25 اغسطس 2024
الرئيس يوضح ملابسات أزمة البنزين
الرئيس: قبل أن نتحدّث عن أزمة البنزين، يجب أن نعرّف أولاً ما هو البنزين، وما هي مكوناته العضوية، وهل كل بنزين هو بنزين بالفعل، أم إنه اسمٌ على غير مسمّى. وبالتالي هل يمكننا اعتبار البنزين الذي نحاولُ تعريفَه نسخةً مزيفة من البنزين الأصلي الحقيقي؟ على أيام أبيك وأبي، يرحمهما الله، كان يوجد نوعان من البنزين، عادي وممتاز. العادي أرخص، ولكن له مشاكل، أهمها أنه مليء بالشوائب، ويؤدّي إلى انسداد مصفاة البنزين في السيارة التي تستخدمه وقودا. والانسداد بحد ذاته نوعان، جزئي وتام. الجزئي يجعل السيارة "تُنَتِّع" في أثناء المشي، والركاب الجالسون في داخلها تنخلع قلوبُهم من شدة التنتيع. وأما الانسداد الكامل فيجعل السيارة تبدو وكأنها كومة من الحديد، لا يستطيع أحدٌ زحزحتَها إلا بالدفش من الخلف، وهذا ما يجعل المرء يتذكر مسرحية "ميس الريم" الرحبانية، وأغنية فيروز: هالسيارة مش عم تمشي، بدنا حدا يدفشها دفشي، بيحكوا عن ورشة تصليح، وما عرفنا وين هيي الورشي..
هذا، أيها الإخوة المواطنون، ما حصل معنا، بالضبط، حيال أزمة البنزين الأخيرة، إذ بينما كنا نبحث عن حلٍّ للأزمة، جاءنا من يقول إن الحلول نوعان، مؤقت وجذري.. سألناه لماذا؟ قال لأن البنزين الحالي نوعان، البنزين الممتاز والخالي من الرصاص، والنوع الأخير صديقٌ للبيئة، والسيارة التي تسير به تطرح من الإشكمان كمية أقل من أول أكسيد الكربون المُحَمَّل بالرصاص الذي يؤثر على رئتي الإنسان. وأنا بوصفي طبيباً أعرف ذلك جيداً. ولو سمحتم لي بشيءٍ من الاستطراد، أقول لكم إن الدول الأوروبية اليوم تقوم بحملةٍ واسعةٍ ضد سيارات الديزل، وتشجع مواطنيها على اقتناء السيارات التي تعمل على الكهرباء، وهذا يسمّونه الطاقة البديلة، فهم يتحسّبون ليومٍ يأتي تجفّ فيه منابع النفط، لا سمح الله، ووقتها سوف يوقفون حروبهم ومؤامراتهم على منطقتنا التي أنعشها البترول، والبترول هو الأب الروحي للبنزين. وهنا أريد أن أشير إلى مسألة تدين الدول الأوروبية وأميركا، وهي أنهم، على الرغم من ادعائهم الحرص على حقوق الإنسان، لا يكترثون للطوابير البشرية الكبيرة التي تقف ساعاتٍ أمام محطات البنزين في سورية الغالية.
نحن ننظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، فما يهمّنا بالدرجة الأولى هو معالجة أزمة البنزين التي تعصف بنا، وبشعبنا الصامد. ومن أجل هذه الغاية، سنعمد إلى إيجاد تعريف جامع مانع لكلمة "أزمة". ومن موقعي رئيسا للجمهورية، أرى أنه لا تفسير لكلمة أزمة بمفردها، بل يجب إرفاقها بكلمةٍ أخرى، فنقول أزمة غاز، أزمة بنزين، أزمة ارتفاع المهور، أزمة مواصلات، أزمة خبز...إلخ... إلخ. وهنا تبرز مسألةٌ قلما يلتفت إليها الناسُ في مجتمعنا، وهي أن كل أزمةٍ تنشأ في بلد ما تساعد في القضاء على أزمة أخرى. وهنا لا يسعني إلا أن أضرب مثالاً من واقعنا المعاش، وهو أن أزمة البنزين قضت على أزمة المواصلات، فأنت تمشي الآن في الشوارع فتجدها خالية، لأن كل مواطنٍ صافف سيارته على باب بنايته وقاعد. وأزمة الغاز المنزلي قضت على ارتفاع أسعار اللحوم والمواد المخصصة للطبخ، فطالما أنه لا يوجد غاز، على شو الواحد يطبخ؟.. وعلى هذا فَقِسْ!
إذا توصلنا إلى اتفاق وطني حول تحديد معنى البنزين، ومفهوم البنزين، ننتقل إلى تحديد ماهية الأزمة، وطبيعة الأزمة، هل هي أزمة نقص بنزين، أم فقدان، لأن هناك فرقاً جلياً بين النقص والفقدان التام، وهل هذا النقص أو الفقدان طبيعي، أم هو بفعل فاعل. أنا أرجح الاحتمال الثاني، لأننا في سورية نتعرّض لمؤامرة خارجية وداخلية منذ زمن طويل، وهذه المؤامرة تتسبب بالفقد أو بالنقص، بحسب طبيعة الدول والجهات المتآمرة وتوجهاتها المرحلية.
هذا، أيها الإخوة المواطنون، ما حصل معنا، بالضبط، حيال أزمة البنزين الأخيرة، إذ بينما كنا نبحث عن حلٍّ للأزمة، جاءنا من يقول إن الحلول نوعان، مؤقت وجذري.. سألناه لماذا؟ قال لأن البنزين الحالي نوعان، البنزين الممتاز والخالي من الرصاص، والنوع الأخير صديقٌ للبيئة، والسيارة التي تسير به تطرح من الإشكمان كمية أقل من أول أكسيد الكربون المُحَمَّل بالرصاص الذي يؤثر على رئتي الإنسان. وأنا بوصفي طبيباً أعرف ذلك جيداً. ولو سمحتم لي بشيءٍ من الاستطراد، أقول لكم إن الدول الأوروبية اليوم تقوم بحملةٍ واسعةٍ ضد سيارات الديزل، وتشجع مواطنيها على اقتناء السيارات التي تعمل على الكهرباء، وهذا يسمّونه الطاقة البديلة، فهم يتحسّبون ليومٍ يأتي تجفّ فيه منابع النفط، لا سمح الله، ووقتها سوف يوقفون حروبهم ومؤامراتهم على منطقتنا التي أنعشها البترول، والبترول هو الأب الروحي للبنزين. وهنا أريد أن أشير إلى مسألة تدين الدول الأوروبية وأميركا، وهي أنهم، على الرغم من ادعائهم الحرص على حقوق الإنسان، لا يكترثون للطوابير البشرية الكبيرة التي تقف ساعاتٍ أمام محطات البنزين في سورية الغالية.
نحن ننظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، فما يهمّنا بالدرجة الأولى هو معالجة أزمة البنزين التي تعصف بنا، وبشعبنا الصامد. ومن أجل هذه الغاية، سنعمد إلى إيجاد تعريف جامع مانع لكلمة "أزمة". ومن موقعي رئيسا للجمهورية، أرى أنه لا تفسير لكلمة أزمة بمفردها، بل يجب إرفاقها بكلمةٍ أخرى، فنقول أزمة غاز، أزمة بنزين، أزمة ارتفاع المهور، أزمة مواصلات، أزمة خبز...إلخ... إلخ. وهنا تبرز مسألةٌ قلما يلتفت إليها الناسُ في مجتمعنا، وهي أن كل أزمةٍ تنشأ في بلد ما تساعد في القضاء على أزمة أخرى. وهنا لا يسعني إلا أن أضرب مثالاً من واقعنا المعاش، وهو أن أزمة البنزين قضت على أزمة المواصلات، فأنت تمشي الآن في الشوارع فتجدها خالية، لأن كل مواطنٍ صافف سيارته على باب بنايته وقاعد. وأزمة الغاز المنزلي قضت على ارتفاع أسعار اللحوم والمواد المخصصة للطبخ، فطالما أنه لا يوجد غاز، على شو الواحد يطبخ؟.. وعلى هذا فَقِسْ!
إذا توصلنا إلى اتفاق وطني حول تحديد معنى البنزين، ومفهوم البنزين، ننتقل إلى تحديد ماهية الأزمة، وطبيعة الأزمة، هل هي أزمة نقص بنزين، أم فقدان، لأن هناك فرقاً جلياً بين النقص والفقدان التام، وهل هذا النقص أو الفقدان طبيعي، أم هو بفعل فاعل. أنا أرجح الاحتمال الثاني، لأننا في سورية نتعرّض لمؤامرة خارجية وداخلية منذ زمن طويل، وهذه المؤامرة تتسبب بالفقد أو بالنقص، بحسب طبيعة الدول والجهات المتآمرة وتوجهاتها المرحلية.