وفي دراسة نشرت بمجلة "Cell" توصل الباحثون إلى المزيد من الأدلة، التي تدعم هذه الفرضية، فالبيئات التي ينشأ فيها الأطفال الرضع والميكروبات التي يتعرضون لها في سن مبكرة جداً، تؤدي إلى اختلاف كبير في نوع الحشرات التي يمكن أن تنجذب إليهم وتتغذى على أجسادهم في الكبر، وبالتالي يتأثر تعرضهم لأنواع معينة من الأمراض.
ووجد الباحث، تومي فاتانين، من معهد "Broad" في "MIT"، أن الجراثيم المعوية لدى الأطفال الرضع، الذين يعيشون في مناطق نائية بروسيا، تختلف تماماً عن هؤلاء في المناطق الحضرية في بلاد قريبة مثل فنلندا وإستونيا.
لم يكتشف الباحثون أنواعاً مختلفة من الجراثيم باختلاف مكان العيش فقط، وإنما تبين أن نسبة الإصابة بمرض السكري عند الأطفال في فنلندا، أعلى من الأطفال في روسيا، وحتى عندما ضبط العلماء العوامل الأخرى التي تؤثر في انتقال البكتيريا، مثل البيئة، والرضاعة الطبيعية التي قد تنقل الجراثيم من الأم للطفل، بقي الاختلاف في الميكروبات بين المناطق الجغرافية قوياً.
ونعلم أن الأطفال الذين يعيشون في الريف بروسيا، يكونون أقرب إلى الحقول ويتعرضون إلى طيف واسع من الميكروبات في التراب والحيوانات، وعلق الباحث المشارك في الدارسة، رامنيك إكسافير، بأن الفنلنديين في السنوات الأولى من حياتهم يعيشون في بيئة نظيفة جداً داخل أبراج عالية، وهذا لا يسمح لهم بالتعرض لنفس النوع من الميكروبات، بحسب ما نقله موقع "تايم".