وترتبط ذاكرة المشاهد العربي بصورة خالد تاجا، الدرامي العتيق الذي مر على ذاكرتهم بأدوار متنوعة التوجهات، مختلفة الأطباع، لكنها تحمل وجهاً صالحاً للألق الدرامي على مسطح الشاشة الصغيرة، بأدوار لا تزال طازجة في المخيال الفني العربي.
التنوع الفني الذي قدمه تاجا في مسيرته الفنية على مدى 35عاماً، ترك أثره العميق على النشاط الفني السوري خاصة والعربي عموماً، ورغم أن أحد أبطال فيلم "سائق الشاحنة" من إخراج بوشكو فتشينكش عام 1966، لم يمتد نشاطه الفني كممثل خارج الدراما السورية، إلا أن ظهوره كان ناجحاً في أن يشكل حالة خاصة من الحضور الدرامي المرغوب من قبل الجمهور، في التراجيديا والكوميديا والمسرح.
تعلق الجمهور العربي بنجم سوري من طينة خالد تاجا، كان له انطباع آخر، فـ"محمد خالد" عمر تاجا المولود في نوفمبر/تشرين ثاني 1939، بدأ ينتشر عربياً عبر مسلسل "المليونير الصغير"، وإن كان قد قدم قبله أعمالاً كبيرة ظلت داخل حيز الانتشار السوري، حتى كان مسلسل "نهاية رجل شجاع" الذي أوصله لكل بيت عربي.
أكثر ما برع به تاجا، كانت الأدوار المتناقضة، فرغم أن أدوار الشرير التصقت به، كما في مسلسلات "أهل الراية" و"غزلان في غابة الذئاب" و"أيام شامية"، لكن في المقابل حفرت أدواره في "الفصول الأربعة" و"أبو جانتي" و"التغريبة الفلسطينية" مكاناً في قلب المشاهد، فانتمى تاجا لمدرسة الإبداع، التي أهلته لأن يكون لاعباً في الدراما وغولاً أمام الكاميرا في "الدغري" و"شام شريف" و"أخوة التراب".
تمضي الدراما السورية اليوم، بلا عميد، بعد أن طوى تراب الأرض فنانين كباراً من طينة خالد تاجا، بعد أن طغى صوت الرصاص على ملامح أقدم حضارة في التاريخ.