24 أكتوبر 2024
إلى ديار حاتم الطائي وداليلو وجولي
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
كان ذلك قبل عصر الطوائف الحالي، ولو كنت شاعراً، لحننت إلى الطلل البالي في العصر الحالي، أسوةً بشعار الشعراء الجاهليين الجدعان. وجدت مسيحيين أفاضل يرون انتقاصاً في تسميتهم بالنصارى، لأنها قديمة، أو لأن التسمية تتبناها فرق وأحزاب إسلامية تريد الناس أمة واحدة "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ"، على نقيض ما أرادهم خالقهم. وقبل مقال معن البياري (حاتم الطائي.. النصراني) في "العربي الجديد" (9/9/2016)، وجدت زميلاً مسيحياً يشكو لي، إبّان بثِّ مسلسل الزير سالم، من أن صناع المسلسل متآمرون كونياً، ويخفون دين الزير، وكان يتمنّى لو حمل الزير سالم صليباً على صدره كأنه بابا الفاتيكان، فالطوائف، صغيرة وكبيرة، تشكو ظلماً في دولة الدكتاتورية. ذكّرتني الشكوى، بقصةٍ متداولةٍ بين أمة أهل السنة والجماعة الذين قسمهم الإمام بوتين بسكين إلى أشاعرة وماتريدية، على صفحات الفيسبوك. القصة مشهورة في كتب التراث وبطلها النعمان بن المنذر (قصة يومي السعد والنحس)، وقد نُسبت إلى عمر بن الخطاب وهو في غنى عنها.
أبطال العرب الثلاثة الأشهر هم عنترة بن شداد العبسي، وهو أسود، اشتاق إليه الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال: ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة. والسموأل هو الذي ضربت فيه العرب المثل بالوفاء، وهو من قوم موسى، والثالث بطل في السماحة والبذل هو حاتم الطائي، وهو من قوم عيسى. كما أن الإلحاح على كردية صلاح الدين بدأ مع عصر القوميات، وقد أزف هذا التباهي على صفحات الكرد المحدثين، بعد نشوء "الكانتونات"، على الضمور، فلهم أبطال جدد الآن. ولمحمد الغزالي خطبة مشهورة يتحدّث فيها عن مؤتمر، حذّر فيه وزير عراقي الداعية من ذكر قومية صلاح الدين. ووجدت مخرجاً سورياً معروفاً، مبهوراً بنيل أوباما الكيني الأسود البشرة رئاسة أميركا، فقلت له والرماح نواهل من دمي: أوباما موظف كبير بدرجة طاووس أحياناً، وبطة أحياناً، وقد جاء تنصيبه حلاً لمشكلات ومواءمات، والديمقراطية الأميركية هي إحدى أسوأ ديمقراطية في العالم، وأن بلال الحبشي داس على الكعبة السوداء وأذّن فوقها، وهي أكرم بيت في الأرض عند المسلمين، قبل أن يرى أوباما البيت الأبيض بألف وخمسمائة سنة، وحكم أسود هو أبو المسك كافور شُؤون الحُكم في مصر، نيابةً عن ولديّ الإخشيد: أُنوجور وعليّ. وكان كافور مملوكًا حبشيًّا اشتراه الإخشيد بِثمانية عشر دينارًا، وجعلهُ خادمه الخاص. ولمَّا مات عليّ، انفرد كافور بالحُكم، ونشط إلى توسيع رقعة إمارته، مُستفيدًا من تضعضُع الدولة الحمدانيَّة، ورضى الخِلافة العبَّاسيَّة عنه. وقد استطاع كافور أن يصمد أمام هجمات الفاطميين القادمين من إفريقية. وأمضى كافور في الحُكم، نيابةً وأصالةً، اثنتين وعشرين سنة، من أصل 34 سنة من حياة الدولة الإخشيديَّة كُلّها. يا أخا الليبرالية والكاميرا.
وقد احتفت الأخبار باستضافة بابا الفاتيكان اثني عشر سورياً، ركع بعضهم عند قدمه باكياً متضرعاً، وهم أفراد ثلاث عائلات. ورأيت أن رئيس الأورغواي، موخيكا، الموصوف بالأفقر من بين زعماء العالم؛ لكونه لا يحتفظ سوى بـ 10% من مرتبه الشهري (12 ألفاً و500 دولار)، ويتبرّع بالباقي للجمعيات الخيرية، قد استضاف في بيته الصيفي مئة يتيم سوري.
إلا أنني أجد بطولات العرب في الجاهلية، المروءة، وهي عمدة الأخلاق، وهي لا تعد ولا تحصى، تذهل العاقل وتحزن الثاكل، منها أن عقبة بن معيط، دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى طعام، فقال: ما أنا بالذي آكل من طعامك، حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. فقال: أطعم يا "ابن أخي"، وصَبَأ بضعة أيام من أجل الخبز والملح.
حاتم اسم تغلب فيه ريح العروبة على طعم الطائفة، أما السموأل فهو تصحيف وتعريبُ صموئيل. وقد وجدت في الأردن أسماء لمسيحيين، مثل عبد المجيد وأسامة ومصطفى، فطاش صوابي، علماً أن بين المسلمين كثيرين من يحمل أسماء لورانس ودانيال ويوشع ويعقوب وإلياس وعيسى.
أبطال العرب الثلاثة الأشهر هم عنترة بن شداد العبسي، وهو أسود، اشتاق إليه الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال: ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة. والسموأل هو الذي ضربت فيه العرب المثل بالوفاء، وهو من قوم موسى، والثالث بطل في السماحة والبذل هو حاتم الطائي، وهو من قوم عيسى. كما أن الإلحاح على كردية صلاح الدين بدأ مع عصر القوميات، وقد أزف هذا التباهي على صفحات الكرد المحدثين، بعد نشوء "الكانتونات"، على الضمور، فلهم أبطال جدد الآن. ولمحمد الغزالي خطبة مشهورة يتحدّث فيها عن مؤتمر، حذّر فيه وزير عراقي الداعية من ذكر قومية صلاح الدين. ووجدت مخرجاً سورياً معروفاً، مبهوراً بنيل أوباما الكيني الأسود البشرة رئاسة أميركا، فقلت له والرماح نواهل من دمي: أوباما موظف كبير بدرجة طاووس أحياناً، وبطة أحياناً، وقد جاء تنصيبه حلاً لمشكلات ومواءمات، والديمقراطية الأميركية هي إحدى أسوأ ديمقراطية في العالم، وأن بلال الحبشي داس على الكعبة السوداء وأذّن فوقها، وهي أكرم بيت في الأرض عند المسلمين، قبل أن يرى أوباما البيت الأبيض بألف وخمسمائة سنة، وحكم أسود هو أبو المسك كافور شُؤون الحُكم في مصر، نيابةً عن ولديّ الإخشيد: أُنوجور وعليّ. وكان كافور مملوكًا حبشيًّا اشتراه الإخشيد بِثمانية عشر دينارًا، وجعلهُ خادمه الخاص. ولمَّا مات عليّ، انفرد كافور بالحُكم، ونشط إلى توسيع رقعة إمارته، مُستفيدًا من تضعضُع الدولة الحمدانيَّة، ورضى الخِلافة العبَّاسيَّة عنه. وقد استطاع كافور أن يصمد أمام هجمات الفاطميين القادمين من إفريقية. وأمضى كافور في الحُكم، نيابةً وأصالةً، اثنتين وعشرين سنة، من أصل 34 سنة من حياة الدولة الإخشيديَّة كُلّها. يا أخا الليبرالية والكاميرا.
وقد احتفت الأخبار باستضافة بابا الفاتيكان اثني عشر سورياً، ركع بعضهم عند قدمه باكياً متضرعاً، وهم أفراد ثلاث عائلات. ورأيت أن رئيس الأورغواي، موخيكا، الموصوف بالأفقر من بين زعماء العالم؛ لكونه لا يحتفظ سوى بـ 10% من مرتبه الشهري (12 ألفاً و500 دولار)، ويتبرّع بالباقي للجمعيات الخيرية، قد استضاف في بيته الصيفي مئة يتيم سوري.
إلا أنني أجد بطولات العرب في الجاهلية، المروءة، وهي عمدة الأخلاق، وهي لا تعد ولا تحصى، تذهل العاقل وتحزن الثاكل، منها أن عقبة بن معيط، دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى طعام، فقال: ما أنا بالذي آكل من طعامك، حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. فقال: أطعم يا "ابن أخي"، وصَبَأ بضعة أيام من أجل الخبز والملح.
حاتم اسم تغلب فيه ريح العروبة على طعم الطائفة، أما السموأل فهو تصحيف وتعريبُ صموئيل. وقد وجدت في الأردن أسماء لمسيحيين، مثل عبد المجيد وأسامة ومصطفى، فطاش صوابي، علماً أن بين المسلمين كثيرين من يحمل أسماء لورانس ودانيال ويوشع ويعقوب وإلياس وعيسى.
دلالات
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر
مقالات أخرى
10 أكتوبر 2024
26 سبتمبر 2024
12 سبتمبر 2024