10 أكتوبر 2024
الدجاج بالبكيني والديوك ملتحية
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية أنّ مزارعين يابانيين استطاعوا إنتاج نوع فريد من فاكهة الموز، يمكن أكله بالكامل، بقشره، معتمدين على تقنية تجميد، طوّرت في مزرعة بمنطقة أوكوياما. وأفادت بأنّ هذه التقنية الحالية بريئة من لوثة الكيمياء، وهي تستنبت الفاكهة في حرارة تقل عن 60 درجة مئوية تحت الصفر، لأنّ البرودة الشديدة تؤدي إلى تحفيز النمو السريع للفاكهة، ما يجعل نبتة الموز تنضج في نحو أربعة أشهر، بدلًا من المدة الطبيعية التي يستغرقها للنضج، وتقدر بعامين. ويتميز الموز بحلاوته الشديدة، مقارنة بالموز العادي، كما أنّه قابل للأكل مع قشره!
ويباع من هذا الموز نحو عشر حبّات في الأسبوع، لندرته، ويبلغ سعر الثمرة أكثر من أربعة جنيهات إسترلينية؛ ما يعادل مائة جنيه مصري، قبل تولي عبد الفتاح السيسي شؤون الثلاجة وعربيات الخضار. ولم يذكر الخبر ما إذا كان هذا الموز يباع في الأسواق، أم في الصيدليات، ولم يذكر تأثيره الجنسي، ولله الحمد والمنّة.
وكان البروفيسور الإسرائيلي، أفيغدور كهانر، قد بادر إلى إنتاج جيل دجاج بدون ريش، والذي يحدُّ من سرعة نموها. وحسب الخبر، أنّ الدجاج العريان "يتمتع بخصائص أفضل من الدجاج المؤتز بالريش، فهو يتحمل درجة الحرارة العالية، ولا يحتاج تجهيزات مناخية مثل التدفئة والتبريد، ويدّخر طاقة الغذاء لبناء الجسم بشكل أكبر، وبوقت أقل، بدلاً من إهدارها في نمو الريش". ولم يذكر الخبر أن الدجاج العريان يغري الديوك أكثر من الدجاج في عباءة الريش.
يرى البروفيسور أن من شأن الأمر أن يعيق تسويق الدجاج العريان، لدى بلدان كثيرة، ليس لأن الناس تحب الدجاجات الشريفات، الحرائر المصونات، بل لأنّ لكل امرئ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا/ وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العدى. ولعلم القارئ، يكون ذبح الدجاج في العالم المتقدم فطساً بالغاز، جماعياً، من غير تكبير، توفيراً للوقت والجهد، كما في الغوطة وخان شيخون وسواهما.
يُجمع الناس أنّ ذكور الحيوانات أجمل من إناثها. الديك طاووس منزلي، كثير الألوان، يثير في حاستي البصر والسمع البهجة والسرور، ويذكّر بَأَيَّامِ لَنَا عزِّ طِوَالٍ، وهو يقترب مغازلاً الدجاجة، بقصائد من ألوان ريشه والتكبير، فإما أن تقبل به وصلاً أو الردى، ولا ينفع أن تعتذر بقولها: أنا مخطوبة، أو "متكلمين عليّ". ولنفس الشـــريف غايتــان، ورود النوايا ونيل المنى. ورأيت من أيام فيلماً لدجاجة شريفة مصونة من ذوات الخدور، والعفاف والريش، تماوتت، وألصقت مؤخرتها بالأرض، والديك المغرور يريد أن يأكل حبق الجسور، ويحوم حولها منشداً: قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينا/ نُخَبِّرْكِ الْيَقِينَ وَتُخْبِرِينا.
إلى أن نجت بفضل تلك الخدعة من صدمة "اليقين". خلاصة هذه المثالين؛ أحدهما من عالم النبات، والثاني من عالم الحيوان؛ أنّ الإنسان الظلوم الجهول بلغ من الطيش أن سرعته تحتاج غرامة، وسحب شهادة الإنسانية، ولم يبق لهذا الظلوم الجهول إلا أن يفكر في دجاجة مشوية أو مسلوقة، وهي حيّة تسعى. وللعلم، يتحمل الدجاج العريان الحرارة وقوانين الطوارئ، والأحكام العرفية، والتشبيح، لكنه ضعيفٌ على التحرّش الجنسي. أولاد الدجاجة العريانة ما خلوش لأولاد الديكة حاجة.
قمت بتجربة الموز المقشور، على مقالٍ لي في هذه الزاوية، فوجدت أنّ القراء يحبّون الفاكهة المقشرة في عصر السرعة، والديلفري، والبوست البرقي، وبرهاني أنّ عشرة قراء فدائيين غامروا وضحّوا، وقرأوا مقالي، على صفحتي، لكنهم تضاعفوا عشرين مرة، بعد أن قشرت مقالي من الديباجات، واكتفيت بذكر أسباب امتعاض الغرب من استخدام السلاح الكيماوي، وأهمها أنه لا يشفي غليلهم، فهم يحبون رؤية الدم والدمار، فحزنت على مقالي المسكين، وسُررت بمنشوري المنتوف من غير "هدوم". أولاد البوست والتويتة ما خلوش لأولاد المقال والقصة حاجة.
كان في بلدتنا بائع دجاج ينتف الدجاج حياً، وينزل به السوق، وينادي على بضاعته، ويدعو إلى أكل الدجاج البكيني. وكانت الناس تقبل عليه، ليس كسلاً في نتف الدجاج، وإنما لقدرتهم على رؤية لحمه ودهنه، وكان البائع يترك ريشة أو ريشتين على مؤخرة الدجاجة، فربنا أمر بالستر، أما الديوك، فلم يكن يترك منها سوى غباغبها الحمراء، تتدلى منها مثل اللحى. ولو كان مقيماً في مناطق النظام، في أيامنا هذه، لاتهم بالداعشية، بسبب اللحى، أما لو كان في مناطق "داعش"، فله الحدّ، لهتكه أعراض الدجاج.
الخلاصة: إنّ جيلاً من الحكام العرب مستنبتٌ في ثلاجات الاستعمار، يسعى إلى شعوب خالية من الريش، جاهزة للأكل. وإنك لو نزعت ريش السيسي، أو الأسد العسكري والطائفي على التوالي، لما بلغ سعرهما في سوق الدجاج قشرة موز. .. أولاد الدجاجة ما خلوش لأولاد الديباجة حاجة.
ويباع من هذا الموز نحو عشر حبّات في الأسبوع، لندرته، ويبلغ سعر الثمرة أكثر من أربعة جنيهات إسترلينية؛ ما يعادل مائة جنيه مصري، قبل تولي عبد الفتاح السيسي شؤون الثلاجة وعربيات الخضار. ولم يذكر الخبر ما إذا كان هذا الموز يباع في الأسواق، أم في الصيدليات، ولم يذكر تأثيره الجنسي، ولله الحمد والمنّة.
وكان البروفيسور الإسرائيلي، أفيغدور كهانر، قد بادر إلى إنتاج جيل دجاج بدون ريش، والذي يحدُّ من سرعة نموها. وحسب الخبر، أنّ الدجاج العريان "يتمتع بخصائص أفضل من الدجاج المؤتز بالريش، فهو يتحمل درجة الحرارة العالية، ولا يحتاج تجهيزات مناخية مثل التدفئة والتبريد، ويدّخر طاقة الغذاء لبناء الجسم بشكل أكبر، وبوقت أقل، بدلاً من إهدارها في نمو الريش". ولم يذكر الخبر أن الدجاج العريان يغري الديوك أكثر من الدجاج في عباءة الريش.
يرى البروفيسور أن من شأن الأمر أن يعيق تسويق الدجاج العريان، لدى بلدان كثيرة، ليس لأن الناس تحب الدجاجات الشريفات، الحرائر المصونات، بل لأنّ لكل امرئ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا/ وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العدى. ولعلم القارئ، يكون ذبح الدجاج في العالم المتقدم فطساً بالغاز، جماعياً، من غير تكبير، توفيراً للوقت والجهد، كما في الغوطة وخان شيخون وسواهما.
يُجمع الناس أنّ ذكور الحيوانات أجمل من إناثها. الديك طاووس منزلي، كثير الألوان، يثير في حاستي البصر والسمع البهجة والسرور، ويذكّر بَأَيَّامِ لَنَا عزِّ طِوَالٍ، وهو يقترب مغازلاً الدجاجة، بقصائد من ألوان ريشه والتكبير، فإما أن تقبل به وصلاً أو الردى، ولا ينفع أن تعتذر بقولها: أنا مخطوبة، أو "متكلمين عليّ". ولنفس الشـــريف غايتــان، ورود النوايا ونيل المنى. ورأيت من أيام فيلماً لدجاجة شريفة مصونة من ذوات الخدور، والعفاف والريش، تماوتت، وألصقت مؤخرتها بالأرض، والديك المغرور يريد أن يأكل حبق الجسور، ويحوم حولها منشداً: قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينا/ نُخَبِّرْكِ الْيَقِينَ وَتُخْبِرِينا.
إلى أن نجت بفضل تلك الخدعة من صدمة "اليقين". خلاصة هذه المثالين؛ أحدهما من عالم النبات، والثاني من عالم الحيوان؛ أنّ الإنسان الظلوم الجهول بلغ من الطيش أن سرعته تحتاج غرامة، وسحب شهادة الإنسانية، ولم يبق لهذا الظلوم الجهول إلا أن يفكر في دجاجة مشوية أو مسلوقة، وهي حيّة تسعى. وللعلم، يتحمل الدجاج العريان الحرارة وقوانين الطوارئ، والأحكام العرفية، والتشبيح، لكنه ضعيفٌ على التحرّش الجنسي. أولاد الدجاجة العريانة ما خلوش لأولاد الديكة حاجة.
قمت بتجربة الموز المقشور، على مقالٍ لي في هذه الزاوية، فوجدت أنّ القراء يحبّون الفاكهة المقشرة في عصر السرعة، والديلفري، والبوست البرقي، وبرهاني أنّ عشرة قراء فدائيين غامروا وضحّوا، وقرأوا مقالي، على صفحتي، لكنهم تضاعفوا عشرين مرة، بعد أن قشرت مقالي من الديباجات، واكتفيت بذكر أسباب امتعاض الغرب من استخدام السلاح الكيماوي، وأهمها أنه لا يشفي غليلهم، فهم يحبون رؤية الدم والدمار، فحزنت على مقالي المسكين، وسُررت بمنشوري المنتوف من غير "هدوم". أولاد البوست والتويتة ما خلوش لأولاد المقال والقصة حاجة.
كان في بلدتنا بائع دجاج ينتف الدجاج حياً، وينزل به السوق، وينادي على بضاعته، ويدعو إلى أكل الدجاج البكيني. وكانت الناس تقبل عليه، ليس كسلاً في نتف الدجاج، وإنما لقدرتهم على رؤية لحمه ودهنه، وكان البائع يترك ريشة أو ريشتين على مؤخرة الدجاجة، فربنا أمر بالستر، أما الديوك، فلم يكن يترك منها سوى غباغبها الحمراء، تتدلى منها مثل اللحى. ولو كان مقيماً في مناطق النظام، في أيامنا هذه، لاتهم بالداعشية، بسبب اللحى، أما لو كان في مناطق "داعش"، فله الحدّ، لهتكه أعراض الدجاج.
الخلاصة: إنّ جيلاً من الحكام العرب مستنبتٌ في ثلاجات الاستعمار، يسعى إلى شعوب خالية من الريش، جاهزة للأكل. وإنك لو نزعت ريش السيسي، أو الأسد العسكري والطائفي على التوالي، لما بلغ سعرهما في سوق الدجاج قشرة موز. .. أولاد الدجاجة ما خلوش لأولاد الديباجة حاجة.
دلالات
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر
مقالات أخرى
26 سبتمبر 2024
12 سبتمبر 2024
29 اغسطس 2024