"لا أعرف من يكون هذا الملتحي، ولكنه ليس مع فرانسوا فيون! هل يدهشكم الأمر؟"، كان يمكن لهذا السؤال ــ التغريدة أن يظلّ عادياً ويتم نسيانُهُ بعد فترة وجيزة، لولا أن المستهدَف بالسؤال هو الصحافي الفرنسي، من أصول عربية، كريم ريسولي، أما صاحب التغريدة، هو النائب البرلماني عن حزب "الجمهوريون" اليميني جان فرانسوا مانسيل.
لم يكن السؤال بريئاً البتة، لأنّ الصحافي كريم ريسولي من أعمدة البرنامج السياسي الهام "البرنامج السياسي"، الذي تقدمه القناة الفرنسية الرسمية الثانية والذي حلّ عليه فيون ضيفاً. ومعروف عنه أسئلته المربكة التي أخرجَت الكثير من ضيوف البرنامج من أطوارهم، ولكن من دون عنف، لأن هذا البرنامج يشاهده الكثير من الفرنسيين، ويتمنى الكثير من الساسة أن يُدعَوا إليه.
وجاءت تغريدة النائب مانسيل، بسبب الأسئلة المربكة التي وجهها هذا الصحافي الشاب لمرشح اليمين والوسط، فرانسوا فيون. علماً أن أسئلة كريم ريسولي كانت أقل عنفاً من أسئلة الروائية الفرنسية كريستين أنغو، ضيفة البرنامج، والتي لا تخفي قرابتها الأيديولوجية مع الرئيس الفرنسي الحالي، فرانسوا هولاند، إلى درجة كتابة مقال في ليبراسيون، تناشده فيه العدول عن انسحابه من السياسة.
ولم تكن تغريدة النائب الفرنسي، التي ركّز فيها على مظهر وسحنة الصحافي كريم ريسولي (في الوقت الذي تناضل فيه، ومنذ فترة طويلة، منظمات فرنسية حقوقية من أجل وقف الاعتقالات البوليسية التي تتم غالباً بالارتكاز على سحنة الوجه)، وأيضاً في جو الاحتقان الذي تعرفه فرنسا، حيث يتم غالباً توقيف أشخاص بتهم التطرف الإسلاموي بسبب اللحية (وقد تسببت حالة الطوارئ في إيقاف ملتحين كثر)، لتبقى من دون ردود. فقد بادر الصحافي كريم ريسولي إلى اعتبارها من "العنصرية العادية".
وفي تغريدة مضادة كتب كريم ريسولي: "الملتحي، هو أنا. وآمُلُ أن يُدين فرنسوا فيون هذا الانزلاق اللغوي..".
وعلى الفور عبّر الكثير من الساسة الفرنسيين، من بينهم النائبان الإيكولوجية سيسيل دوفلو، والاشتراكي أليكسي باشلاي، عن إدانتهم لهذا الخطاب العنصري، وعن مساندتهم للصحافي، وهو نفس موقف عدد كبير من الصحافيين الفرنسيين، ومنهم إيميلي تران نغوين، التي اعتبرت أن كلمات النائب اليميني، هي من الصنف "الذي يجب محاربته".
وإزاء هذا الكم الهائل من التعاطف مع الصحافي كريم ريسولي، عاد النائب عن حزب "الجمهوريون"، من جديد، فانتقد في تغريدة ثانية، الردود التي خلفتها تغريدته الأولى، وكتب: "هل هو بلد مجانين؟ أنا مذهول بالتأويل الذي مُنح لتغريدتي. الملتحي هو من يطلق لحية، ولا شيء أكثر".
كريم ريسولي، من مواليد فرنسا 1981، من أصول مغربية. بدأ العمل الصحافي مع إذاعة أوروبا 1 سنة 2005، قبل أن يلتحق بقناة كنال بلوس، سنة 2009، في برنامج "ديمانش بلوس dimanche plus"، ثم التحق ببرنامج "لوغراند جورنال le grand journal" سنة 2013 في نفس القناة. وفي سنة 2015 غادرها إلى القناة الرسمية الثانية، حيث عمل مع مقدم الأخبار دافيد بوجاداس، في برنامج "كلمات وأفعال".
كما ألّفَ كريم ريسولي الذي يعتبر حالياً من ألمع الوجوه الصحافية الشابة في فرنسا، كتباً سياسية عدة، وكان آخرها، سنة 2016، بالتعاون مع أنطونان أندري، كتاب بعنوان: "أحاديث خاصة مع الرئيس"، ويتعلق الأمر كما يظهر من العنوان، بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
اقــرأ أيضاً
لم يكن السؤال بريئاً البتة، لأنّ الصحافي كريم ريسولي من أعمدة البرنامج السياسي الهام "البرنامج السياسي"، الذي تقدمه القناة الفرنسية الرسمية الثانية والذي حلّ عليه فيون ضيفاً. ومعروف عنه أسئلته المربكة التي أخرجَت الكثير من ضيوف البرنامج من أطوارهم، ولكن من دون عنف، لأن هذا البرنامج يشاهده الكثير من الفرنسيين، ويتمنى الكثير من الساسة أن يُدعَوا إليه.
Twitter Post
|
وجاءت تغريدة النائب مانسيل، بسبب الأسئلة المربكة التي وجهها هذا الصحافي الشاب لمرشح اليمين والوسط، فرانسوا فيون. علماً أن أسئلة كريم ريسولي كانت أقل عنفاً من أسئلة الروائية الفرنسية كريستين أنغو، ضيفة البرنامج، والتي لا تخفي قرابتها الأيديولوجية مع الرئيس الفرنسي الحالي، فرانسوا هولاند، إلى درجة كتابة مقال في ليبراسيون، تناشده فيه العدول عن انسحابه من السياسة.
ولم تكن تغريدة النائب الفرنسي، التي ركّز فيها على مظهر وسحنة الصحافي كريم ريسولي (في الوقت الذي تناضل فيه، ومنذ فترة طويلة، منظمات فرنسية حقوقية من أجل وقف الاعتقالات البوليسية التي تتم غالباً بالارتكاز على سحنة الوجه)، وأيضاً في جو الاحتقان الذي تعرفه فرنسا، حيث يتم غالباً توقيف أشخاص بتهم التطرف الإسلاموي بسبب اللحية (وقد تسببت حالة الطوارئ في إيقاف ملتحين كثر)، لتبقى من دون ردود. فقد بادر الصحافي كريم ريسولي إلى اعتبارها من "العنصرية العادية".
وفي تغريدة مضادة كتب كريم ريسولي: "الملتحي، هو أنا. وآمُلُ أن يُدين فرنسوا فيون هذا الانزلاق اللغوي..".
Twitter Post
|
وعلى الفور عبّر الكثير من الساسة الفرنسيين، من بينهم النائبان الإيكولوجية سيسيل دوفلو، والاشتراكي أليكسي باشلاي، عن إدانتهم لهذا الخطاب العنصري، وعن مساندتهم للصحافي، وهو نفس موقف عدد كبير من الصحافيين الفرنسيين، ومنهم إيميلي تران نغوين، التي اعتبرت أن كلمات النائب اليميني، هي من الصنف "الذي يجب محاربته".
وإزاء هذا الكم الهائل من التعاطف مع الصحافي كريم ريسولي، عاد النائب عن حزب "الجمهوريون"، من جديد، فانتقد في تغريدة ثانية، الردود التي خلفتها تغريدته الأولى، وكتب: "هل هو بلد مجانين؟ أنا مذهول بالتأويل الذي مُنح لتغريدتي. الملتحي هو من يطلق لحية، ولا شيء أكثر".
كريم ريسولي، من مواليد فرنسا 1981، من أصول مغربية. بدأ العمل الصحافي مع إذاعة أوروبا 1 سنة 2005، قبل أن يلتحق بقناة كنال بلوس، سنة 2009، في برنامج "ديمانش بلوس dimanche plus"، ثم التحق ببرنامج "لوغراند جورنال le grand journal" سنة 2013 في نفس القناة. وفي سنة 2015 غادرها إلى القناة الرسمية الثانية، حيث عمل مع مقدم الأخبار دافيد بوجاداس، في برنامج "كلمات وأفعال".
كما ألّفَ كريم ريسولي الذي يعتبر حالياً من ألمع الوجوه الصحافية الشابة في فرنسا، كتباً سياسية عدة، وكان آخرها، سنة 2016، بالتعاون مع أنطونان أندري، كتاب بعنوان: "أحاديث خاصة مع الرئيس"، ويتعلق الأمر كما يظهر من العنوان، بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.