25 اغسطس 2024
محمد السلوم وديوك كفرنبل
في ساعات الفجر الأولى، تستغل ديوك كفرنبل غيابَ طيران ابن حافظ الأسد وفلاديمير بوتين، لترفع عقائرها بالصياح. يستيقظ صديقُنا الأديبُ محمد السلوم على صياح هذه الديوك التي تختلف عن ديوك سيد درويش التي تؤذّن في الفجرية، لكي تقوم "الحلوة دي" وتعجن. يعرك عينيه، يتناول الأجهزة الإلكترونية التي يغفو عليها ولداه، يغطي جسديهما النحيلين لئلا يؤذيهما البرد، يطفئ النور، ويذهب إلى الغرفة الأخرى، حيث اللابتوب الخاص به، يشغله، ويتصل بالإنترنت،... وبدلاً من أن يقول لنا، نحن -أصدقاءه- (صباح الخير)، يبدأ بالنكد، وتعكير المزاج، ساعياً إلى تخريب حكاياتنا، ودحض ثوابتنا القومية.
يرى هذا الـ محمدُ السلومُ إن الرواية التي نحفظها عن الخليفة المعتصم، القائلة إنه سمع امرأةً حرة تصيح مستجيرة "وامعتصماه"، فتنخى وقال لها لبيك يا أختاه، وهبّ لنجدتها، غير صحيحة على الإطلاق، فالمعتصم لا يجيد اللغة العربية! ولم يهبَّ لنجدتها، بدليل أنها ما زالت تُغْتَصَبُ في المعتقلات.
السلحفاة، برأيه، تعرف حجمَها، وإمكاناتها، وثقل قوقعتها، ومقدرةَ قوائمها على المشي، ومن ثم فهي لم تَخُضْ أيَّ سباقٍ مع أي أرنب قط، ولنفرض أنها سابقت أرنباً، فمن المستحيل أن تكون قد سبقته. لذا، يجدر بنا نحن -السوريين- أن نبقى أرانب، ونداوم على الاختباء في الأوكار، وأكل الجَزَر، ولا سيما في أوقات ظهور الطيران "الحربي".
الذئب لم يَمُت، يزعمُ محمد السلوم، وقد أكل الآنسة ليلى في البداية، ثم أكل جَدَّها، وجدتَها، وأباها، وهو ما يزال يسرح ويمرح في الغابة... والحقيقة أن المنايا تخطئ الذئاب، على الدوام. وبالتالي، هي مضطرة لأن (تُعَمَّر فتهرم) على حد تعبير شاعرنا زهير بن أبي سلمى.
وعلى سيرة الموت؛ يُقال إن الجندب لم يمت جوعاً، على الرغم من أنه أمضى الصيف في اللعب والغناء وكتابة التقارير الأمنية بزملائه الجنادب الشرفاء. وقد تمكّن، لذلك، من الاستيلاء على مدّخرات النملة، ووضعها في بيت المؤونة، وعاش في الشتاء أياماً جميلةً ودافئة، وفتح في وكره مضافةً للجندب اللي يسوى واللي ما يسواش. وحينما انتقدته زوجته الجندبة بسبب تصرفه الأرعن، ضحك حتى انقلب على قفاه، وقال لها بلهجة أهلنا المصريين: هو أنا يهمّني؟ بكرة لما يجي الصيف بيطلع النمل على الشغل، ولما يخلصوا شغل، باجي أنا بقى، وباخد لهم تحويشة العمر، وبقول يا ستار استر.
كيف قلتم لنا، أيها السادة الأفاضل، إن السيد "حمودة" باع بقرته ببضع حباتٍ من الفاصولياء، لكي يُطعم والدته المريضة المرعوبة من القصف الروسي، ونحن نعرف، ونشهد أنه باع بقرته بأربعة آلاف دولار، ودخل إلى تركيا تهريباً، وظل يتنقل من مدينةٍ إلى مدينة، حتى وصل إلى إزمير. ومن هناك، امتطى البلم إلى اليونان، واستطاع، بذكائه ورشاقته، أن يصل إلى ألمانيا من دون أن يبصم في دول أوروبا الشرقية، أما والدته فهي تعيش على أموال الزكاة والصدقات والجمعيات الإغاثية.
وزعم محمد السلوم، أيضاً، أن الأميرة لم تُقَبِّلْ الضفدع من شدقه، بل نادت على الحراس فداسوا عليه ومشوا، وأما حكاية الأصمعي مع أبي جعفر المنصور فهي أنه أراد أن يشرح له كيف يقترب الجرس الموسيقي للشعر من صوت البلبل، في قصيدته الشهيرة: العود دندن، دنا لي، والطبل طبطب طب لي، فجاءت الدورية، وشحطته إلى فرع فلسطين، بتهمة التهكم على الخليفة، والعمل على وهن روح الأمة.
زعلتُ أنا، وزعل معظم الأصدقاء من محمد السلوم، وهدّدناه بإلغاء الصداقة، إن هو استمر في تقديم هذه المسرودات الغريبة... والحقيقة أننا لو تركناه مسترسلاً، لقال لنا إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونظام ابن حافظ الأسد وزعيم حزب الله لا يعادون إسرائيل، وإنه لا يستغرب أن يكون بينهم وبينها اتصالات سرية، ومعاهدة دفاع مشترك.
أي نعم.
يرى هذا الـ محمدُ السلومُ إن الرواية التي نحفظها عن الخليفة المعتصم، القائلة إنه سمع امرأةً حرة تصيح مستجيرة "وامعتصماه"، فتنخى وقال لها لبيك يا أختاه، وهبّ لنجدتها، غير صحيحة على الإطلاق، فالمعتصم لا يجيد اللغة العربية! ولم يهبَّ لنجدتها، بدليل أنها ما زالت تُغْتَصَبُ في المعتقلات.
السلحفاة، برأيه، تعرف حجمَها، وإمكاناتها، وثقل قوقعتها، ومقدرةَ قوائمها على المشي، ومن ثم فهي لم تَخُضْ أيَّ سباقٍ مع أي أرنب قط، ولنفرض أنها سابقت أرنباً، فمن المستحيل أن تكون قد سبقته. لذا، يجدر بنا نحن -السوريين- أن نبقى أرانب، ونداوم على الاختباء في الأوكار، وأكل الجَزَر، ولا سيما في أوقات ظهور الطيران "الحربي".
الذئب لم يَمُت، يزعمُ محمد السلوم، وقد أكل الآنسة ليلى في البداية، ثم أكل جَدَّها، وجدتَها، وأباها، وهو ما يزال يسرح ويمرح في الغابة... والحقيقة أن المنايا تخطئ الذئاب، على الدوام. وبالتالي، هي مضطرة لأن (تُعَمَّر فتهرم) على حد تعبير شاعرنا زهير بن أبي سلمى.
وعلى سيرة الموت؛ يُقال إن الجندب لم يمت جوعاً، على الرغم من أنه أمضى الصيف في اللعب والغناء وكتابة التقارير الأمنية بزملائه الجنادب الشرفاء. وقد تمكّن، لذلك، من الاستيلاء على مدّخرات النملة، ووضعها في بيت المؤونة، وعاش في الشتاء أياماً جميلةً ودافئة، وفتح في وكره مضافةً للجندب اللي يسوى واللي ما يسواش. وحينما انتقدته زوجته الجندبة بسبب تصرفه الأرعن، ضحك حتى انقلب على قفاه، وقال لها بلهجة أهلنا المصريين: هو أنا يهمّني؟ بكرة لما يجي الصيف بيطلع النمل على الشغل، ولما يخلصوا شغل، باجي أنا بقى، وباخد لهم تحويشة العمر، وبقول يا ستار استر.
كيف قلتم لنا، أيها السادة الأفاضل، إن السيد "حمودة" باع بقرته ببضع حباتٍ من الفاصولياء، لكي يُطعم والدته المريضة المرعوبة من القصف الروسي، ونحن نعرف، ونشهد أنه باع بقرته بأربعة آلاف دولار، ودخل إلى تركيا تهريباً، وظل يتنقل من مدينةٍ إلى مدينة، حتى وصل إلى إزمير. ومن هناك، امتطى البلم إلى اليونان، واستطاع، بذكائه ورشاقته، أن يصل إلى ألمانيا من دون أن يبصم في دول أوروبا الشرقية، أما والدته فهي تعيش على أموال الزكاة والصدقات والجمعيات الإغاثية.
وزعم محمد السلوم، أيضاً، أن الأميرة لم تُقَبِّلْ الضفدع من شدقه، بل نادت على الحراس فداسوا عليه ومشوا، وأما حكاية الأصمعي مع أبي جعفر المنصور فهي أنه أراد أن يشرح له كيف يقترب الجرس الموسيقي للشعر من صوت البلبل، في قصيدته الشهيرة: العود دندن، دنا لي، والطبل طبطب طب لي، فجاءت الدورية، وشحطته إلى فرع فلسطين، بتهمة التهكم على الخليفة، والعمل على وهن روح الأمة.
زعلتُ أنا، وزعل معظم الأصدقاء من محمد السلوم، وهدّدناه بإلغاء الصداقة، إن هو استمر في تقديم هذه المسرودات الغريبة... والحقيقة أننا لو تركناه مسترسلاً، لقال لنا إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونظام ابن حافظ الأسد وزعيم حزب الله لا يعادون إسرائيل، وإنه لا يستغرب أن يكون بينهم وبينها اتصالات سرية، ومعاهدة دفاع مشترك.
أي نعم.