهابه إلى عيادة سجن الرملة لضمان إلزام الاحتلال الإفراج عنه في الموعد المتفق عليه.
واعتقلت قوات الاحتلال القيق، الذي يعمل مراسلاً لقناة المجد السعودية، من منزله في مدينة رام الله، بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهدده الاحتلال الإسرائيلي بإيقاع أقصى عقوبة يسمح بها الاعتقال الإداري وسجنه من خمس إلى سبع سنوات، لكنه أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام ضد اعتقاله الإداري.
وأنهى محمد القيق، الشهر الماضي، فترة علاجه، ضمن مرحلتين؛ الأولى تغذيته بالأملاح والسوائل التي يحتاج لها الجسم وكانت في مستشفى العفولة الإسرائيلي، ثم نقل لمستشفى سجن الرملة، وكانت المرحلة الثانية، وهي مرحلة العلاج الطبيعي وبناء العضلات، حيث أظهرت نتائج العلاج وجود تحسن في حالة محمد الصحية، حيث أصبح يقوى على المشي لوحده وتحسن وزنه وأصبح 78 كيلوغراما بعدما كان 45 كيلوغراما، ولا يعاني من مشاكل صحية.
وكانت عائلة القيق قد أكدت، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حالة محمد الصحية مطمئنة، بعد فحصه من قبل الأطباء الفلسطينيين، ولم يتعرض أي عضو من جسده لأذى، نتيجة إضرابه عن الطعام وعدم تناوله إلا الماء ورفض تناول المدعمات وإجراء الفحوص الطبية.
وطيلة فترة الإضراب، عانى القيق من مشاكل صحية عدة، أبرزها النقص الحاد في الوزن، ونوبات وتشنجات حادة في صدره جعلت الأطباء يخشون تعرضه لجلطة وموت فجائي في المراحل الأخيرة من إضرابه، في حين تعرض لعلاج قسري مرتين في فبراير/ شباط الماضي، نظرًا لتدهور حالته الصحية.
وتعرض القيق لضغوط ومحاولات عدة لكسر إضرابه من قبل مخابرات الاحتلال لكن دون جدوى، فيما لاقى إضرابه تفاعلا شعبيا ومؤسساتيًا وحراكًا على الأرض، وخاصة في المراحل الأخيرة من إضرابه.