أطلق مبرمجون عراقيون تطبيقاً إلكترونياً يتيح للمواطنين حجز قبر في أحد مدافن البلاد بكبسة زر خلال دقائق، نتيجة التهافت الشديد عليها وعدم وجود مساحات كافية مخصصة كمقابر للدفن في عموم البلاد، في سابقة لم يعرفها العراقيون من قبل.
التطبيق الغريب أطلق من خلال إعلان على موقع "فيسبوك"، وأثار استغراب العراقيين، إذ يعلن عن تقديم خدمات خاصة للموتى، والتكفّل بتقديم قبر متميز في حال حجز الشخص مسبقاً قبل وفاته.
التطبيق حمل اسم "تطبيق مقبرة". وعلى الرغم من أنه لم يكشف عن تفاصيل وافية حول الخدمات التي يقدمها، فإنه حظي بعدد كبير من التعليقات من قبل مواطنين عراقيين من كلا الجنسين الذين سيطرت السخرية على ردودهم.
تماشياً مع "الموت"، تحمل الصورة الخلفية لحساب "تطبيق مقبرة" ما يجسّد شاهد قبر، ويطغى اللون الأسود المعبّر عن الحزن، أضيفت إليها صورة هاتف نقال، وهو ما يدل على طلب الحجز المسبق للقبر عبر الهاتف، في حين صورة التطبيق الشخصية تمثل قبرا وشاهده.
في التعريف عن الحساب، ذكر في منشور بسيط، الخدمة التي يقدمها، وهي تكفّله بتوفير قبر لمن ينوي أن يحجز قبراً يدفن فيه بعد وفاته، ونوه إلى أنه يقدم عرضاً مغرياً بأن يخصم ما نسبته 20 في المائة من سعر القبر لمن يعمل إشارة "تاغ" لأحد أصدقائه، بل إن الصديق أيضاً سيحظى بخصم مشابه.
وأوضح المسؤول عن الحساب في التعريف عن ماهية هذا التطبيق، موجهاً الكلام للمتلقي، مبيناً في شرح مبسط باللهجة العراقية، أن "التطبيق راح (سوف) يساعدك تحجز قبرك بسهولة واختيار المساحة المناسبة ونوعية البناء والدفع عبر وسائل الدفع الإلكترونية، حيث يمكنك حجز مساحة لقبرك خلال مدة لا تتجاوز 3 دقائق، واستلام بيانات قبرك من خلال التطبيق".
وأضاف: "سوّي (اعمل) تاغ لصديقك لهذا البوست واحصل على خصم 20% لك ولصديقك عندما تحجز قبرا عن طريق التطبيق".
والتطبيق أشار من خلال عبارة "قريباً" التي ذيل بها منشوراته الترويجية، إلى أن الموقع في الوقت الحالي يروج لهذا المشروع الغريب والفريد من نوعه، وأنه على ما يبدو سوف ينشر تفاصيل وافية حول المشروع في وقت قريب.
كثيرون على ما يبدو أعجبتهم الفكرة، وعلّقوا طارحين أسئلة تتعلق بالسعر والمساحة ومكان القبر الذي يمكن حجزه. عباس موسى سأل عن كيفية حجز القبر وموقعه، في حين سأل جعفر كريم عن مواصفات القبور التي يمتلكها التطبيق. بينما طالب هشام الموسوي بأن ينشروا صورة خريطة المقبرة لكي يتعرف على مواقع القبور الموجودة لدى التطبيق.
أغلب المعلّقين كانت تعليقاتهم تحمل سخرية، لغرابة ما يطرحه التطبيق. لكن بين هذه التعليقات هناك ما يحمل سخرية سوداء، مثل تعليق حساب يحمل اسم زهراء الفراتي، قالت: "شكراً لجهودكم. أخيراً أحلامي بدت (بدأت) تصير حقيقة والحياة بدت تتطور وتصير سهلة بحيث حتى قبرك تكدر (تستطيع أن) تحجزه".
اقــرأ أيضاً
يأتي هذا التطبيق الغريب من نوعه، مذكراً بحساب علي العمية، وهو شخصية اشتهرت كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن عرض خدماته في دفن الموتى.
وعُرف عن العمية عمله المتقن في دفن الموتى، ولقي حسابه على "فيسبوك" تفاعلاً كبيراً، وبات اسمه يرافق العبارات الظريفة والنكات بين الناس، في كثير من الأحيان.
أيضاً يأتي تطبيق مقبرة، بعد أيام من انتشار تطبيق عراقي غريب من نوعه، اسمه "تمن وقيمة"، تفوّق في كم التفاعل والانتشار على تطبيقات عالمية مثل "ماكدونالدز"، إذ يقدم خدمات الطعام.
لكن الغرابة في التطبيق هو مناسبته، حيث "التمن" وهو الأرز، و"القيمة" وهي مرق الحمص باللحم المهروس، من الأكلات العريقة التي تقدم خاصة في مناسبة "عاشوراء"، وهو يوم حزين دأب العراقيون على إحيائه تأسياً باستشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب، وتقام في هذه المناسبة موائد الطعام والشراب مجاناً من قبل مواطنين طلباً للأجر.
في مثل هذه المناسبة، يقبل العراقيون وهم يحملون أواني القدور ليملؤوها بأكلة "تمن وقيمة" من الأماكن التي تُطبخ فيها هذه الأكلة، وهي عادة تطبخ في الشوارع، ويشارك في إعدادها الجيران والأقارب والأصدقاء، حيث تُعد بقدور كبيرة، وتصل كميات الأرز المطبوخ فيها إلى مئات الكيلوغرامات، وقدر مماثل من اللحوم، ومثله من مرق القيمة.
ولا يقتصر التزود بأكلة "تمن وقيمة" على فئة محددة، إذ تحول هذا الطقس إلى ممارسة مجتمعية يرغب كثيرون في المشاركة فيها.
في تطبيق "تمن وقيمة" ينشر من يقومون بإعداد الطعام مواقعهم، ليقبل عليهم من يريدون الحصول على أكلة "تمن وقيمة"، خاصة أن المتعارف عليه في العراق، في مثل هذه المناسبة، أن يذهب الناس حاملين القدور لتوضع فيها هذه الأكلة.
هذه التطبيقات الغريبة على الرغم من كونها تثير السخرية لدى البعض، لكنها تعتبر نافعة إلى حد كبير بالنسبة لآخرين، وهو ما يؤكده فريد صابر (42 عاماً) الذي قال، لـ "العربي الجديد"، إن "استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذه التوجهات مهم جداً. بطبيعة الحال هناك أشخاص يشترون قبوراً ويحجزونها لهم ليدفنوا فيها بعد وفاتهم. وهناك من يبيعون مساحات من الأرض في المقابر. الجديد في الأمر أن عمليات البيع تحولت عبر تطبيق إلكتروني" .
أما جمانة ضاري (39 عاماً) فقالت، لـ "العربي الجديد"، إن "كل شيء اليوم أصبح يتعلق بالمواقع الإلكترونية. جميع ما يحتاجه الشخص من عمليات تسويق وبيع وشراء ومختلف الخدمات تتوفر في مواقع التواصل الاجتماعي. من الطبيعي أن توجد مثل هذه المواقع أيضاً"، في إشارة إلى تطبيق "مقبرة"، والمواقع الغريبة الأخرى.
التطبيق الغريب أطلق من خلال إعلان على موقع "فيسبوك"، وأثار استغراب العراقيين، إذ يعلن عن تقديم خدمات خاصة للموتى، والتكفّل بتقديم قبر متميز في حال حجز الشخص مسبقاً قبل وفاته.
التطبيق حمل اسم "تطبيق مقبرة". وعلى الرغم من أنه لم يكشف عن تفاصيل وافية حول الخدمات التي يقدمها، فإنه حظي بعدد كبير من التعليقات من قبل مواطنين عراقيين من كلا الجنسين الذين سيطرت السخرية على ردودهم.
تماشياً مع "الموت"، تحمل الصورة الخلفية لحساب "تطبيق مقبرة" ما يجسّد شاهد قبر، ويطغى اللون الأسود المعبّر عن الحزن، أضيفت إليها صورة هاتف نقال، وهو ما يدل على طلب الحجز المسبق للقبر عبر الهاتف، في حين صورة التطبيق الشخصية تمثل قبرا وشاهده.
في التعريف عن الحساب، ذكر في منشور بسيط، الخدمة التي يقدمها، وهي تكفّله بتوفير قبر لمن ينوي أن يحجز قبراً يدفن فيه بعد وفاته، ونوه إلى أنه يقدم عرضاً مغرياً بأن يخصم ما نسبته 20 في المائة من سعر القبر لمن يعمل إشارة "تاغ" لأحد أصدقائه، بل إن الصديق أيضاً سيحظى بخصم مشابه.
Facebook Post |
وأوضح المسؤول عن الحساب في التعريف عن ماهية هذا التطبيق، موجهاً الكلام للمتلقي، مبيناً في شرح مبسط باللهجة العراقية، أن "التطبيق راح (سوف) يساعدك تحجز قبرك بسهولة واختيار المساحة المناسبة ونوعية البناء والدفع عبر وسائل الدفع الإلكترونية، حيث يمكنك حجز مساحة لقبرك خلال مدة لا تتجاوز 3 دقائق، واستلام بيانات قبرك من خلال التطبيق".
وأضاف: "سوّي (اعمل) تاغ لصديقك لهذا البوست واحصل على خصم 20% لك ولصديقك عندما تحجز قبرا عن طريق التطبيق".
والتطبيق أشار من خلال عبارة "قريباً" التي ذيل بها منشوراته الترويجية، إلى أن الموقع في الوقت الحالي يروج لهذا المشروع الغريب والفريد من نوعه، وأنه على ما يبدو سوف ينشر تفاصيل وافية حول المشروع في وقت قريب.
كثيرون على ما يبدو أعجبتهم الفكرة، وعلّقوا طارحين أسئلة تتعلق بالسعر والمساحة ومكان القبر الذي يمكن حجزه. عباس موسى سأل عن كيفية حجز القبر وموقعه، في حين سأل جعفر كريم عن مواصفات القبور التي يمتلكها التطبيق. بينما طالب هشام الموسوي بأن ينشروا صورة خريطة المقبرة لكي يتعرف على مواقع القبور الموجودة لدى التطبيق.
أغلب المعلّقين كانت تعليقاتهم تحمل سخرية، لغرابة ما يطرحه التطبيق. لكن بين هذه التعليقات هناك ما يحمل سخرية سوداء، مثل تعليق حساب يحمل اسم زهراء الفراتي، قالت: "شكراً لجهودكم. أخيراً أحلامي بدت (بدأت) تصير حقيقة والحياة بدت تتطور وتصير سهلة بحيث حتى قبرك تكدر (تستطيع أن) تحجزه".
يأتي هذا التطبيق الغريب من نوعه، مذكراً بحساب علي العمية، وهو شخصية اشتهرت كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن عرض خدماته في دفن الموتى.
وعُرف عن العمية عمله المتقن في دفن الموتى، ولقي حسابه على "فيسبوك" تفاعلاً كبيراً، وبات اسمه يرافق العبارات الظريفة والنكات بين الناس، في كثير من الأحيان.
Facebook Post |
أيضاً يأتي تطبيق مقبرة، بعد أيام من انتشار تطبيق عراقي غريب من نوعه، اسمه "تمن وقيمة"، تفوّق في كم التفاعل والانتشار على تطبيقات عالمية مثل "ماكدونالدز"، إذ يقدم خدمات الطعام.
لكن الغرابة في التطبيق هو مناسبته، حيث "التمن" وهو الأرز، و"القيمة" وهي مرق الحمص باللحم المهروس، من الأكلات العريقة التي تقدم خاصة في مناسبة "عاشوراء"، وهو يوم حزين دأب العراقيون على إحيائه تأسياً باستشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب، وتقام في هذه المناسبة موائد الطعام والشراب مجاناً من قبل مواطنين طلباً للأجر.
في مثل هذه المناسبة، يقبل العراقيون وهم يحملون أواني القدور ليملؤوها بأكلة "تمن وقيمة" من الأماكن التي تُطبخ فيها هذه الأكلة، وهي عادة تطبخ في الشوارع، ويشارك في إعدادها الجيران والأقارب والأصدقاء، حيث تُعد بقدور كبيرة، وتصل كميات الأرز المطبوخ فيها إلى مئات الكيلوغرامات، وقدر مماثل من اللحوم، ومثله من مرق القيمة.
ولا يقتصر التزود بأكلة "تمن وقيمة" على فئة محددة، إذ تحول هذا الطقس إلى ممارسة مجتمعية يرغب كثيرون في المشاركة فيها.
في تطبيق "تمن وقيمة" ينشر من يقومون بإعداد الطعام مواقعهم، ليقبل عليهم من يريدون الحصول على أكلة "تمن وقيمة"، خاصة أن المتعارف عليه في العراق، في مثل هذه المناسبة، أن يذهب الناس حاملين القدور لتوضع فيها هذه الأكلة.
هذه التطبيقات الغريبة على الرغم من كونها تثير السخرية لدى البعض، لكنها تعتبر نافعة إلى حد كبير بالنسبة لآخرين، وهو ما يؤكده فريد صابر (42 عاماً) الذي قال، لـ "العربي الجديد"، إن "استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذه التوجهات مهم جداً. بطبيعة الحال هناك أشخاص يشترون قبوراً ويحجزونها لهم ليدفنوا فيها بعد وفاتهم. وهناك من يبيعون مساحات من الأرض في المقابر. الجديد في الأمر أن عمليات البيع تحولت عبر تطبيق إلكتروني" .
أما جمانة ضاري (39 عاماً) فقالت، لـ "العربي الجديد"، إن "كل شيء اليوم أصبح يتعلق بالمواقع الإلكترونية. جميع ما يحتاجه الشخص من عمليات تسويق وبيع وشراء ومختلف الخدمات تتوفر في مواقع التواصل الاجتماعي. من الطبيعي أن توجد مثل هذه المواقع أيضاً"، في إشارة إلى تطبيق "مقبرة"، والمواقع الغريبة الأخرى.