06 أكتوبر 2024
خيارات ترامب في العراق
تبدو خطط الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الحالية مكرّسة بشكل شبه كامل لمواجهة إيران، فبعد "الموادعة" التي لجأ إليها مع كوريا الشمالية، والاتفاق على لقاء قمة طرفية، بقيت مواجهة إيران، وهي لا تعني الهجوم العسكري المباشر عليها، بل مواجهتها في جبهاتٍ ساخنةٍ منتشرةٍ في الشرق الأوسط، بدءاً من سورية إلى اليمن، ووصولاً إلى لبنان التي أقرّ ترامب ضدها مجموعة عقوبات قاسية طاولت أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، ونائبه ومعاونه، مع مجموعة من الفعاليات الاقتصادية والسياسية التابعة له.
الجبهة الأهم التي توجد فيها إيران بشكل فعال، وينافس الوجود الأميركي، هي الساحة العراقية الخارجة للتو من معركةٍ قاسيةٍ مع تنظيم الدولة الإسلامية. وكانت النزال الأخير في هذه الساحة الانتخابات البرلمانية التي شهدت تحالفاتٍ أفرزتها الحرب على الإرهاب، وعمليات التجاذب مع إيران وأميركا، والوضع الكردي في الشمال، وانعكس ذلك كله بجلاء على ورق الانتخابات.
حظي تحالفٌ مكونٌ من خليط غير متجانس، يقوده رجل دين مشاكس، هو مقتدى الصدر، بالمركز الأول، والصدر رمزٌ دينيٌ قد يبدو غير ملائم لمجاميع شيوعية وقومية وبعض العلمانيين الذين تحالفوا معه تحت شعار مكافحة الفساد، وهو شعار ذو طبيعة اقتصادية، قد تجذب سكان الضاحية الأكثر فقراً في العاصمة العراقية، أي مدينة الصدر التي تحتفظ بالعدد الأكبر من مناصري هذا التيار. المميز في هذا الرجل معاداته الوجود الأميركي في العراق، وكانت مليشياته قد نَفَذَت عملياتٍ ضد الوجود الأميركي في بواكير أيام الغزو. وبالإضافة إلى هذا الموقف، هناك موقف آخر، هو معاداته التدخل الإيراني. ومن الطبيعي أن تتجمهر خلف الصدر مجموعات عراقية شيعية، تصرخ بوجدانية "لتخرج إيران"، وهذا هو التيار الذي نال أكثر الأصوات عدداً في كل العراق. عداء لأميركا وعداء لإيران، ومواقف عدائية من الفساد ورموزه من الشخصيات الموجودة في قيادات اللوائح الانتخابية الأخرى، ومحاولة للفت الانتباه مرة جديدة إلى معاناة المواطن البسيط.
يلي تيار الصدر المسمى "سائرون" حزب آخر مكون من تحالف مليشيات عسكرية، أسستها بالأصل إيران، وتحصل على الدعم منها. ولدى قياداتها صلات قوية ومباشرة مع إيران، أكثر من صلتها مع القيادات العراقية. وقد تحالفت هذه المليشيات تحت عنوان "الفتح" أو "الحشد الشعبي" بقيادة هادي العامري. وعلى الرغم مما لهذا التيار من سمعة مذهبية سيئة، لكنه العمود الفقري للقوات التي تصدّت لسلطة الدولة الإسلامية، وأجبرتها على الخروج من المدن العراقية الرئيسية، وحبستها ضمن جيوبٍ صغيرةٍ متفرقة. بوجود هذا التيار تزداد صعوبة حملة ترامب، فهو بحاجة لحشدٍ عريض ضد مليشيا لديها وجود قوي في الشارع العراقي، وهو، وإن نجح في تجنب الصدام المباشر مع التيار الصدري، فمجموعة مليشيا الحشد الشعبي تشكل سداً منيعاً، وقد يلجأ ترامب إلى تكتيكاتٍ مختلفةٍ للتغلب عليها، منها تأجيل الخروج النهائي من العراق، وقد لا يكون مستغرباً أن تعيد الولايات المتحدة جدولة قواتها في العراق، بما يعني زيادتها، أو زيادة فعاليتها بطريقة ما.
ما يضفي صيغةً متعادلة لهذا التموضع الانتخابي في العراق وضعية تحالف "النصر" الذي حاز المرتبة الثالثة في عدد الأصوات، وهو تيار رئيس الحكومة الحالي، حيدر العبادي، ولديه أيضاً علاقات قوية مع إيران، وعلاقات بالقوة نفسها مع أميركا. بنظرةٍ دقيقةٍ على مشهد الانتخابات البرلمانية العراقية، نجد أن القوى المتقدمة موزعة بشكل منتظم، وربما معطِّل، ما قد ينتج حكومة غير منتجة وغير قادرة على اتخاذ قرارٍ بالوقوف مع أية جهة، وهو ما يدرج مهمةً جديدة لصقور البيت الأبيض، فعليهم إعداد خطة مواجهة، تضمن خرقاً كافياً للمشهد، بشكلٍ يجعل إيران تتراجع على الجبهة العراقية التي تشكل عمقاً قوياً لجبهتها في سورية، وقد تكون نتائج معركة أميركا مع إيران في العراق حاسمةً لمعركتها في سورية أيضاً.
الجبهة الأهم التي توجد فيها إيران بشكل فعال، وينافس الوجود الأميركي، هي الساحة العراقية الخارجة للتو من معركةٍ قاسيةٍ مع تنظيم الدولة الإسلامية. وكانت النزال الأخير في هذه الساحة الانتخابات البرلمانية التي شهدت تحالفاتٍ أفرزتها الحرب على الإرهاب، وعمليات التجاذب مع إيران وأميركا، والوضع الكردي في الشمال، وانعكس ذلك كله بجلاء على ورق الانتخابات.
حظي تحالفٌ مكونٌ من خليط غير متجانس، يقوده رجل دين مشاكس، هو مقتدى الصدر، بالمركز الأول، والصدر رمزٌ دينيٌ قد يبدو غير ملائم لمجاميع شيوعية وقومية وبعض العلمانيين الذين تحالفوا معه تحت شعار مكافحة الفساد، وهو شعار ذو طبيعة اقتصادية، قد تجذب سكان الضاحية الأكثر فقراً في العاصمة العراقية، أي مدينة الصدر التي تحتفظ بالعدد الأكبر من مناصري هذا التيار. المميز في هذا الرجل معاداته الوجود الأميركي في العراق، وكانت مليشياته قد نَفَذَت عملياتٍ ضد الوجود الأميركي في بواكير أيام الغزو. وبالإضافة إلى هذا الموقف، هناك موقف آخر، هو معاداته التدخل الإيراني. ومن الطبيعي أن تتجمهر خلف الصدر مجموعات عراقية شيعية، تصرخ بوجدانية "لتخرج إيران"، وهذا هو التيار الذي نال أكثر الأصوات عدداً في كل العراق. عداء لأميركا وعداء لإيران، ومواقف عدائية من الفساد ورموزه من الشخصيات الموجودة في قيادات اللوائح الانتخابية الأخرى، ومحاولة للفت الانتباه مرة جديدة إلى معاناة المواطن البسيط.
يلي تيار الصدر المسمى "سائرون" حزب آخر مكون من تحالف مليشيات عسكرية، أسستها بالأصل إيران، وتحصل على الدعم منها. ولدى قياداتها صلات قوية ومباشرة مع إيران، أكثر من صلتها مع القيادات العراقية. وقد تحالفت هذه المليشيات تحت عنوان "الفتح" أو "الحشد الشعبي" بقيادة هادي العامري. وعلى الرغم مما لهذا التيار من سمعة مذهبية سيئة، لكنه العمود الفقري للقوات التي تصدّت لسلطة الدولة الإسلامية، وأجبرتها على الخروج من المدن العراقية الرئيسية، وحبستها ضمن جيوبٍ صغيرةٍ متفرقة. بوجود هذا التيار تزداد صعوبة حملة ترامب، فهو بحاجة لحشدٍ عريض ضد مليشيا لديها وجود قوي في الشارع العراقي، وهو، وإن نجح في تجنب الصدام المباشر مع التيار الصدري، فمجموعة مليشيا الحشد الشعبي تشكل سداً منيعاً، وقد يلجأ ترامب إلى تكتيكاتٍ مختلفةٍ للتغلب عليها، منها تأجيل الخروج النهائي من العراق، وقد لا يكون مستغرباً أن تعيد الولايات المتحدة جدولة قواتها في العراق، بما يعني زيادتها، أو زيادة فعاليتها بطريقة ما.
ما يضفي صيغةً متعادلة لهذا التموضع الانتخابي في العراق وضعية تحالف "النصر" الذي حاز المرتبة الثالثة في عدد الأصوات، وهو تيار رئيس الحكومة الحالي، حيدر العبادي، ولديه أيضاً علاقات قوية مع إيران، وعلاقات بالقوة نفسها مع أميركا. بنظرةٍ دقيقةٍ على مشهد الانتخابات البرلمانية العراقية، نجد أن القوى المتقدمة موزعة بشكل منتظم، وربما معطِّل، ما قد ينتج حكومة غير منتجة وغير قادرة على اتخاذ قرارٍ بالوقوف مع أية جهة، وهو ما يدرج مهمةً جديدة لصقور البيت الأبيض، فعليهم إعداد خطة مواجهة، تضمن خرقاً كافياً للمشهد، بشكلٍ يجعل إيران تتراجع على الجبهة العراقية التي تشكل عمقاً قوياً لجبهتها في سورية، وقد تكون نتائج معركة أميركا مع إيران في العراق حاسمةً لمعركتها في سورية أيضاً.