ومنذ إبريل/نيسان من العام الحالي، تتعرض إدلب لحملة وحشية من الطيران والمدفعية التي تستهدف المدن والبلدات، وارتفعت وتيرة القصف في أغسطس/آب الماضي رغم إعلان روسيا عن هدنة تشمل المحافظة بأكملها، وكان يوم أمس دموياً على أهالي إدلب، حيث أوقع القصف أكثر من 20 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال.
وكتب الناشط الإعلامي، محمد كركص، عبر "فيسبوك" "اليوم بإدلب في 21 شهيدا من ضمنهن 8 أطفال و5 نساء وما يقارب الـ50 جريحا، 70 طائرة تناوبت على قصف إدلب بأكثر من 150 غارة ببراميل متفجرة وحاويات متفجرة وصواريخ فراغية وارتجاجية وموجهة بالليزر وأصناف كتيرة عم تقتل وتفتك فينا، هاد الشي الي عم يصير بشكل يومي في إدلب، وبالتحديد المدن والبلدات جنوب وشرق المحافظة. يمكن هاد الخبر يقرأه أي حدا خارج محافظة إدلب ويحس فيه ويتضامن معنا.. بس نحنا عم نموت.. نحنا عم نحترق".
وتعرضت أمس أكثر من 30 قرية وبلدة ونقطة للقصف بمختلف أنواع الأسلحة، فطاول القصف كل من البارة، بزابور، أبديتا، إحسم، كفرنبل، كفرومة، كرسعة، جرجناز، تلمنس، معرشورين، معرشمشة، معصران، الغدفة، حاس، شيخ دريس، الهلبة، سرج، بليون، رأس العين، الكتيبة المهجورة، حزارين، الأربعين، جب سليمان، الصهرية، الجرن، كورة، سحاب، كفرشلايا، الزعلانة، كفر سجنة، جغاص، باريسا، وبلشون.
ونشر الدفاع المدني في محافظة إدلب صوراً وفيديوهات لفرقه، وهي تحاول إنقاذ مدنيين عالقين تحت الأنقاض، أو انتشال القتلى والجرحى جراء القصف داخل العديد من القرى والبلدات.
وكتب الناشط الإعلامي، ماجد عبد النور، معلقاً على صورة لأب يحمل طفلته في المقبرة بانتظار دفنها "ألا يوجد رجل في هذا الكوكب يُوقف هذه المذابح! ألم يأن للإنسان أن يعطف قلبه على هذه المأساة، ألم يكفِ هذا القدر من الضحايا، ألم تكفِ هذه السنين من إشباع الحقد غير المبرر، لو كانت جِبال لخرّت ولو كانت بحار لجفّت ولو كانت وديان لامتلأت، ألم يعد من ضمير يوخذ، ألم يعد من قلب يتوجع، تسع سنوات من المذابح ما ذاقتها البشرية مذ وُجدت، إلى مَن نشكي أوجاعنا ودماءنا يالله، إلى مَن نشكي خذلاننا وقهرنا يالله، القريب يقتلنا قبل البعيد والصديق يذبحنا قبل العدو والكل يستمتع بدمائنا ويقرأ عليها آيات من القرآن والإنجيل، الكل يا رب الكل، ما صادفت البشرية أن اجتمعت الوحوش كلها على جماعة كما اجتمعوا علينا، ما صادفت البشرية قهراً كالذي نُقهر به، ما صادفت البشرية مذابح تلو المذابح تلو المذابح ولا حتى في محاكم التفتيش وسيوف هولاكو ومجازر الهنود الحمر، كلهم يقتلوننا يا الله كلهم كلهم بلا استثناء".
وذلك أب فقد طفلتيه وأصيبت أربع أخريات، فيما نشر حسام هزبر مقطعاً مصوراً مؤلماً لرضيع، لا يتجاوز عمره أشهرا معدودة، يتم إسعافه في سيارة للدفاع المدني، بعد أن استهدف القصف منزل ذويه.
وغزت صورة لطفل يودع شقيقه طابعاً على خده "قبلة أخيرة" بعد أن قتل خلال قصف يوم الأمس مواقع التواصل، وعلّق عليها الناشط الطفل محمد النجم "إنها القُبلة الأخيرة التي سيذكرها كل عمره".
Facebook Post |