ترك الشاب عبد الستار إيدهي تجارة الأقمشة ليخدم أمه المصابة بالشلل، وليوفر لها ما تحتاج إليه من التنظيف والاستحمام وتغيير الملابس وغيرها. وبعد معاناة دامت سنوات عديدة، توفيت والدة إيدهي وعمره آنذاك 19 عاماً، غير أن خدمة الوالدة علمت الشاب عبد الستار إيدهي الكثير، وولدت لديه روح التضامن مع الآخرين، ولا سيما الفقراء والمساكين. ومنذ لحظة وفاة الوالدة بات الشاب يفكر في إنشاء مشروع خيري، يساعد من خلاله المرضى والمعانين.
ولد عبد الستار إيدهي في قرية بنتوا بمدينة كجرات الهندية، وانتقل مع أسرته إلى مدينة كراتشي بعد انفصال باكستان عن الهند عام 1947. لم يكمل إيدهي الثانوية بسبب الظروف المحيطة به، وتوجه إلى تجارة الأقشمة كبائع متجول، غير أنه اضطر إلى ترك العمل بعد إصابة والدته بمرض الشلل والسكري وغيرهما من الأمراض البدنية والنفسية.
خدم الشاب إيدهي الوالدة سنوات عديدة، وقرر في أعقاب وفاتها أن يكرس حياته لخدمة الفقراء والمحتاجين، وهو ما أشار إليه إيدهي في مذكرات حياته، التي نشرت عام 1996، قائلاً "لقد أجبرتني معاناة الوالدة على التفكير بالذين يعانون وليس حولهم أحد يعينهم".
أطلق إيدهي خدماته الإنسانية والإغاثية عام 1951 بصورة بسيطة جداً، من خلال إنشاء مستوصف صغير قرب منزله في مدينة كراتشي يعالج فيه المرضى، كما اشترى لاحقاً سيارة إسعاف ينقل فيها المرضى إلى المستشفيات.
وبعد سنوات، تمكّن إيدهي بمساعدة بعض زملائه من إنشاء مؤسسة خيرية سماها "إيدهي ترست"، وكان الهدف في البداية توفير الإسعاف العاجل والخدمات الطبية لفقراء المجتمع الباكستاني، ولكن بمرورالأيام وبفضل قيادة قوية ومتكاملة لعبدالستار إيدهي، وثقة الشعب الباكستاني، توسعت رقعة خدماته لتشمل إقامة العشرات من دور الأيتام ودور تأهيل متعاطي المخدرات وغيرها من الخدمات الإنسانية.
غير أن شبكة سيارات الإسعاف، التي وصل عددها إلى نحو ألف سيارة، من أبرز ما تقدمه المؤسسة للشعب الباكستاني، وهي تعد أكبر مؤسسة إسعافية في العالم. كما تملك المؤسسة ثلاث مروحيات للإسعاف، تستخدمها أثناء الكوارث والأزمات التي تشهدها باكستان بين حين وآخر، كالزلزال المدمر عام 2005، وكالفيضانات الجارفة التي تعرضت لها مناطق واسعة خلال العقد الماضي.
حالياً تدير المؤسسة نحو ثلاثمئة وثلاثين مركزاً للطوارئ، منتشرة في كل ربوع البلاد، ويعمل فيها نحو ألفي موظف، بينهم 500 امرأة. وامتدت خدمات مؤسسة إيدهي الخيرية للعناية بكل أطياف المجتمع الباكستاني، ولم تترك باباً من أبواب الخير إلا طرقته، فبعد أن قررت الحكومة الباكستانية القضاء على ظاهرة التسول، قرر إيدهي إنشاء دور تأهيل للمتسولين يتم خلالها رعاية المتسولين، كما تقيم المؤسسة عشرات من الموائد المجانية في كافة أرجاء البلاد للفقراء والعاطلين عن العمل.
بلقيس، زوجة عبد الستار إيدهي، التي بدأت عملها ممرضة في مستوصف إيدهي وتزوج بها إيدهي لاحقاً في عام 1965، هي المشجعة الرئيسية لزوجها على مواصلة أعماله الإنسانية، كما أنها كرست حياتها لخدمة الفقراء على غرار شريك حياتها. كما لعبت دوراً حيوياً في تطوير أعمال إيدهي الإنسانية والإغاثية التي تجاوزت الحدود الباكستانية، حيث كان لها حضور قوي في لبنان إبان العدوان الإسرائيلي عام 2006، كما وصلت خدمات إيدهي إلى أفغانستان وبنغلاديش.
بلقيس، الملقبة في باكستان بالشقيقة الكبرى (باجي)، تساعد زوجها في إدارة المؤسسة، كما تقوم برعاية آلاف الأطفال غير المرغوبين من قبل ذويهم بسبب الإعاقات الجسدية أو الذهنية. ناهيك عن إقامة مراكز خاصة للرعاية الاجتماعية للمسنات في عدد من المدن الباكستانية.
وفي كثير من الأحيان يبيت الزوجان في مراكز إيدهي للإشراف على الأعمال الخيرية. ويعيش الزوجان عيشة متواضعة للغاية، كما يشرح أنور الكاظمي، السكرتير الخاص لعبد الستار إيدهي، إذ يقول "لم أر إنساناً مثله، فهو فقير يعيش مثل الفقراء رغم شهرته العالمية، ويواصل أعماله رغم مشاكله الصحية".
ولد عبد الستار إيدهي في قرية بنتوا بمدينة كجرات الهندية، وانتقل مع أسرته إلى مدينة كراتشي بعد انفصال باكستان عن الهند عام 1947. لم يكمل إيدهي الثانوية بسبب الظروف المحيطة به، وتوجه إلى تجارة الأقشمة كبائع متجول، غير أنه اضطر إلى ترك العمل بعد إصابة والدته بمرض الشلل والسكري وغيرهما من الأمراض البدنية والنفسية.
خدم الشاب إيدهي الوالدة سنوات عديدة، وقرر في أعقاب وفاتها أن يكرس حياته لخدمة الفقراء والمحتاجين، وهو ما أشار إليه إيدهي في مذكرات حياته، التي نشرت عام 1996، قائلاً "لقد أجبرتني معاناة الوالدة على التفكير بالذين يعانون وليس حولهم أحد يعينهم".
أطلق إيدهي خدماته الإنسانية والإغاثية عام 1951 بصورة بسيطة جداً، من خلال إنشاء مستوصف صغير قرب منزله في مدينة كراتشي يعالج فيه المرضى، كما اشترى لاحقاً سيارة إسعاف ينقل فيها المرضى إلى المستشفيات.
وبعد سنوات، تمكّن إيدهي بمساعدة بعض زملائه من إنشاء مؤسسة خيرية سماها "إيدهي ترست"، وكان الهدف في البداية توفير الإسعاف العاجل والخدمات الطبية لفقراء المجتمع الباكستاني، ولكن بمرورالأيام وبفضل قيادة قوية ومتكاملة لعبدالستار إيدهي، وثقة الشعب الباكستاني، توسعت رقعة خدماته لتشمل إقامة العشرات من دور الأيتام ودور تأهيل متعاطي المخدرات وغيرها من الخدمات الإنسانية.
غير أن شبكة سيارات الإسعاف، التي وصل عددها إلى نحو ألف سيارة، من أبرز ما تقدمه المؤسسة للشعب الباكستاني، وهي تعد أكبر مؤسسة إسعافية في العالم. كما تملك المؤسسة ثلاث مروحيات للإسعاف، تستخدمها أثناء الكوارث والأزمات التي تشهدها باكستان بين حين وآخر، كالزلزال المدمر عام 2005، وكالفيضانات الجارفة التي تعرضت لها مناطق واسعة خلال العقد الماضي.
حالياً تدير المؤسسة نحو ثلاثمئة وثلاثين مركزاً للطوارئ، منتشرة في كل ربوع البلاد، ويعمل فيها نحو ألفي موظف، بينهم 500 امرأة. وامتدت خدمات مؤسسة إيدهي الخيرية للعناية بكل أطياف المجتمع الباكستاني، ولم تترك باباً من أبواب الخير إلا طرقته، فبعد أن قررت الحكومة الباكستانية القضاء على ظاهرة التسول، قرر إيدهي إنشاء دور تأهيل للمتسولين يتم خلالها رعاية المتسولين، كما تقيم المؤسسة عشرات من الموائد المجانية في كافة أرجاء البلاد للفقراء والعاطلين عن العمل.
بلقيس، زوجة عبد الستار إيدهي، التي بدأت عملها ممرضة في مستوصف إيدهي وتزوج بها إيدهي لاحقاً في عام 1965، هي المشجعة الرئيسية لزوجها على مواصلة أعماله الإنسانية، كما أنها كرست حياتها لخدمة الفقراء على غرار شريك حياتها. كما لعبت دوراً حيوياً في تطوير أعمال إيدهي الإنسانية والإغاثية التي تجاوزت الحدود الباكستانية، حيث كان لها حضور قوي في لبنان إبان العدوان الإسرائيلي عام 2006، كما وصلت خدمات إيدهي إلى أفغانستان وبنغلاديش.
بلقيس، الملقبة في باكستان بالشقيقة الكبرى (باجي)، تساعد زوجها في إدارة المؤسسة، كما تقوم برعاية آلاف الأطفال غير المرغوبين من قبل ذويهم بسبب الإعاقات الجسدية أو الذهنية. ناهيك عن إقامة مراكز خاصة للرعاية الاجتماعية للمسنات في عدد من المدن الباكستانية.
وفي كثير من الأحيان يبيت الزوجان في مراكز إيدهي للإشراف على الأعمال الخيرية. ويعيش الزوجان عيشة متواضعة للغاية، كما يشرح أنور الكاظمي، السكرتير الخاص لعبد الستار إيدهي، إذ يقول "لم أر إنساناً مثله، فهو فقير يعيش مثل الفقراء رغم شهرته العالمية، ويواصل أعماله رغم مشاكله الصحية".