"العربي الجديد" عاد بالذاكرة إلى بيت فريد شوقي واستوقف الذكرى مع ابنتيه رانية وناهد، والحفيدة الممثلة ناهد السباعي، ابنة رانية.
تقول ابنته الفنانة رانية: قدّم فريد شوقي الأدوار كافة في السينما والتلفزيون، لكنّه في المنزل كان مختلفاً. فبين القسوة والحنان نشأنا في منزله، أمدّنا بجرعات من المسؤولية، وكان يعاقبنا من بعيد كي نكون على قدر الحمل والثقة التي منحنا إيّاها، ورغم تناقض القسوة مع الحنان أخذنا منه صفاتٍ جميلة تغلبها في النهاية الطيبة، وننقلها اليوم إلى أولادنا. ففريد شوقي الأب والإنسان كان مشغولاً دوماً بعمله. لم تكن المادّة تهمّه بل كان يفكّر دائماً في أبعاد الدور المعروض عليه وتفاعله الإنساني مع المحيط والمجتمع. وكان يرفض الأدوار التي قامت عليها سينما المقاولات. وألقاب والدي مثل الوحش والملك لم ينسبها الى نفسه يوماً، بل كان يحترم الجمهور أو النقّاد الذين أطلقوها عليه، لكن لم تكن تهّمه كثيرا".
من ناحيتها قالت ابنته المنتجة، ناهد فريد شوقي: إنّها لم تقتنع حتّى اليوم بكيفية التحوّل الذي كان يمارسه فريد شوقي بين حياته في التمثيل وبين دور الأب الحنون "لا أعلم كيف استطاع أن يحوّل ملامحه الطيبة الهادئة إلى أدوار يغلب عليها الشرّ في الأفلام. لا شكّ أنّه كان أسطورة في التمثيل. وأتمنّى لو أنّه ظلّ حيّا حتّى اليوم ليتعلّم منه الجيل الجديد".
وتضيف "وهناك مشروع أعدّه، يروي حياة والدي ضمن مسلسل تلفزيوني يحمل عنوان: الرقصة الأخيرة. ويكتب السيناريو والحوار الكاتب المصري بشير الديك. ويتمحور حول العلاقة بين والدي وبين زوجته الفنانة الراحلة هدى سلطان، وما زال العمل قيد الكتابة، لكن لم يتمّ ترشيح أيّ من الفنانين لتجسيد دور فريد شوقي".
أما حفيدته الفنانة ناهد السباعي فتؤكّد أنّها ورثت عن جدّها تقدير الفنّ "بالنوعية في الدرجة الأولى وليس بكمية الأفلام أو المسلسلات. وهذا هو الخطّ الذي أتبعه في مشواري الفنّي القصير حتّى الآن". وتختم: جدّي كان يتعامل معي برفق شديد ويدلّعني وينصحني أن أطيع والدتي ووالدي وأن أكون بارة لهما. وأتمنّى لو كان حاضراً اليوم لمشاهدة أعمالي الفنية لآخذ برأيه في موهبتي التمثيلية.