يوفر مخيم الزعتري للاجئين في الأردن مأوى لألوف السوريين الذين فروا من الحرب الضروس المستعرة في وطنهم. ويقيم اللاجئون في مقطورات بيضاء اللون باستثناء واحدة جرى تحويلها إلى متحف مؤقت لعرض نماذج لمواقع تراثية وقطع أثرية سورية.
صنع هذه المجسمات ونماذج القطع الأثرية فنانون سوريون من بينهم فنان من درعا يدعى إسماعيل حريري. وقال حريري (44 عاماً): "اسم المشروع سورية تاريخ وحضارة. يتحدث عن تاريخ سورية وحضارة سورية. نحن نوجه من خلال هذا المشروع رسالة للعالم أن بلدنا فيه معالم حضارية يجب المحافظة عليها".
ويعتبر فنانون آخرون مشاركون في المعرض مثل أحمد عثمان أن المشروع وسيلة لتقديم التاريخ السوري للأجيال الجديدة وتعريفهم به. يقول عثمان (25 عاماً) وهو من درعا أيضاً: "أحببت أن أشتغل بالتراث، فهذا تراثنا. وهذا التراث السوري وأنا أحببت أن أعرض للعالم ما هو تراث سورية".
وقال فنان سوري آخر مشارك في المعرض يدعى محمود حريري إن ستة فنانين يشاركون في هذا المعرض. وأضاف: "عدد الفنانين الذين شاركوا ستة فنانين. أبرز المجسمات الموجودة كانت مسجد بني أمية الكبير، ومجسم لآثار تدمر، والجسر المعلق لدير الزور".
ويستخدم الفنانون مواد يعاد تدويرها بعد جمعها من أنحاء المخيم وأدوات وفرتها لهم جمعيات وهيئات خيرية. وتزامن معرضهم مع تدمير متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لعدد من المواقع الأثرية الشهيرة في سورية.
فقد أظهرت لقطات صورت بأقمار صناعية في الآونة الأخيرة تدمير المعبد الروماني في مدينة تدمر التاريخية، والذي أعلن المتشددون مسؤوليتهم عنه. كذلك فجر المتشددون أيضاً معبد بعل شمين أحد أهم المواقع في مدينة تدمر الأثرية بسورية يوم 25 أغسطس/آب في عمل وصفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بأنه جريمة هدفها إزالة أحد رموز تنوع التراث الثقافي السوري.
ويقيم زهاء 85 ألف لاجئ في مخيم الزعتري الذي يقع على بعد نحو 15 كيلومتراً من حدود الأردن مع سوريا.
اقرأ أيضاً: "نمرود الأثرية" في العراق آخر ضحايا "داعش"