كعادة الحلقات الأولى من مواسم Game of Thrones، جاءت افتتاحية الموسم السادس هادئة، مجرد تمهيد واستلام لخيوط الحكايات المتفرقة من الحلقة الأخيرة في الموسم السابق، ولم تأت بأحداث محورية أو مشاهد كبيرة بقدر ما وضعت بذوراً لكل هذا في مقبل الحلقات.
أحداث الحلقة:
تبدأ الحلقة من حيث انتهى الموسم الماضي، ومن النقطة التي ينتظرها المشاهد تحديداً، مقتل "جون سنو"، والوضع الخطير بين "حراس الليل" بسبب الانقسام الذي يسببه انقسام قائدهم، وفي نفس الوقت تحضر "ميلسندرا" (المرأة ذات الشعر الأحمر) إلى السور.
تايرون لانستر يبدأ محاولاته لحكم "ميرين" بصعوبات وحرائق وفوضى. ثيون وسانسا يهربان من رامزي بولتون وتنقذهم "بيرني".
انقلاب دموي في "دورن" من قبل بنات "مارتيل" فيما يعود جيمي بجثة "ميرسيلا" إلى "سيرسي"، تزامن الخطين ينبئ بحرب قادمة بين "دورن" و"كينغز لاندينغ".
آريا تصاب بالعمى ويبدو أن أمامها الكثير لتتعلمه، فيما تتعرض "دانيريس" للاختطاف من قبيلة "دوثراكي".
Facebook Post |
هكذا تبدأ الحلقة بشكل موفق، لقطة بعيدة جداً للسور والاقتراب ببطء وصولاً إلى جسد "جون سنو" المغدور، تماماً حيث توقفنا في نهاية الجزء السابق، اللقطة الطويلة مناسبة لأنها أشبة باقتراب المشاهد من العالم الذي تركه قبل قرابة العام، ومن نقطة الذروة التي يريد أن يعرف عنها تحديداً.
يخفت إيقاع الحلقة بعد ذلك بشدة، لأن ردود الأفعال من الجميع داخل السور على حدث بحجم "مقتل جون سنو" يكون بارداً، انقسامات "حراس الليل" وخطبة "ثورن" مفتعلين، بالرغم من أن هذا المشهد كان فرصة كبيرة لصنع جدل أخلاقي حقيقي حول فعلتهم، ودفع المشاهد للتفكير في منطق: الولاء لجون سنو في مقابل الولاء لمبادئ حراس الليل، ولكن هذا لم يحدث، وفي المقابل لا تشعر بثورة أو غضب حقيقي من جانب "دافوس" والموالين له، لا غضب يوازي –مثلاً- غضب المتفرج مع النهاية العاصفة للموسم الأخير.
على الناحية الأخرى في السور، سار المسلسل مع توقعات "المواقع الاجتماعية" منذ نهاية الموسم الماضي عن دور الساحرة "ميلسندرا" المنتظر في الأحداث، حضورها كان خافتاً هي الأخرى، ولكن نهاية الحلقة عندها وصورتها العجوز تكون خاطفة، ومثيرة للتوقعات بشأن الشيء الذي يمكن أن تفعله تجاه حدث جوهري مثل مقتل "جون سنو" والحياة الثانية التي قد تمنحها له، وبالتالي إبقاء السؤال الأساسي (للموسم ربما) عن: هل سيعود؟
في بقية الخيوط هناك تمهيد يتصف بالرتابة في أكثر من مكان، رد فعل "سيرسي" على وفاة ابنتها قد يكون تحولاً في شخصيتها بالكامل في مقابل شعورنا بغضب "جيمي"، ولكن الحوار المقتطع بينهما لم يمنح الكثير من الوقت للتبين، كذلك المشهد القصير لأريا ستارك والطويل لدانيريس تارجريان، هناك تأسيس للوضع الأساسي الذي ستظل فيه الشخصيتان خلال النصف الأول من الموسم على الأقل، إحداهما تتعلم مهارة القتال دون نظر، والأخرى ستكون مخطوفة ومسجونة مع أرمالات الدوثراكيين.
المشهدان الوحيدان المثيران للانتباه ويعتبران (أحداثاً) حقيقية في الحلقة هما:
(1) انضمام "بيرني" إلى "سانسا وثيون"، وعلى الرغم من أن المشهد القتالي هو الآخر كان سريعاً، وحضور "بيرني" جاء "كليشيه" تماما في اللحظة الأخيرة، ولكنه أتى من نقطة غير متوقعة نسبياً، ورغم ذلك منطقية لكونها كانت قريبة فعلاً من حرب "وينترفيل" بين "رامزي" و"ستانيس".
والنقطة القوية الأخرى في المشهد هو تحول شعورنا اتجاه "ثيون غريغوري" تماماً على مدار المواسم المتتالية، من الكراهية والمقت في الموسم الثاني، إلى الاشمئزاز وبعض التشفي في الثالث، إلى تعاطف نسبي بعد ذلك، وصولاً إلى تصالح وانتماء مرة أخرى في اللحظة التي يمسك فيها سيفه بتلك الحلقة.
(2) أما المشهد الآخر المهم فهو ثورة بنات "مارتيل" الثلاث وقتلهن للعم والحاكم "دوران" وابنه، عوضاً عن أنه حدث غير منتظر فهو أيضاً يعطي الكثير من الإثارة والاحتمالات لخط كان ضعيفاً جداً في الموسم السابق، ولكنه الآن قد يكون في الواجهة في ظل "حرب منتظرة مع آل لانسترز".