استضافت دار الأوبرا المصرية، مؤخّراً، 40 فناناً إسبانياً، هم أعضاء فرقة "فلامنكو دي مدريد" لتقديم خمسة عروض استعراضية للفلامنكو بالقاهرة والإسكندرية، وذلك في إطار التعريف بالفنون العالمية. وظهر فن الفلامنكو في القرن الثامن عشر عند الغجر الذين حافظوا على نكهة موسيقاهم، وطوروا أداءها وصنعوا تميُّزها، بالرغم من بروز مؤثّرات أخرى في هذا الفن، تعود للثقافات المورسكيية ذات الأصول العربية، والثقافة الإسبانية المحلية.
الطابع الشرقي بارز جداً في الأداء الحركي والموسيقي؛ من حيث اعتماد الحنجرة في الغناء، وأنماط التأليف الموسيقي، وواضح جداً ذلك التشابه بين مقامات الفلامنكو، ومقامات الغناء العربي.
لم يتفق الباحثون على أصل لفظ فلامنكو، ولكن ظهرت مجموعة من الاحتمالات غير الموثقة، مثل قولهم إن الدلالة الأولى تنتمي للمورسكيين، وهم فلاحون أخرِجُوا قسراً من ديارهم وحقولهم، فجاء اللفظ من كلمة "فلاح منكوب" أو "فلاح منكم" العربية. وقيل إنها تعود إلى الكلمة العربية "فَلْنَلْهُو"، أو أنها مسمى لطائر النحام الشبيه بالأوز واسمه الغربي Flamingo. ومنهم من ذهب إلى أنها لفظة غجرية كانت تطلق على المغني والعازف المنفرد. كما أن لفظ "أولليه" الذي يكثر الراقصون والمغنون من الصراخ بها، يرجعونها إلى معنى رمزي مقدّس.
ويُلاحظ أن أغاني الفلامنكو تتنوع بين أغان عربية الأصل تعود للنمط الأندلسي، وأغان غجرية الأصل، وأغان خفيفة. ويشتمل الفلامنكو على عدة فنون هي الغناء والرقص والعزف بالغيتار، ومجموعة المصفقين باليد.
وفي الأصل، كان الأداء الموسيقي والشعري حزيناً، ومعبّراً عن معاناة الغجر والفلاحين والفقراء تحت نظام الإقطاع الظالم. أي أنّنا نستطيع أن نسمي الفلامنكو بأنه فن المهمشين. وتبدأ الرقصات متجاوبة مع الموسيقى، وتُترجَم الحركات الراقصة ألفاظ الأغنية، وتعكُس الجوّ النفسي الحزين، ويتخلّل الإيقاع ما يشبه الصراخ والعويل. ومع تطور الفن أدخلت أدوات موسيقية غربية كالبيانو، وأصبحت هناك رقصات مبهجة للتسلية والفرح.
كان العصر الذهبي للفلامنكو في نهايات القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، فانتشر في المقاهي والمسارح، وأصبح جاذباً للسيّاح، وبدأ ينتشر عالمياً مع منتصف القرن العشرين.
تهيمن النساء على رقص الفلامنكو، ويُشترَط في الراقصة أن تكون موسيقيّة بارعة إلى جانب رشاقتها ولياقتها البدنيّة التي تجعلها تضرب بقوّة وثباتٍ على الأرض، وبالإضافة إلى ضرورة قدرتها على سرعة التعبير الجسدي، عبر تحريك أطرافها التي يجب أن تكون متناسقة مع الإيقاع السريع. ويمثّل التصفيق آلة إيقاعية مهمة في الفلامنكو، تقوم بإشعال الحماس وتحفيز الرقص.
من أشهر رموز الفلامنكو من المطربين: لولا فلوريس، وكاما رو ندي لا إيسلا، وإنريكي مورينتي. ومن الشعراء: فريدريكو لوركا، وخوان خمينيث، وأنطونيوما تشادو، ومن عازفي الغيتار: اكو دي لوثيا، ومانياس دي بلاتا.
اقــرأ أيضاً
الطابع الشرقي بارز جداً في الأداء الحركي والموسيقي؛ من حيث اعتماد الحنجرة في الغناء، وأنماط التأليف الموسيقي، وواضح جداً ذلك التشابه بين مقامات الفلامنكو، ومقامات الغناء العربي.
لم يتفق الباحثون على أصل لفظ فلامنكو، ولكن ظهرت مجموعة من الاحتمالات غير الموثقة، مثل قولهم إن الدلالة الأولى تنتمي للمورسكيين، وهم فلاحون أخرِجُوا قسراً من ديارهم وحقولهم، فجاء اللفظ من كلمة "فلاح منكوب" أو "فلاح منكم" العربية. وقيل إنها تعود إلى الكلمة العربية "فَلْنَلْهُو"، أو أنها مسمى لطائر النحام الشبيه بالأوز واسمه الغربي Flamingo. ومنهم من ذهب إلى أنها لفظة غجرية كانت تطلق على المغني والعازف المنفرد. كما أن لفظ "أولليه" الذي يكثر الراقصون والمغنون من الصراخ بها، يرجعونها إلى معنى رمزي مقدّس.
ويُلاحظ أن أغاني الفلامنكو تتنوع بين أغان عربية الأصل تعود للنمط الأندلسي، وأغان غجرية الأصل، وأغان خفيفة. ويشتمل الفلامنكو على عدة فنون هي الغناء والرقص والعزف بالغيتار، ومجموعة المصفقين باليد.
وفي الأصل، كان الأداء الموسيقي والشعري حزيناً، ومعبّراً عن معاناة الغجر والفلاحين والفقراء تحت نظام الإقطاع الظالم. أي أنّنا نستطيع أن نسمي الفلامنكو بأنه فن المهمشين. وتبدأ الرقصات متجاوبة مع الموسيقى، وتُترجَم الحركات الراقصة ألفاظ الأغنية، وتعكُس الجوّ النفسي الحزين، ويتخلّل الإيقاع ما يشبه الصراخ والعويل. ومع تطور الفن أدخلت أدوات موسيقية غربية كالبيانو، وأصبحت هناك رقصات مبهجة للتسلية والفرح.
كان العصر الذهبي للفلامنكو في نهايات القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، فانتشر في المقاهي والمسارح، وأصبح جاذباً للسيّاح، وبدأ ينتشر عالمياً مع منتصف القرن العشرين.
تهيمن النساء على رقص الفلامنكو، ويُشترَط في الراقصة أن تكون موسيقيّة بارعة إلى جانب رشاقتها ولياقتها البدنيّة التي تجعلها تضرب بقوّة وثباتٍ على الأرض، وبالإضافة إلى ضرورة قدرتها على سرعة التعبير الجسدي، عبر تحريك أطرافها التي يجب أن تكون متناسقة مع الإيقاع السريع. ويمثّل التصفيق آلة إيقاعية مهمة في الفلامنكو، تقوم بإشعال الحماس وتحفيز الرقص.
من أشهر رموز الفلامنكو من المطربين: لولا فلوريس، وكاما رو ندي لا إيسلا، وإنريكي مورينتي. ومن الشعراء: فريدريكو لوركا، وخوان خمينيث، وأنطونيوما تشادو، ومن عازفي الغيتار: اكو دي لوثيا، ومانياس دي بلاتا.