يكاد يكون الكاتشاب الأكثر انتشاراً على موائد المنازل والمطاعم حول العالم، بعد الملح. ونادراً ما ننتبه إلى خطورته على صحّتنا، مسحورين بنكهته اللذيذة، ونتعامل معه باعتباره من "المسلّمات".
تقول اختصاصية التغذية، هبة زين الدين:"تكثر على مائدتنا الصلصات والمنكهات التي يحبها الكبار والصغار معا ويستعملونها في مختلف الأطباق، وهي تختلف من حيث القيمة الغذائية والتركيبة والسعرات الحرارية".
وتُعرّف زين الدين في حديث مع "العربي الجديد" الكاتشاب بأنّه "من الصلصات العالمية وتحظى بشعبية واسعة وتُستعمل في أطباق كثيرة، خصوصا الأطباق العصرية كالبيتزا، والسجق، والهمبرغر، فهي تُعتبر شبه خالية من السعرات الحرارية في حال استهلكت على وجبة معينة بمقدار ملعقة أو ملعقتين كبيرتين، وهذه الكمية هي المعقولة التي يتناولها أي فرد على وجبة واحدة من هذه الصلصلة، لذلك تُعتبر خالية من السعرات الحرارية ولا تحشد الجسم بالسكريات أو الدهنيات".
لكن تُنبّه زين الدين من "احتواء الكاتشاب على الكثير من المواد الاصطناعية والملونات، وبالتالي تؤذي الصحة بشكل عام، لذلك يجب عدم استهلاكها يوميا واستبدالها بصلصة البندورة الطبيعية أو الكاتشاب المحضر منزليا".
وبالنسبة إلى الصلصات الأخرى التي نكثر من استخدامها، تشرح أنّ "المايونيز قائم بتصنيعه على صفار البيض والزيت، وبالتالي فهو يُعتبر من المواد الدهنية التي على أصحاب الوزن الزائد تجنبها، والذين يعانون من دهنيات مرتفعة في الدم، يجب استهلاكها باعتدال، كذلك للأشخاص العاديين وخصوصا الأطفال. فبالرغم من أنّها لذيذة مع بعض الأطباق إلا أنه يجب الحد من استهلاكها أو وضعها بكميات قليلة".
وتُضيف اختصاصية التغذية أنّ "المايونيز يحتوي على مواد اصطناعية وإضافية أكثر من الكاتشاب، وبنظرة سريعة على غلاف أية علبة مايونيز يظهر لنا كم أنها محشوة بالمواد المصنعة، لذلك لا بد من استبدال المايونيز إمّا بالمحضر منزليا أو بصلصة مكونة من اللبن والثوم، مع المأكولات الغربية، وبصلصلة مكونة من الطحينة مع المأكولات الشرقية.
"والمايونيز اللايت Light أو الدايت هو بحسب المصنع قليل بالدهون ويجب التأكد عند قراءة الملصقات الغذائية من أنّه فعلا أقلّ احتواءً على الدهون إذا قارنّاه مع المايونيز العادي من الماركة التجارية نفسها، وأي منتج خال من الدهون بحسب الدراسات الحديثة يكون أقل بالدهون لكن أكثر في المواد الصناعية والمسرطنة".
وصلصة الصويا هي واحدة من الصلصات، التي بدأت تشتهر في مجتمعنا وفي ثقافتنا وفي أطعمتنا، وهي معدّة من حبوب الصويا لذلك تُعتبر آمنة وجيدة لكن يجب الانتباه إلى عدم احتوائها على مواد مصنعة وملونات، إضافة الى أنّ هناك نوعين من هذه الصلصة، تلك العادية، والأخرى قليلة الملح. فعلى مرضى الضغط والكلى اللجوء إلى تناول الصويا قليلة الملح للحفاظ على صحتهم، ويُكتب على الزجاجة كلمة LIGHT، وهنا لا تعني قليلة السعرات الحرارية لأنها خالية منها، بل تعني قليلة الملح فقط.
أمّا الخردل فهو كالكاتشاب يُعتبر تقريباً خالياً من السعرات الحرارية وهو لذيذ جدا بالنسبة إلى البعض، ويُستعمل في تحضير مأكولات عديدة، ويمكن إضافته خلال تناول الطعام. وهو من الصلصات التي لا يُمكننا تحضيرها منزليا، لذلك لا بأس من شرائها واستهلاكها لكن بكميات معتدلة.
تعجّ رفوف المحلات التجارية بالصلصات الكثيرة والمتنوعة، لذا علينا قبل شراء أية صلصة قراءة الملصق الغذائي والمكونات لنرى إن كانت تُناسبنا من حيث السعرات الحرارية والمواد التي تدخل في تصنيعها، وخصوصا الانتباه للذّين يُعانون من حساسية من بعض النكهات وتجنبها.
ومن الجدير بالذكر أنّ الكثير من هذه الصلصات، خصوصا السائلة منها والصينية، تحتوي على مادة Monosodium glutamate، ويعتبر من الأملاح التي تُعطي نكهات غريبة كنكهةUmami التي يُحبها الكثيرون حول العالم. لكنّ الدراسات على هذه المادة أثبتت أنّها قد تكون مسرطنة وقد تؤدي إلى العديد من العوارض الصحية، لذا يجب تجنّب هذا الملح بالدرجة الأولى والتقليل من الصلصات التي تحويه.
وتختم بنصيحة أخيرة: "يجب التقليل من الصلصات المصنعة قدر الإمكان واستبدالها بالطبيعية المحضرة منزليا، كصلصة البيتزا المحضرة من الخل وصلصة البندورة، أو المايونيز المعدّ منزليا أو أية صلصات أخرى قد تبتكرها ربة المنزل للحفاظ على صحة أفراد أسرتها".
اقرأ أيضاً: ابنة عاصي الحلاني تطلق أغنية للميلاد