يحتفل الإنترنت اليوم الأحد، بالذكرى الـ 28 لميلاد "الشبكة العنكبوتية العالمية" World Wide Web. ووجه مخترع الشبكة المهندس البريطاني، تيم بيرنرز-لي، رسالة مفتوحة في هذه المناسبة، وصف فيها مستوى التعقيد الذي وصلت إليه، وداعياً إلى تشديد الرقابة على الدعاية السياسية عبر الإنترنت.
في 12 مارس/آذار عام 1989 تحوّل مقترح مهندس البرمجيات البريطاني، تيم بيرنرز-لي، لإدارته في "المنظمة الأوروبية للبحوث النووية" (سيرن) في سويسرا، إلى وثيقة ولادة "الشبكة العنكبوتية العالمية". وحدد المهندس التقنيات التي تتيح الإنترنت للجميع، بعد أشهر قليلة.
ودعا بيرنرز-لي (61 عاماً)، اليوم الأحد، إلى تشديد الرقابة على الدعاية السياسية عبر الإنترنت، مشيراً إلى أنها تستخدم "بطرق غير أخلاقية"، وفقاً لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وأوضح أن الدعاية السياسية تحولت إلى صناعة متطورة وهادفة، بالاعتماد على وحدات هائلة من البيانات الشخصية للمستخدمين على موقعي "فيسبوك" و"غوغل"، ما يعني الحملات السياسية تبتكر إعلانات مفصلة لأفراد معينين. ووصل عددها إلى 50 ألف يومياً، خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
وأشار إلى أن هذا السلوك قد يصير لاأخلاقياً، عندما يُوجه المستخدمين إلى مواقع تروج للأخبار الزائفة، أو تستخدم الرسائل لثني الناخبين عن التصويت، كما فعلت الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع مجموعات معينة احتاجت المرشحة الديمقراطية حينها، هيلاري كلينتون، إلى أصواتها للفوز.
واعتبر المهندس البريطاني أن غياب إجراءات تنظيم الدعاية السياسية على الإنترنت أحد العوامل المهددة للانفتاح على الشبكة، وخاصة خلال العام الماضي. وتتضمن العوامل الأخرى فقدان السيطرة على البيانات الشخصية وانتشار المعلومات المضللة على الإنترنت.
وأوضح أن استغلال البيانات الشخصية لا يقتصر على الشركات التكنولوجية، مثل "فيسبوك" و"غوغل" و"أمازون" وغيرها. بل يطاول الحكومات التي "تراقب كل خطوة على الشبكة"، وتضفي هذه الحكومات شرعية على تصرفاتها هذه، عبر تمرير قوانين تتيح التعدي على الخصوصيات، في البلدان الديمقراطية والقمعية على حد سواء.
وعبّر بيرنرز-لي عن قلقه إزاء سهولة انتشار المعلومات المضللة والأخبار الزائفة على شبكة الإنترنت، وخاصة عبر موقعي "غوغل" و"فيسبوك".
وأكد في نهاية رسالته على تصميم مؤسسته Web Foundation على تحسين وإتاحة شبكة الإنترنت، كجزء من استراتيجيتها على مدى خمسة أعوام.
(العربي الجديد)