عام 2012 قرر الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي تحديد 13 مارس/آذار يوماً وطنياً للاحتفال بحرية الإنترنت، تخليداً لذكرى وفاة "شهيد الإنترنت" التونسي زهير اليحياوي، والذي توفي يوم 13 مارس/آذار 2005، بعد معاناة من السجن، نتيجة ما كان ينشره ضدّ النظام التونسي، والتعذيب الذي تعرض له.
وتسببت تلك المعاناة لليحياوي بمشاكل صحية كبرى أدت إلى وفاته عن 38 عاماً، قضى الجزء المهم منها في معارضة نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، من خلال مدونته "تينزين" TUNeZINE، كانت فضاءً لفضح ممارسات النظام التونسي القمعية، مما جعله عرضة للتحرش والمراقبة فالتعذيب والسجن.
تلك الأمراض، تحدثت عنها والدته خديجة اليحياوي، عندما قدمت شهادتها العلنية في جلسة حول الانتهاكات ضد حرية الإنترنت ومواجهة آلة الرقابة والحجب نظمتها هيئة الحقيقة والكرامة يوم السبت الماضي. وتحدثت عن عذابات ابنها الشهيد وما تعرض له من تنكيل من أجل نشر بعض المقالات التي تدين النظام.
وقالت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة، سهام بن سدرين، إنّ "المعركة حول حرية الإنترنت كانت معركة شرسة وغير متكافئة بين المجتمع والسلطة التي حاولت إحكام قبضتها على الشبكة العنكبوتية".
وأضافت "أن هذه المعركة حُسمت لصالح المجتمع رغم تسخير الدولة كل الإمكانيات المادية والبشرية للرقابة على الإنترنت وروادها" مؤكدة أن "فضاء الإنترنت كان فضاءً موازيا للتعبير وكسر الرقابة المفروضة على الفضاء العام".
بعد رحيل اليحياوي، بقي رمزاً خالداً اتّبعه التونسيون في ثورتهم ضدّ نظام بن علي عام 2011.