يواكب "التلفزيون العربي"، الذكرى الأولى لحصار قطر التي تصادف الخامس من يونيو/ حزيران المقبل، من خلال فيلمين وثائقيين، وذلك ضمن تغطية موسعة، تشمل نشرات الأخبار والبرامج السياسية ونوافذ حوارية من استوديوهات التلفزيون بالدوحة.
وفي مقابلة أجراها مع سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة، الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، كشف أن "دول الحصار دفعت أموالاً طائلة لبعض وسائل الإعلام الأميركية، بهدف تشويه صورة قطر لدى الرأي العام الأميركي وإلصاق تهم الإرهاب بها".
وأعطى السفير القطري مثلاً عن ذلك بنشر إحدى الصحف الأميركية، مقالاً مدفوع الأجر، تزعم فيه أن لقطر علاقات وطيدة مع كوريا الشمالية، إلا أن الصحيفة نفسها نشرت مقالاً، في اليوم التالي، تقول فيه إن مصر تسلمت شحنة من الأسلحة وصلتها من كوريا الشمالية.
وقال الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني: "نحن أصحاب حق وتم الاعتداء علينا، وقطر استطاعت أن تؤسس لعلاقات دولية قوية خلال العقود الماضية، علاقات مبنية على الثوابت والمبادئ، وهو ما دفع دول العالم إلى التشكيك في مزاعم دول الحصار".
يتناول الوثائقي الأول الذي يبثه "التلفزيون العربي" الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر، ومن المزمع أن يبث الإثنين الرابع من يونيو/ حزيران في الثامنة مساء بتوقيت غرينتش، الحادية عشرة بتوقيت الدوحة.
ويستضيف الوثائقي عددا من المسؤولين القطريين والعرب والأجانب، إضافة إلى مواطنين قطريين ومقيمين في دولة قطر، ليتحدثوا عن الحصار.
كما يلتقي عدداً من الشخصيات القطرية الفاعلة، من بينها الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، والتي أكدت في المقابلة أن "دولة قطر ركزت، ومنذ الأيام الأولى للحصار، على إطلاع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة على ملابسات الأزمة المفتعلة، وعلى تفنيد كل المزاعم التي تقدمت بها دول الحصار ضدها".
كما تشمل اللقاءات المستشار في الديوان الأميري ومرشح دولة قطر السابق لمنصب مدير عام اليونيسكو، الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري.
وفي مقابلته مع "التلفزيون العربي"، اعتبر الكواري أن "قطر لم تخسر الانتخابات التي ترشح لها كمدير لليونسكو، وإنما انتصرت بمبادئها وبوقوف عدد كبير من دول العالم إلى جانبها، رغم التجييش النفسي والإعلامي والمالي لدول الحصار ضد قطر في تلك الانتخابات".
ويركز الوثائقي على الجانب الإنساني والشرخ الاجتماعي والنفسي الذي أحدثته الأزمة في نفوس الخليجيين والعرب، وقد استضاف بعض العوائل التي تشتت بفعل الحصار.
أما الوثائقي الثاني، فيبث يوم الأربعاء السادس من يونيو/ حزيران عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينيتش الحادية عشرة بتوقيت الدوحة، يتناول تفاصيل إدارة دول الحصار لمعركتها ضد قطر في الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
ويتتبع الفيلم ويرصد النشاط السياسي الدعائي لدول الحصار ضد قطر على ساحات السياسة الخارجية للدول الغربية، وذلك من خلال شركات العلاقات العامة وصناعة الدعاية، إضافة إلى زرع بعض الأشخاص المؤثرين في دوائر صنع القرار السياسي.
كما يرصد الفيلم الوثائقي حالات متعددة في بريطانيا والولايات المتحدة، تحديدا من قبل الإمارات العربية المتحدة، عن طريق الكشف عن الأشخاص المتورطين في تلك الأنشطة: من هم؟ وما علاقاتهم بالأزمة الخليجية المستمرة؟ وما هو حجم التأثير الذي أحدثوه؟
وبدأت الأزمة الخليجية بعد أن أقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/ حزيران الماضي، وفرض حصار بري وجوي وبحري على الدوحة، إثر حملة افتراءات واسعة.