تناقلت وسائل الإعلام الفنية خبراً عن أنّ زياد الرحباني رفع دعوى قضائية ضدّ والدته فيروز. وكان هذا الخبر الأكثر مدعاة للأسف بين كلّ أخبار الخلافات في العائلة الرحبانية.
زياد، في مقابلته مع إذاعة "صوت الشعب" أجاب عن سؤال الزميلة لوركا سبيتي عما إذا كانت فيروز "تملك ملايين الدولارات" بالقول: "هذا ما أسمعه، وتشتري الكثير من الأراضي وتدير أعمالها ريما شقيقتي ولا أحصل أنا على دولار واحد منها". وفي مقابلات أخرى، تلفزيونية وإذاعية وإلكترونية، أطلق أكثر من مرّة النار على أمّه.
فحين سُئل عما إذا كانت فيروز بخيلة قال: "لا أعرف. يختلف الأمر من شأن إلى آخر. لكن حين كنّا صغاراً لا أذكرها إلا وهي تُحارِج بائع الكعك على القروش التي يطلبها".
غير أنّ الضربة الأكبر التي وجّهها إليها، في بداية فتحه النار عليها، كانت قوله في مقابلة مع موقع "العهد" الإلكتروني التابع لحزب الله، في 16 ديسمبر / كانون الأول 2013:
إنّ "فيروز تحبّ السيّد حسن كثيراً"، قاصداً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. ما جعل فيروز، المترفّعة عن الأحاديث السياسية، لبنانية كانت أو إقليمية أو عالمية، تقع تحت ألسنة هذا وذاك.
الأمر نفسه فعلته ريم نصري حين قالت في مقابلة لـ"العربي الجديد": "مع الأسف الدين والقانون يمنعاننا من التعرّض للأم، لكنّ أمي سعيدة بتفضيلها أصالة علينا جميعاً، ويبدو أنّها والدة أصالة وحدها، ومن تريده أصالة أو يسعفه الحظّ تقنع أمي ببقائه إلى جانبها والعكس صحيح".
ربّما ردّاً على محبّة الوالدة لأصالة أكثر من ريم، توجّهت ريم إلى حضن نظام الأسد في سوريا، معلنة وقوفها "ضدّ الثورة"، نكاية بأصالة التي تناصر الثورة. وغنّت للأسد أغنية "يا سيّد الأباة" معلنة أنّها تكره أصالة وأمّها الظالمة وتحبّ بشّار الأسد!
فهل ما فعلته ريم كان بهدف مناكفة والدتها وشقيقتها؟ وهل هو السبب نفسه الذي دفع زياد إلى مقاضاة والدته فيروز التي ربّما "تحبّ" شقيقته ريما أكثر منه؟ والتي "تعطيها المال" بحسب قول زياد أكثر من مرّة.
ربّما لو كان الزمن زمن كرة قدم لقال زياد الرحباني إنّ فيروز تحبّ فريق النجمة اللبناني الأقرب إلى بيئة "حزب الله"، وتكره الأنصار اللبناني الأقرب إلى بيئة الرئيس سعد الحريري. ولقالت ريم نصري إنّها تحبّ فريق برشلونة الإسباني نكاية بأختها أصالة التي ربّما تحبّ ريال مدريد. لكنّه زمن السياسة المندلقة علينا من كلّ مكان. فهل الفنانون، في محاولتهم إعلان تمايزهم، أو تقاربهم، أو مناكفة بعضهم، يعجزون عن إيجاد "سهام" أقوى من سهام السياسة في أيامنا هذه؟
كما في كلّ عائلة لبنانية مثل الرحباني، أو سورية مثل نصري، أو عربية أيّاً كانت جنسيتها، هل السياسة باتت هي "مقام النكاية" في بلادنا؟ وهل بات غول السياسة يأكل الأسر الفنية المفكّكة، كما يأكل الأسر العادية المتناحرة؟!