10 أكتوبر 2024
جمهوريات الملوخية بالأرانب
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
بدأت حملة عبد الفتاح السيسي الانتخابية الصليبية للرئاسة باكراً، وللحملات في الجمهوريات العربية بداية، لكنها بلا نهاية، فهي تدور مع عقارب الساعة. زبانية إعلام الاستبداد يسبّحون بحمد الرئيس، وهم لا يفترون. ويبدو أنّ الساعة ستقوم بتوقيت أوميغا التي رآها السيسي في نومه بعد وجبة رز. وفي الانتخاب السابق الذي فاز فيه السيسي بتقدير امتياز، سمعنا أن مرتضى منصور سيرشّح نفسه ضده، لولا أن حكماءً يحيطون بسيادة البلحة نصحوه بأنّ الكوميديا ستتحول إلى هزلية، وقالوا له: بدلاً من أن نرشّح مهرّجاً ضدك، نحوّل حمدين صباحي إلى مرتضى منصور، ونكون قد ضربنا ضفدعين بحجر واحد. والذي كان، يا ملك الزمان، أنّ مصر تحولت إلى بركة ضفادع، والماء ينحسر عنها، بسبب سدّ النهضة وسياسة الكفتة.
وكان من ثمار الربيع السوري الدامي، ربيع الشهداء، أننا رأينا في سورية ثلاثة مرشحين للرئاسة، هم بشار الأسد، لولاية رئاسية ثالثة وخذ نفس، وماهر عبد الحفيظ حجار، وحسان عبد الله النوري! وتلك خارقةُ من خوارق الزمان، يا ملك الزمان. ومن الأمانة ذكر أنني حصّلت أسماءهما من "غوغل"، فهما مجهولان، ولا محل لهما من الإعراب السياسي. ومن الأعاجيب أن في سورية محكمة دستورية، وكنت أظنّ أن المخابرات هي المحاكم الدستورية. وأن المحكمة الدستورية رفضت بقية الترشيحات، وكان عددها 24 ترشيحاً، لعدم استيفائها الشروط الدستورية، يا خويا. وفاز السيسي، وفاز الأسد، وأعلن الشعب الجائع المنكوب إرادته الحرة، فخرج يرقص مع جوعه وجروحه، فنداء الطبلة لا يُرد، ما إن يسمع الطبلة، حتى يرقص طرباً بفوز مرشحه السلحف في سباق الأرانب الكسولة المشغولة بأكل الجزر.
السيسي "الدكر" الوحيد في برّ مصر، بالدال وليس بالذال، والدال على الشر كفاعله. و"الأسد الذي يستحق أن يحكم العالم"، كلاهما يجبنان عن السباق، إلا مع الأرانب، مع أن وسائل الحكم العمومية من إعلام وجيش ومخابرات ومهاترات كلها بأيديهما نكالا. فما بالك، أيها القارئ الكريم، برئيس أكبر دولة نووية في الأرض، وهو القيصر الروسي، الذي يلعب مع ميدفيدف لعبة الرئاسة على شكل ورديات ونبطشيات، وقد خسر المرشحون المنافسون في الانتخابات السابقة: غينادي زوغانوف، فلاديمير جيرينوفسكي، أليكسي نافالني، غريغوري يافلينسكي، كسينيا سوبتشاك، وخرج بوتين فائزاً كما تخرج الشعرة من العجين.
ونقلت الأخبار خبر نيّة إيلينا بركوا الترشح لانتخابات الرئاسة الروسية، التي ستقام في شهر مارس/ آذار 2018. وأعلنت بركوا، الممثلة الإباحية الروسية، جزءاً من برنامجها الكريم، فهي تنوي فرض قانون "رقابة على الملابس"، خوفاً على الجيل من الإغراء، وقانون جديد عن "التربية الجنسية" في المدارس، بالإضافة إلى فرض الفحص الجنسي الإلزامي على المواطنين، وفرض ضريبة على الفقر، وإرجاع القانون المتعلق بالعمل، وإعطاء أقساط بدون فوائد للشركات الصغيرة. وأضافت الطاهرة "من أجل تبنّي أطفال، على الأهل الحصول على إذن طبي وقانوني ونفسي، وأعتزم فرض عقوبة الإعدام على التحرش الجنسي". ويبالغ برنامجها الداعشي في الفضيلة، وينوي تحويل الشعب الروسي إلى ملائكة، وبركاتك يا طاهرة يا أم الفياغرا.
المرشحون الذين ترضى بهم الأنظمة الشمولية جميعاً من أرانب الملوخية، وأحياناً من البلاي بوي. وعموماً، سأدعو إلى الله بقبول ترشيح الطاهرة إيلينا بركوا، ليس لمَ سيدور في بال المغرضين وأصحاب النفوس الأمّارة بالسوء، وليس لأنها من القوارير، والجنس الرقيق، بل حباً في الجديد، فالموت إعداما بتهمة التحرّش أكرم من الموت في معارك على أراضٍ بعيدة، ومن لم يكن بلا خطيئةٍ، أيها المنتخبون الأفاضل، فليمنحها صوته من غير تحرّش، وأنا أضمن له الجنة في الدنيا، أما الآخرة فعلمها عند الله.
الرؤساء المذكورون، وأمثالهم، يزعمون أنهم أبطال، ديمقراطيون، ومنهم فلاسفة وأطباء، وأحدهم جذّاب جداً، وتحبل النساء بنجمه من غير وصال، أو كومنت، حتى على الفسيبوك، ومعهم صفارة الحكم والجمهور والريح، ويأبون أن يلعبوا إلا مع الأرانب، تحت جنح الظلام، خوفاً من أكل الخيارة.
وكان من ثمار الربيع السوري الدامي، ربيع الشهداء، أننا رأينا في سورية ثلاثة مرشحين للرئاسة، هم بشار الأسد، لولاية رئاسية ثالثة وخذ نفس، وماهر عبد الحفيظ حجار، وحسان عبد الله النوري! وتلك خارقةُ من خوارق الزمان، يا ملك الزمان. ومن الأمانة ذكر أنني حصّلت أسماءهما من "غوغل"، فهما مجهولان، ولا محل لهما من الإعراب السياسي. ومن الأعاجيب أن في سورية محكمة دستورية، وكنت أظنّ أن المخابرات هي المحاكم الدستورية. وأن المحكمة الدستورية رفضت بقية الترشيحات، وكان عددها 24 ترشيحاً، لعدم استيفائها الشروط الدستورية، يا خويا. وفاز السيسي، وفاز الأسد، وأعلن الشعب الجائع المنكوب إرادته الحرة، فخرج يرقص مع جوعه وجروحه، فنداء الطبلة لا يُرد، ما إن يسمع الطبلة، حتى يرقص طرباً بفوز مرشحه السلحف في سباق الأرانب الكسولة المشغولة بأكل الجزر.
السيسي "الدكر" الوحيد في برّ مصر، بالدال وليس بالذال، والدال على الشر كفاعله. و"الأسد الذي يستحق أن يحكم العالم"، كلاهما يجبنان عن السباق، إلا مع الأرانب، مع أن وسائل الحكم العمومية من إعلام وجيش ومخابرات ومهاترات كلها بأيديهما نكالا. فما بالك، أيها القارئ الكريم، برئيس أكبر دولة نووية في الأرض، وهو القيصر الروسي، الذي يلعب مع ميدفيدف لعبة الرئاسة على شكل ورديات ونبطشيات، وقد خسر المرشحون المنافسون في الانتخابات السابقة: غينادي زوغانوف، فلاديمير جيرينوفسكي، أليكسي نافالني، غريغوري يافلينسكي، كسينيا سوبتشاك، وخرج بوتين فائزاً كما تخرج الشعرة من العجين.
ونقلت الأخبار خبر نيّة إيلينا بركوا الترشح لانتخابات الرئاسة الروسية، التي ستقام في شهر مارس/ آذار 2018. وأعلنت بركوا، الممثلة الإباحية الروسية، جزءاً من برنامجها الكريم، فهي تنوي فرض قانون "رقابة على الملابس"، خوفاً على الجيل من الإغراء، وقانون جديد عن "التربية الجنسية" في المدارس، بالإضافة إلى فرض الفحص الجنسي الإلزامي على المواطنين، وفرض ضريبة على الفقر، وإرجاع القانون المتعلق بالعمل، وإعطاء أقساط بدون فوائد للشركات الصغيرة. وأضافت الطاهرة "من أجل تبنّي أطفال، على الأهل الحصول على إذن طبي وقانوني ونفسي، وأعتزم فرض عقوبة الإعدام على التحرش الجنسي". ويبالغ برنامجها الداعشي في الفضيلة، وينوي تحويل الشعب الروسي إلى ملائكة، وبركاتك يا طاهرة يا أم الفياغرا.
المرشحون الذين ترضى بهم الأنظمة الشمولية جميعاً من أرانب الملوخية، وأحياناً من البلاي بوي. وعموماً، سأدعو إلى الله بقبول ترشيح الطاهرة إيلينا بركوا، ليس لمَ سيدور في بال المغرضين وأصحاب النفوس الأمّارة بالسوء، وليس لأنها من القوارير، والجنس الرقيق، بل حباً في الجديد، فالموت إعداما بتهمة التحرّش أكرم من الموت في معارك على أراضٍ بعيدة، ومن لم يكن بلا خطيئةٍ، أيها المنتخبون الأفاضل، فليمنحها صوته من غير تحرّش، وأنا أضمن له الجنة في الدنيا، أما الآخرة فعلمها عند الله.
الرؤساء المذكورون، وأمثالهم، يزعمون أنهم أبطال، ديمقراطيون، ومنهم فلاسفة وأطباء، وأحدهم جذّاب جداً، وتحبل النساء بنجمه من غير وصال، أو كومنت، حتى على الفسيبوك، ومعهم صفارة الحكم والجمهور والريح، ويأبون أن يلعبوا إلا مع الأرانب، تحت جنح الظلام، خوفاً من أكل الخيارة.
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر
مقالات أخرى
26 سبتمبر 2024
12 سبتمبر 2024
29 اغسطس 2024