باريس تطلق اسم "الملكة اليزابيث" على سوق زهورها

كرّمت العاصمة الفرنسية باريس، ملكة بريطانيا، إليزابيت الثانية، في ختام زيارتها الرسمية لفرنسا أمس السبت، عبر إطلاق اسمها على "سوق باريس للزهور"، ليصبح "سوق الملكة إليزابيت للزهور".

وأتت زيارة الملكة (88 عاماً) مع زوجها الأمير فيليب (92 عاماً) رغم قلّة زياراتهما خارج بريطانيا، وسط أخبار تفيد أنّها قد تكون الأخيرة لباريس، وذلك حرصاً من الثنائي الملكي على المشاركة في الاحتفال الرسمي بالذكرى الـ70 لإنزال النورماندي، الذي كان بداية تحرير العاصمة الباريسية نهاية الحرب العالمية الثانية، والنقطة الفاصلة في انتصار الحلفاء على هتلر وحلفه.

وقد استقبلت عمدة باريس، آنا هيدالغو، الملكةَ ورافقتها والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في جولة في أرجاء السوق، كما ترجمت محبّة الباريسيين للملكة البريطانية عبر إطلاق اسمها على سوقهم المتميزة بأجمل الزهور والنباتات، والتي دُشّنت قبل 200 عام.

استقبلت الملكة التكريم بابتسامات خجولة، لا يُعرف إنْ كان في بعضها شيء من التعجّب، كون السوق تجاور السجن الذي قضت فيه الملكة الفرنسية، ماري أنطوانيت، آخر أيامها قبل إعدامها، نهاية الثورة الفرنسية عام 1793، وانطوانيت معروفة بقولها الشهير للشعب الفرنسي الجائع إبان ثورته: "إن لم تجدوا الخبز فكلوا البسكويت"، وقد استعاد كثيرون صورة الملكة الفرنسية الباذخة وأقوالها، في أحاديثهم عن نساء الرؤساء العرب الذين قامت شعوبهم بثورات ضدّهم في السنوات الأخيرة.

سوقُ زهورٍ باسم ملكة بريطانية حالية لا تحكم، إلى جانب أسوارِ سجنٍ قضت فيه ملكة فرنسية قبل قرون، يدلّ على أنّ التاريخ لا يعيد نفسه بالضرورة، بل هناك من يتعلّم من دروسه ويخطو نحو نظام حكم أفضل، وإن بعد معاناة طويلة.