وقامت الشركة بإغلاق الصفحة عدة مرات سابقة، كان آخرها في مايو/أيار الماضي، ووقتها كان عدد المتابعين يتجاوز المليون، بزعم أنها لا تتوافق مع سياسات النشر على "فيسبوك". في المقابل، يقول القائمون على الصفحة إن إدارة الموقع الأزرق تتجاهل ملاحقة المحتوى التحريضي الذي تبثه الصفحات الإسرائيلية.
وتقول الصحافية في موقع "فضائية فلسطين اليوم" هناء بهلول، لـ"العربي الجديد"، إن "الصفحة تعرضت للإغلاق أكثر من مرة بحيث كانت تتوالى إشعارات التنبيه والبلاغات على المواد المنشورة بدعوى أنها لا تتوافق مع سياسة النشر على "فيسبوك" وتعد تحريضية بنظر إدارة الشركة".
وترى بهلول أن صفحة الفضائية على "فيسبوك" كانت تلتزم بمتابعة الأحداث على الساحة الفلسطينية وتنشر ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما يُلاحق الاحتلال هذا المحتوى في محاولة لطمس الحقائق وتغييب القضية الفلسطينية عن أنظار العالم.
وتعرض موقع "فضائية فلسطين اليوم" لمحاولات اختراق مرات سابقة من قبل سلطات الاحتلال تعطّل على إثرها الموقع، بحسب ما أشارت إليه بهلول، وذلك استمرارًا للسياسات الموجهة التي يتبعها الاحتلال لتغييب القضية الفلسطينية عن الساحة، بحيث يُبقي المحتوى الفلسطيني مستهدفاً.
وتُواصل إدارة شركة "فيسبوك" إحكام قبضتها على المحتوى الفلسطيني. ويُسجل ناشطون انتهاكات عديدة تتمثل في حذف صفحات وحسابات فلسطينية، وكلها تندرج تحت زعم مخالفتها سياسة النشر.
ويواجه الناشطون على المحتوى الفلسطيني ملاحقة دائمة من قبل إدارة فيسبوك التي لا تتوقف عن سياسة حذف صفحاتهم وحساباتهم، وذلك تماهياً مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعد الصور والأخبار التي تتناقل الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، أو اعتداءات الاحتلال ضدهم، وحتى رسائل الحقوق والثوابت الفلسطينية، "تحريضية" في نظر إدارة الموقع الأزرق.
وتستهدف "فيسبوك" العشرات من حسابات الناشطين الفلسطينيين والصفحات الإخبارية، وتلاحقها بالحظر من النشر أو الحذف من المنصة بشكل كامل، وهي الإدارة التي ما زالت تصعّد من ملاحقتها لهؤلاء، بدعوى أنهم محرضون وينشرون محتوى يتضمن مفردات أو مضامين يصنّفها الموقع بأنها "عنيفة أو إرهابية".
حملات مستمرة من قبل موقع "فيسبوك" ضد الصفحات الفلسطينية الناشطة يبدو أنها لن تتوقف في عام 2019، وهي التي تندرج تحت اتفاق مسبق موقّع بين إدارة المنصة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث اعترف الأول بحذفه مئات الحسابات الفلسطينية بطلبٍ من الأخيرة. ونقلت تقارير أن "الكنيست" الإسرائيلي صادق على مشروع قانون يسمح لمحاكم الاحتلال بإصدار أوامر بحذف أي محتوى يعتبره تحريضياً، بالاتفاق مع إدارة "فيسبوك".
ويعتقد الفلسطينيون أن إدارة "فيسبوك" تتجاهل تحريض الحسابات الإسرائيلية ضدهم، والتي تتضمن دعاوى لاعتقال وقتل الفلسطينيين. ووفقاً لإحصائية قام بها مركز "صدى سوشال"، فإن "كل 47 ثانية، هناك منشور تحريضي في المحتوى الإسرائيلي على مواقع التواصل".
وذكرت تقارير أميركية أن إدارة "فيسبوك" اعترفت بقبولها دعوات إسرائيلية بإغلاق صفحات وحسابات تبث محتوى "تحريضياً" من وجهة نظرها، نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2017.