يتناول كثيرون منا طعامهم خارج المنزل، وفي ذلك متعة للجميع، بدءاً من سيدة البيت، إذ سترتاح يوماً من تعب إعداد الطعام، وليس انتهاء بمتعة الأطفال، إذ يحلو لهم تناول ما يشاءون بحرية أكثر.
في قائمة الطعام التي يحب تناولها الكبار والصغار، أغذية مجمّدة، خضروات وأغذية مصنعة ولحوم، لا يعلم أحد كم مضى من الزمن عليها وهي ملقاة داخل براد ما، ولم يشهد على تفاصيل رحلتها مذ كانت حية ترزق، وصولاً إلى فمك وفم أطفالك، إلا مهربوها، فاحذر وأنت تفتح فمك لتقضم منها قضمة، إذ لربما كانت من إحدى اللحوم التي ضبطت في الصين مؤخراً.. ويزيد عمرها عن عمرك.
فقد ذكرت وسائل إعلام عدة، أن الإدارة العامة للجمارك في الصين، قد اعترضت طريق 14 عصابة، تعمل في تهريب منتجات اللحوم المجمّدة، والتي تنطوي على مخاطر صحية هائلة، وكانت المنتجات قد ضبطت، في الحملة التي شنتها مؤخراً، في 14 مقاطعة ومنطقة، بغرض مكافحة التهريب.
وبحسب صحيفة "تشاينا ديلي" فإن الإدارة قد صرّحت بأنها تمكّنت من ضبط أكثر من 100 ألف طن من اللحوم المجمّدة المهربة، والتي تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات يوان أي ما يعادل (483 مليون دولار)، بما في ذلك أجنحة الدجاج المجمد ولحم البقر ولحم الخنزير.
وتمكنت إدارة تشانغشا للجمارك في مقاطعة هونان، من اعتراض عصابتين مع 20 عضواً يشتبه في تهريبهم منتجات اللحوم المجمدة في الأول من حزيران/ يونيو، واستولت على 800 طن من المنتجات التي تصل قيمتها إلى أكثر من 10 ملايين يوان. وكانت هذه أكبر قضية تتعلق بتهريب منتجات اللحوم المجمّدة في تاريخ المقاطعة.
فقد وجد ضباط من إدارة منطقة قوانغشي تشوانغ للجمارك، أن بعض اللحوم المجمّدة المهربة، أقدم بكثير من تواريخ انتهاء الصلاحية التي دوّنت عليها، وأن بعضها يعود لأكثر من 40 عاماً مضى، وربما أعدت وغلفت في عهد الثورة الثقافية بالصين.
اقرأ أيضاً: صيام على الصيام في سورية
وينبه الخبراء إلى أن الناس العاديين لا يمكنهم تفريق اللحوم الطازجة من اللحوم الفاسدة التي قد تعود إلى عقود قديمة، كما أن نقل اللحوم المهربة في ظروف سيئة أو بشكل متكرر لا يراعي المعايير الصحية، فإن اللحوم ستضحي خطيرة جداً، إذ غالباً، ولتوفير التكاليف، فإن المهربين يستأجرون المركبات العادية، بدلاً من تلك المبرّدة، مما يعني أن تلك اللحوم قد تعرضت للذوبان مرات عدة قبل وصولها إلى المستهلك.
وبحسب جمارك تشانغشا، فإن الأرباح العالية، جراء عمليات التهريب هذه، كانت حافزاً لتشكل عصابات تعمل على نطاق واسع، حيث يشتري المهربون اللحوم بشكل عام بأسعار منخفضة جداً من البلدان الأجنبية، ومن ثم تسلم الى هونغ كونغ في حاويات مبردة.
وبعد ذلك يتم نقل المنتجات إلى البر الرئيسي عبر فيتنام، من خلال توظيف المهربين لسكان المناطق الحدودية، لنقل المنتجات إلى المدن الحدودية الصينية، ومن ثم إلى تشانغشا قبل أن يتم نقلها إلى مواقع في جميع أنحاء البلاد. وقد ساعدت طفرة مبيعات المنتجات الزراعية النشطة على منصات الإنترنت المهربين كثيراً.
اقرأ أيضاً: أوباما يتدخل في ما يأكله الأميركيون