ويأتي ذلك فيما تستمرّ الانتقادات لمواقع التواصل الاجتماعي، إثر امتثالها لقوانين وضغوطات دول تتّخذها مقراً لها، تحديداً في المنطقة العربية. ولعلّ موقع "تويتر" صاحب النصيب الأكبر من هذه الانتقادات، كون مقرّه في دبي، وكونه يستنسب في حذف حسابات معارضة، ويُبقي على الكثير من حسابات "الذباب الإلكتروني" التابعة لحكوماتٍ بعينها، ولا يقبل بلاغاتٍ عدّة عن حسابات تتنمّر على شخصيّات حقيقيّة ومعروفة، كون لغتها في التغريدة نفسها "سليمة".
وارتفعت وتيرة هذه الانتقادات، منذ عام، تحديداً بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصليّة بلاده في إسطنبول، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، إثر اكتشاف جاسوس للسعودية داخل "تويتر"، وانتشار معلوماتٍ عن تسليم الشركة لمعارضين سعوديين.
وقالت منظمة "إمباكت" الدولية لسياسات حقوق الإنسان، في تقرير، في سبتمبر/أيلول الماضي، إنّ "شركتي فيسبوك وتويتر تُضطران للالتزام بسياسات تفرضها حكومات في الشرق الأوسط عليها مقابل السماح لهما بتقديم خدماتهما داخل حدود بلدانها، الأمر الذي يُهدد أمن وسلامة مستخدميهما بشكلٍ خطير".
كما شهد "تويتر"، أخيراً، شكاوى عدة تتحدث عن التلاعب بقائمة الأكثر تداولاً لحذف وسوم معارضة، وحذف حسابات ناشطين معارضين، مقابل الإبقاء على حسابات "ذباب إلكتروني" لحكومات، واختفاء وسوم شهيرة، خصوصاً مع اشتعال حروب الوسوم، تزامناً مع حراكات يشهدها الشارع العربي.
وكتب الإعلامي أحمد خير "خلال أسبوعين ظهر بوضوح وجود حسابين مفبركين أعلن نفي المنسوبة لهم علاقتهم بها، الأول المرشح الرئاسي التونسي قيس سعيد، والثاني لصفحة إثيوبيا بالعربي والذي استغل حسابها المفبرك في بث خطاب تحريضي، ورغم ذلك لم يتخذ أي اجراء لهما في وقت تنشط فيه إدارة تويتر في إيقاف حسابات لأسباب أخرى".
وعلّقت روعة أوجيه بالقول "لماذا؟ لوقف التلاعبات بالهاشتاغات. لمراقبة التوثيق الغريب الذي يظهر لحسابات من دون متابعين. لوقف الذباب الالكتروني والتنمر. لضمان أمن الناشطين السياسيين. لحماية مستخدمي تويتر من وسائل قمع جديدة ومن بروبغندا لا تحترم حرية التعبير. #تغيير_مكتب_تويتر_بدبي".
وكان ضمن المشاركين العرب، ضيف الله القهالي الذي أشعل التفاعل بتغريدة: "لم يبق سوى القليل حتى تقوم تويتر بنقل مقرها الإقليمي من دبي فغالبية وكالات الأنباء والقنوات الفضائية المحترمة والصحف الدولية العريقة تناولت الموضوع وأكدت أن تويتر تدرس ذلك بجدية. شدوا الهمة يا شباب لنشعل الترند الدولي بهشتاجنا الهام والعظيم. #تغيير_مكتب_تويتر_بدبي".
وغرّد فيصل بن جاسم آل ثاني "#نقل_مكتب_تويتر_من_دبي يعطي لتويتر مصداقية وحيادية ويحافظ على تويتر كمنصة حرة، أما بقاء مكتب تويتر في دبي رغم ما يمارسه من التجسس على المستخدمين والتعدي على خصوصيتهم بحذف الهاشتاقات والتضييق على مغردين لأسباب سياسية. الإصرار على البقاء في دبي يعني سقوط لبرنامج تويتر".
وأعرب حساب "عز العرب" عن سعادته: "أول ردة فعل واستجابة لهاشتاج #تغيير_مكتب_تويتر_بدبي تم استعادة اثنين من حساباتي تلقائياً كانت في عداد الموتى. #تغيير_مكتب_تويتر_بدبي".
وشارك وليد الورافي: "يجب أن تستمر الحملة حتى نقل مكتب تويتر إلى دولة أخرى تحترم حقوق المشتركين #تغيير_مكتب_تويتر_بدبي #Change_Twitter_Dubai The campaign must continue until the Twitter office is moved to another country that respects the rights of subscribers".
وغرد حساب "حكيم العجم": "عار على تويتر أن تفتح لها فرعا في بلد يسجن بسبب تغريدة.
#تغيير_مكتب_تويتر_بدبي".
وكتب حكيم "عار على تويتر ان تفتح لها فرعا في بلد يسجن بسبب تغريدة
#تغيير_مكتب_تويتر_بدبي".
وكتبت إيلاف محمد: "#تغيير_مكتب_تويتر_بدبي.. لا يجب أن يسمح لدولة قمعية تضع مواطنيها أو المقيمين فيها في السجن بسبب تغريدة وتراقب وسائل التواصل الاجتماعي وتقمع حرية التعبير أن تكون مقرا لمكتب @TwitterMENA #تونس بما تتمتع به من حريات وديمقراطية أولى باحتضان #تويتر".
وغرد حساب "زمان الصمت": "#تغيير_مكتب_تويتر_بدبي.. الإمارات ليست أهلا لثقة المغرد العربي الحر. لابد من تغيير مكتب تويتر ونقله من دبي". وطالب همام طنطاوي: "غيروا مكتب تويتر إلى بلد عربي حر ..... الإجابة تونس. #تغيير_مكتب_تويتر_بدبي".
وشاركه محمد كامل الرأي: "يا ريت لو يتغير ويروح تونس بعد الانتخابات. #تغيير_مكتب_تويتر_بدبي".
وفي نفس السياق طالب حساب "مصري للأسف": "يجب أن يعتذر تويتر عن حذف الهاشتاجات التي حذفها وكانت معارضة للأنظمة القمعية. ومن الأفضل نقله الى بلد حريات. تونس ربما المكان الأنسب حاليا. #تغيير_مكتب_تويتر_بدبي". وابتهلت أبرار أبو بكر ساخرة: "#تغيير_مكتب_تويتر_بدبي.. مافيش ضمير، حسبنا الله ونعم الوكيل، فيهم خمس حسابات مش هسامحهم أبدا".