أثار إعلان الأديب والمفكر، محمد الحمدان، قراره بيع "مكتبة قيس" الخاصة به، موجة حزن وسخط في أوساط المفكرين والإعلاميين السعوديين، وطالبوا بإنقاذ المكتبة التي تعج بآلاف الكتب القديمة والمخطوطات النادرة التي لا تقدر بثمن. وكان الحمدان قد قرّر بيع مكتبته الثرية خوفاً من أن يتم نسيانها بعد وفاته، خاصة أنه تجاوز الثانية والثمانين من عمره، إضافة إلى معاناته من الحاجة المادية.
وطالب الإعلاميون والمثقفون بإنقاذ المكتبة، ومنعها من أن تذهب لمن لا يقدّرها، خاصة أنها تضم نوادر مثل النسخة الأولى من صحيفة الأهرام المصرية، وصحيفة الرياض السعودية، إضافة لمئات التحف الأثرية. كما تضم المكتبة كتباً ومخطوطات وصحفاً صدرت إبّان الحرب العالمية الثانية مثل مجلة "أخبار الحرب" التي صدرت في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1942.
ودشّن المغرّدون وسم #مكتبة_قيس الذي ظهر في نحو 23 ألف تغريدة في الساعات الماضية، كان أغلبها يطالب بالإبقاء على المكتبة، واستغرب كثيرون أن يضطر مثقف مثل الحمدان لبيع مكتبة نادرة.
ووصفت الإعلامية، سكينة المشيخص، ما حدث بأنه "أمر معيب"، وكتبت: "الثقافة ما توكل عيش فقط في المجتمعات التي لا تقدر المثقف، مؤلم أن يضطر المثقف إلى بيع مكتبته من أجل الحاجة المادية"، فيما كتبت الناشطة، سعاد الشمري، التي كانت من أكثر المتحمسين لإنقاذ المكتبة:"الآن القضية وصلت #ترند والمسؤول لم يعد بإمكانه أن يدّعي أنه لم يعلم بالموضوع والعار سيلحقهم".
أما الدكتورة عبير، فكتبت غاضبة "قلت لكم من قبل، هؤلاء سموا أنفسهم أمة اقرأ زوراً وبهتاناً، ولا علاقة لهم بالقراءة والعلم أبداً، بل هم أعداؤها، هؤلاء أمة اقتل اجلد اقطع".
وتحسّرت نور على مصير الكتب النادرة، وقالت: "إرث عظيم في مجتمع جاهل"، بينما استغرب فيصل القرني عدم تحرك أي من الجهات الرسمية للتدخل، وكتب :"مؤلم جداً أن نرى الاهتمام بسفاسف الأمور وصغائرها، وبمثل مكتبة قيس لا تفاعل ولا اهتمام"، وأضاف متسائلاً: "أين المكتبات العامة من هذا الإرث العظيم؟ مكتبة قيس أثق بأنها من أهم المكتبات الخاصة، أين وزارة الإعلام؟".
وقارن كثيرون بين إهمال المكتبة الأثرية، وبين ما يتم دفعه للإبل والأغنام، ومنهم محمد العنزي الذي كتب: "عندما يصل سعر ناقة إلى خمسة ملايين، وآخر يبيع مكتبة بسبب قلة الزبائن فاعلم أنك في مجتمع جاهل متخلف".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|