للمرة الأولى منذ 353 عاماً ولن تتكرّر قبل عام 2239، يشهد العالم، الجمعة والسبت 20 و21 مارس/آذار 2015، كسوفاً كلياً وجزئياً للشمس، ومعه اقتران للقمر بالشمس، أي "ولادة القمر"، وكل من الحدثين يتزامنان مع دخول فصل الربيع فلكياً عند تمام الساعة 01:44 من صباح يوم السبت 21 مارس/آذار بتوقيت مكّة المكرمة. وسيستمرّ فصل الربيع في الخليج لمدة 92 يوماً و17 ساعة و53 دقيقة.
يؤكّد الباحث الفلكي البحراني، علي مجيد الحجري، أنّ الإحصائيات والمفارقات التي أجراها أثبتت أنّ يوم الجمعة 20 مارس/آذار سيكون يوماً مميزاً فلكياً ونادراً: "السبب في ذلك حدوث ثلاث ظواهر فلكية في يوم واحد بالتسلسل الآتي: كسوف الشمس الكلي".
وهو حدث غير مرئي لدول الخليج العربي، لكن يُرى بشكل جزئي في شمال وشمال غرب السعودية، يليه اقتران قمر جمادى الآخرة بالشمس، وحدوث الاعتدال الربيعي لهذا العام رغم حدوث الاعتدال في اليوم التالي من هذا التاريخ بتوقيت الخليج. إلا أنّ الدول التي تقع في أقصى غرب الكرة الأرضية لم يتغير فيها هذا التاريخ، وستحدث هذه الظواهر في يوم واحد.
وبحسب الحجري، فإنّ آخر مرّة وقعت هذه الظواهر في يوم واحد كان قبل 353 عاما في عام 1662، وأضاف: "ستتكرّر هذه الظاهرة في عام 2034 بعد 19 عاماً، ولن يصادف حدوث خسوف كلّي للقمر مع الاعتدال الربيعي في التاريخ نفسه إلا في عام 2239، وهي سبق أن حدثت في عام 1429".
14 % من سكّان الأرض يمكن أن يشهدوا الخسوف الكلي للشمس يوم الجمعة. أما الكسوف الجزئي فسيكون مشاهداً في القارة الأوروبية ودول المغرب العربي والقارة القطبية الشمالية، كما سيراه أهل شمال وشمال شرق السعودية ومصر، ما عدا جزئها الجنوب الشرقي، وفي أقصى طرف الشمال الغربي من السودان، بالإضافة إلى وسط وشمال وسط قارة آسيا، كذلك غربها وشمال غربها، ودول بلاد الشام. كما سيشهد أهل العراق هذه الظاهرة، ما عدا جزئها الجنوب الشرقي.
بحسب حسابات الحجري، فالمساحة الإجمالية من الأرض التي ستشهد كسوف الشمس بنوعيه الجزئي والكلي تمتدّ على 71294397.35 كيلومترا مربعا وبمحيط 29930.66 كيلومترا، بينما ستكون مساحة المناطق التي تشهد كسوفاً كلياً من بعد شروق الشمس إلى ما قبل غروبها 2187480.47 كيلومترا مربعا وبنسبة 3.06% من المساحة الإجمالية للكسوف، وبمحيط 10696.85 كيلومترا.