09 نوفمبر 2024
روسيا وتحجيم إيران في سورية
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
كادت أن تندلع الحرب، السبت الماضي، على أرض سورية بين إسرائيل وإيران، ولكن جملة من العوامل حالت دون ذلك، أولها التدخل الروسي لدى الطرفين، من أجل ضبط النفس، واحترام قواعد الاشتباك التي وضعتها موسكو منذ تدخلها العسكري المباشر على الأراضي السورية في سبتمبر/ أيلول 2015.
هناك إجماع على أن الطرفين غير مستعدين لخوض الحرب الشاملة في هذا الظرف، لكنها كانت ربما ستقع من دون تخطيط مسبق، لو أن الحادث خرج عن مساره قليلاً، وأدى إلى خسائر أكبر في الجانب الإسرائيلي. ومع ذلك، لم يكن رد إسرائيل متناسباً مع "الاستفزاز" الإيراني بإرسال طائرة من دون طيار مسلحة بصاروخ، كي تحوم في أجواء فلسطين المحتلة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الإسرائيلي داخل الأراضي السورية هو الأكبر منذ عام 1982.
قامت إسرائيل بـ 12 غارة على أهداف عسكرية، منها أربعة أهداف إيرانية، والباقية تابعة لجيش النظام ضمن منظومة الدفاع الجوي التي تحركت بفعالية هذه المرة، وأطلقت 20 صاروخاً باتجاه الطائرات الحربية الإسرائيلية، وأصابت واحدةً منها، الأمر الذي يشكل مفاجأة في المقاييس كافة.
يجدر هنا التوقف أمام الموقفين الإيراني والروسي، كون طهران وموسكو تتحكمان بجزء كبير من سورية، وتتشاطران القرار الرسمي، ولا يمكن أن يحصل تطور من هذا المستوى من دون أن يعنيهما مباشرة.
صار واضحاً أن إيران أرادت توجيه عدة رسائل من إرسال الطائرة من دون طيار. والهدف الأول هو صرف الاهتمام الإسرائيلي عن التحضيرات الجارية منذ أسبوعين للتصعيد مع حزب الله في لبنان، وجرّها نحو الأراضي السورية. والهدف الثاني محاولة للرد على الغارة الأميركية التي استهدفت المليشيات التابعة لإيران وروسيا في منطقة شرق الفرات، وذهب ضحيتها أكثر من 100 قتيل من هذه المليشيات التي تحرّكت بقرار إيراني، من أجل السيطرة على حقول النفط والغاز في محيط دير الزور التي استولت عليها "قوات سورية الديموقراطية" الكردية. وقد سبق لواشنطن أن أكدت أن منطقة شرق الفرات ستكون خاضعة للسيطرة الكردية فقط.
أما الرسالة الإيرانية الثالثة فموجهة إلى موسكو التي تعمل، يوماً بعد آخر، على الاستحواذ على القسط الأكبر من القرار، فيما يخص الوضع في سورية. وتبين خلال الأشهر الأخيرة أن وتيرة العمل الإيراني الروسي المشترك قد خفّت، مع صدور عدة مواقف صريحة بأن روسيا سوف تتكفل بإخراج المليشيات الإيرانية من سورية، الأمر الذي تعتبره إيران من المحرّمات، في وقت بدأت بتكثيف عملية استقدام مليشيات عراقية إلى سورية، وتوجيه بعضها إلى منطقة الجولان.
لم تكن إيران لترسل طائرة من دون طيار نحو إسرائيل، أو أن ترد إسرائيل بغارات مكثفة على 12 هدفاً عسكرياً داخل سورية من دون علم موسكو، وكذلك التصدي للغارات باستخدام بطاريات صواريخ سوفييتية الصنع. ومن هنا، يطرح الموقف الروسي شبه المتفرج أسئلة كثيرة. هل أرادت موسكو ترك الطرفين يصلان إلى حافّة الحرب، ثم تدخلت لضبط الموقف؟
قد تكون الخطوة الإيرانية ذات أهداف تكتيكية، لكنها طرحت عدة حقائق. الأولى أن احتمال الحرب بين إسرائيل وإيران وارد جداً. الثانية، أن ساحة الحرب بين إيران وإسرائيل لن تكون في لبنان، وإنما في سورية، ولدى إسرائيل أهداف ثمينة. الثالثة، أن روسيا لن تمانع في توجيه إسرائيل ضربة كبيرة إلى إيران في سورية، تنهي وجودها العسكري ونفوذها السياسي كلياً. وهذا الأمر لاحظه خبراء روس تحدثوا عن إيران، أنها بدأت تثير متاعب لروسيا، بعدم احترام الخطوط الحمراء التي حددتها إسرائيل لها في سورية، بالاتفاق مع روسيا، وكلها تتعلق بنفوذ إيران وحضورها العسكري في سورية.
هناك إجماع على أن الطرفين غير مستعدين لخوض الحرب الشاملة في هذا الظرف، لكنها كانت ربما ستقع من دون تخطيط مسبق، لو أن الحادث خرج عن مساره قليلاً، وأدى إلى خسائر أكبر في الجانب الإسرائيلي. ومع ذلك، لم يكن رد إسرائيل متناسباً مع "الاستفزاز" الإيراني بإرسال طائرة من دون طيار مسلحة بصاروخ، كي تحوم في أجواء فلسطين المحتلة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الإسرائيلي داخل الأراضي السورية هو الأكبر منذ عام 1982.
قامت إسرائيل بـ 12 غارة على أهداف عسكرية، منها أربعة أهداف إيرانية، والباقية تابعة لجيش النظام ضمن منظومة الدفاع الجوي التي تحركت بفعالية هذه المرة، وأطلقت 20 صاروخاً باتجاه الطائرات الحربية الإسرائيلية، وأصابت واحدةً منها، الأمر الذي يشكل مفاجأة في المقاييس كافة.
يجدر هنا التوقف أمام الموقفين الإيراني والروسي، كون طهران وموسكو تتحكمان بجزء كبير من سورية، وتتشاطران القرار الرسمي، ولا يمكن أن يحصل تطور من هذا المستوى من دون أن يعنيهما مباشرة.
صار واضحاً أن إيران أرادت توجيه عدة رسائل من إرسال الطائرة من دون طيار. والهدف الأول هو صرف الاهتمام الإسرائيلي عن التحضيرات الجارية منذ أسبوعين للتصعيد مع حزب الله في لبنان، وجرّها نحو الأراضي السورية. والهدف الثاني محاولة للرد على الغارة الأميركية التي استهدفت المليشيات التابعة لإيران وروسيا في منطقة شرق الفرات، وذهب ضحيتها أكثر من 100 قتيل من هذه المليشيات التي تحرّكت بقرار إيراني، من أجل السيطرة على حقول النفط والغاز في محيط دير الزور التي استولت عليها "قوات سورية الديموقراطية" الكردية. وقد سبق لواشنطن أن أكدت أن منطقة شرق الفرات ستكون خاضعة للسيطرة الكردية فقط.
أما الرسالة الإيرانية الثالثة فموجهة إلى موسكو التي تعمل، يوماً بعد آخر، على الاستحواذ على القسط الأكبر من القرار، فيما يخص الوضع في سورية. وتبين خلال الأشهر الأخيرة أن وتيرة العمل الإيراني الروسي المشترك قد خفّت، مع صدور عدة مواقف صريحة بأن روسيا سوف تتكفل بإخراج المليشيات الإيرانية من سورية، الأمر الذي تعتبره إيران من المحرّمات، في وقت بدأت بتكثيف عملية استقدام مليشيات عراقية إلى سورية، وتوجيه بعضها إلى منطقة الجولان.
لم تكن إيران لترسل طائرة من دون طيار نحو إسرائيل، أو أن ترد إسرائيل بغارات مكثفة على 12 هدفاً عسكرياً داخل سورية من دون علم موسكو، وكذلك التصدي للغارات باستخدام بطاريات صواريخ سوفييتية الصنع. ومن هنا، يطرح الموقف الروسي شبه المتفرج أسئلة كثيرة. هل أرادت موسكو ترك الطرفين يصلان إلى حافّة الحرب، ثم تدخلت لضبط الموقف؟
قد تكون الخطوة الإيرانية ذات أهداف تكتيكية، لكنها طرحت عدة حقائق. الأولى أن احتمال الحرب بين إسرائيل وإيران وارد جداً. الثانية، أن ساحة الحرب بين إيران وإسرائيل لن تكون في لبنان، وإنما في سورية، ولدى إسرائيل أهداف ثمينة. الثالثة، أن روسيا لن تمانع في توجيه إسرائيل ضربة كبيرة إلى إيران في سورية، تنهي وجودها العسكري ونفوذها السياسي كلياً. وهذا الأمر لاحظه خبراء روس تحدثوا عن إيران، أنها بدأت تثير متاعب لروسيا، بعدم احترام الخطوط الحمراء التي حددتها إسرائيل لها في سورية، بالاتفاق مع روسيا، وكلها تتعلق بنفوذ إيران وحضورها العسكري في سورية.
دلالات
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
بشير البكر
مقالات أخرى
02 نوفمبر 2024
26 أكتوبر 2024
19 أكتوبر 2024