- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة أسفرت عن سقوط أكثر من 3 آلاف شهيد، مع تدمير منهجي للبلدات الجنوبية، واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق الجنوب والبقاع وبعلبك الهرمل.
- حزب الله يواصل ضرباته للمواقع العسكرية الإسرائيلية، مستهدفاً قواعد مهمة، مع فشل محاولات التوغل البري الإسرائيلية في السيطرة على القرى الجنوبية.
زوّد مجلس الجنوب اللبناني "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، بحصيلة أولية لآثار العدوان على لبنان، باعتبار أنّ المسح الدقيق لا يمكن أن يكتمل إلا بعد انتهاء الحرب والأعمال الإسرائيلية العدوانية، وسط صعوبات في العمل ميدانياً مع استمرار الغارات الجوية. وقال مجلس الجنوب اللبناني لـ"العربي الجديد" إنّ "عدد الوحدات السكنية المُهدَّمة بفعل العدوان بلغ 45 ألف وحدة سكنية، فيما بلغ عدد المحالّ المهدّمة 10 آلاف محل".
وبحسب مجلس الجنوب اللبناني، فإنّ عدد الوحدات السكنية المتضررة بلغ 200 ألف، أما عدد المحال المتضررة فقد وصل إلى 40 ألف. وأوضح المجلس في معرض ما جرى تناقله أمس الثلاثاء عبر وسائل الإعلام عن مسح وتدمير 37 بلدة في الجنوب، أنّ "الذي دُمِّر أو مُسحَ هو أحياء وشوارع، والوحدات السكنية المذكورة، وذلك ضمن نطاق هذه القرى".
ويعمل مجلس الجنوب اللبناني منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، وبتوجيه من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على تأمين الحاجات الضرورية للنازحين بالتعاون مع اتحادات البلديات والبلديات، وتأمين أماكن لإقامة النازحين، وغيرها من المهام التي أوكلت إليه.
ويُكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على مساحة واسعة من لبنان مرتكباً سلسلة مجازر وعمليات تدمير للقرى والبلدات وتهجير للسكان تنفيذاً لسياسته التي أدخل إليها أهدافاً جديدة، خصوصاً بعد "عدوان أيلول"، مع الإشارة إلى أنّ عدد شهداء العدوان تخطى حتى اليوم الـ3 آلاف.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ضرباته على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد هدوءٍ حذرٍ شهدته المنطقة منذ يوم الأحد الماضي، مُستكملاً قصف مناطق في الجنوب اللبناني والبقاع وبعلبك الهرمل، مُخلِّفاً عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى، بعدما نفذ أمس الثلاثاء أكثر من غارة دموية، أشدّها في بلدة برجا، في قضاء الشوف، وقد استشهد على أثرها أكثر من 20 شخصاً.
وأعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر أنّ 30 شهيداً و35 جريحاً سقطوا اليوم الأربعاء في 20 غارة إسرائيلية على المحافظة. وتعتمد إسرائيل في عدوانها على لبنان سياسة الأرض المحروقة مع تدمير منهجي للبلدات خصوصاً في الجنوب اللبناني، على وقع محاولات التوغل البري الإسرائيلية، مستخدمةً أساليب التفخيخ والتفجير، لمسح القرى، ومحو معالمها وهوياتها وتاريخها وذاكرة سكانها الجماعية.
وبقيت المواجهات العسكرية بين حزب الله والاحتلال محصورة لأشهر بالقرى الحدودية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاريخ فتح جبهة الاسناد اللبنانية لغزة، مع تسجيل بعض الخروقات الإسرائيلية، خصوصاً عند تنفيذ عمليات اغتيال، قبل أن تتخذ اتجاهاً أكثر عنفاً عبر عمليات تفجير أجهزة الاتصال يومي 17 و18 سبتمبر/أيلول الماضي، وبدء العدوان الموسّع في 23 سبتمبر، وقتل كبار القادة في المقاومة على رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وإعلان بدء التوغل البري مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومن القرى الجنوبية التي يعتمد فيها الاحتلال تدمير ونسف المربّعات السكنية وتسوية مبانيها بالأرض: يارين، ومروحين، والضهيرة وأم التوت، وميس الجبل، والعديسة وديرسريان، ومحيبيب، وراميا، وبليدا، وعيتا الشعب وعيترون.
من جانبه، يوسّع حزب الله من ضرباته على المواقع العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، أبرزها اليوم على قاعدة تسرفين (التي تحتوي على كليات تدريب عسكرية) بالقرب من مطار بن غوريون جنوبي تل أبيب، مستهدفاً إيّاها بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
ويتصدّى حزب الله في إطار المواجهة البرية للمحاولات الإسرائيلية للتقدّم باتجاه الأراضي اللبنانية، منذ أكثر من شهرٍ، مؤكداً أنّ جيش الاحتلال لم يتمكّن من إحكام السيطرة أو احتلال أي قرية بشكل كامل من قرى الحافّة الأماميّة في جنوب لبنان.
وقال العميد المتقاعد أكرم سريوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأماكن التي يجري فيها نسف المباني وتسويتها بالأرض قد جرى أصلاً إخلاؤها ولا وجود لعناصر حزب الله فيها"، مشيراً إلى أنّ "الإسرائيلي يزعم أن هناك أنفاقاً يقوم بتفجيرها لكن هو يريد خلق منطقة على الشريط الحدودي تكون عازلة، بشكل لا يسمح لعناصر حزب الله من الاقتراب، لكن أكثر من ذلك، فإنّ الهدف الأساسي وراء هذه السياسة هو شنّ حرب نفسية من خلال الضغط على السكان وزعزعة البيئة الحاضنة للمقاومة".
ويضيف سريوي أن "الإسرائيلي استنفد الأهداف العسكرية كلّها، وحتى تلك الاستخبارية، إذ لم يبقَ هناك أهداف مهمة لضربها عند حزب الله، فالحزب بالأساس لا يملك ثكنات ومراكز ظاهرة ومعروفة، إذ تعتمد المقاومة دائماً على مبدأ السرية والتخفّي، ومراكزها خفية، من هنا فإنّ الأهداف التي يعرفها الإسرائيلي قام بضربها، الأمر الذي يجعله يسلك طرقاً أخرى للضغط، منها قصف المدنيين، وتدمير الحجر بهدف زعزعة ثقة البيئة الحاضنة للمقاومة في حزب الله، وجعل اللبنانيين يشعرون بأن الحزب يتحمّل مسؤولية كلّ ما يلحق بهم من أذى وخسائر ودمار".