ونشر الناشطون مقطعاً من أغنية كاظم الساهر التي يقول فيها "يا شمس يا شموسة يا حلوة يا عروسة"، بطريقة كوميدية لتوعية الناس إلى خطر التعرض لأشعة الشمس. وكانت أبرز العبارات التي طبعها الناشطون على الورق ونشروها في الشوارع "يا حلوة يا عروسة... محد خربها علينا غير كاظم الساهر"، و"الشمس أحرق في بلادي، حتى الظلام هناك أحرق، فهو يحترق العراق"، و"الشمس شمسي، وينك يخوي ما تجي تحاجي صاحبتك شوي بلكي انطفيها كم يوم، وصلت 55".
وكان الفنان جعفر الخفاف حاضراً أيضاً بأغنيته الوطنية الشهيرة "الشمس شمسي والعراق عراقي".
ويقول الناشط رامي العبودي: "هذه الحملة تأتي لتحذير المواطنين من خطر أشعة الشمس الحارقة، التي تسبب فقدان الوعي وربما الموت فضلاً عن خطورة أشعتها على الجلد، بعد عبور درجات الحرارة الـ 50 مئوية".
ويضيف العبودي لـ"العربي الجديد"، أن "مجموعات من الناشطين في مختلف مدن العراق قاموا بطباعة بوسترات تحذيرية، ولكن بطريقة كوميدية نوعاً ما تضمنت بعض الأغاني المشهورة عن الشمس والعبارات اللطيفة".
وحذر خبراء في الأنواء الجوية من الخروج خلال فترة الظهيرة، وسط توقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى 53 درجة مئوية في بعض مدن جنوب البلاد وخاصة البصرة، فيما وقعت عدد من حالات الإغماء في الشوارع بالعاصمة بغداد وبعض مدن الجنوب، بسبب الحرّ الشديد ونفقت بعض الحيوانات من شدة الحر.
وبيّن المتنبئ الجوي حيدر البزوني أن "أشعة الشمس في هذه الأيام ستكون شديدة جداً، ولا بد من تلافي التعرض لها بسبب خطورتها الشديدة، التي قد تؤدي إلى الوفاة في حال التعرض لها لفترة طويلة، لذلك ننبه المواطنين على ذلك".
ووسط هذه الحملة التي أطلقها الناشطون للتحذير من حرارة الشمس وأشعتها المحرقة، يجد العراقيون أنفسهم محاصرين بين حرارة الشمس في الشوارع ولهيب الحرّ في منازلهم بسبب تردي الطاقة الكهربائية.
وكتب الناشط مصطفى سلمان: "نظام الكهرباء بكل دول العالم الذي يعمل أكثر يدفع أكثر، وبالتالي الناس تقتصد في سبيل ضغط فواتير الكهرباء إلا في العراق يقولون لك أطفئ الأجهزة الزائدة لأن الكهرباء لا تحتمل". وأضاف: "أنت فرحان وتشعر بالوطنية وتستغني عن حقك الأساسي وتبرر فشل وزارة صرفت مليارات الدولارات والإنجاز = صفر".
وانهالت الانتقادات من قبل العراقيين على مواقع التواصل بسبب تردي خدمة الطاقة الكهربائية، وسط حر لاهب وشمس محرقة قبيل دخول فصل الصيف إلى البلاد، مطالبين بوضع حدّ للانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
وسببت حرارة الجو الشديدة تعرض بعض المواطنين للإغماء، وحتى بعض الحيوانات والمواشي التي تم تصويرها وبثها على مواقع التواصل، فيما أقدم أصحاب المحالّ والمجمعات التجارية في الأسواق على وضع برادات ماء والدوش المتنقل لبخّ الماء على المواطنين.
من جانبها، رفعت شركات النفط في مدينة البصرة أقصى جنوب العراق على منشآتها راياتٍ بنفسجية اللون، إيذاناً ببلوغ درجات الحرارة معدلات قياسية خطرة وصلت إلى نصف درجة الغليان، في خطوة تحذيرية للعاملين هناك لتفادي التعرض لأشعة الشمس.