25 اغسطس 2024
مصارحات حول إقامة دولة إسلامية
أنا مسلم، لكنني ضد فكرة إقامة دولة إسلامية في سورية، للأسباب التالية:
أولاً، لا يوجد فَهْم واحد موحد للإسلام، قطعاً، وكل رجلين مسلمين إذا تناقشا في الدين سيختلفان على تفسير آية قرآنية أو حديث أو واقعة تاريخية.
ثانياً، أعطت تجارب تطبيق الإسلام، في سورية، خلال السنوات السابقة، نتائج كارثية. وارتكب الإسلاميون المسلحون جرائم قتل مروعة بحق المسلمين الذين ينتمون إلى الدين نفسه، والمذهب نفسه، والأمة نفسها.. وسأكتفي بتقديم مثالين من بين عشرات الأمثلة، أولهما أن اشتباكات "جيش الإسلام" مع "فيلق الرحمن" انتهت بمقتل 700 مسلم سني من الطرفين. وانتهى هجوم جبهة النصرة لاحتلال قرية حزانو الصغيرة التي لا تمتلك أية أهمية سياسية أو ديمغرافية أو جغرافية بمقتل خمسين مسلماً سنيّاً من الطرفين.
ثالثاً، مع أن الإسلام كان إسلاماً واحداً، بنبيّه وتعاليمه وصحابته وأمته، إلا أنه انقسم إلى مذاهب وشيع خلال الفترة القصيرة التي تلت وفاة النبي الكريم، لأسباب سياسية كانت تُغطّى بخلافات عقائدية، تتعلق بتفسير بعض أحكام الإسلام أو نصوصه.
رابعاً، الآن، بعد كل ما جرى في التاريخ من معارك ومذابح وقتل على الهوية بين مختلف الطوائف والمذاهب، هناك صراع فكري وأيديولوجي وعسكري بين طائفتين إسلاميتين كبيرتين، هما السنة والشيعة.. وللعلم، يقول إسلاميون كثيرون إن الشيعة ليسوا من الإسلام، والعكس يقال، لكنه غير صحيح على الإطلاق، فالمشترك بين المذهبين أكبر بكثير مما هو موضوع لخلاف.
خامساً، ليس هذا الانقسام السني الشيعي الشاقولي الحادّ ابن البارحة واليوم، بل يمتد إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وقد صرفت إيران مليارات مُمَلْيَرَة على فتح فضائيات، وإقامة مؤسسات، وشراء مشايخ، وافتتاح حسينيات، لمحاربة السنة، وصرفت السعودية وغيرها مليارات ممليرة، بالطريقة ذاتها، لمحاربة الشيعة. يُضَاف إلى هذا البند عنصرٌ آخر، أن المذهب الشيعي الذي يُرَادُ تصديرُه "فارسي"، والمنطقة المستوردة "عربية"، وبذلك أصبح الصراع أكثر تعقيداً وخطورة.
سادساً، من باب الاستطراد أقول: كان إعلان الخميني فكرة تصدير الثورة (الشيعية) إلى الجوار السبب الأساسي الذي قامت لأجله الحرب مع العراق، فصدام حسين السني كان يحكم العراق ذا الأكثرية الشيعية، بالحديد والنار، ما يعني أن العراق كانت فيه بيئة قابلة للترحيب باستيراد الثورة الخمينية، ودول الخليج (السّنية) دَعَمَتْ صدام في حربه مع إيران، لخوفها من فكرة التصدير الخمينية، الخطيرة قولاً وفعلاً، إليها، وما تزال المنطقة كلها تصرف المليارات، وتقدم ألوف الشهداء لمنع عملية التصدير التي تطورت إلى درجة قول مراقبين إن إيران، اليوم، تسيطر على ثلاث عواصم عربية إسلامية، بغداد ودمشق وصنعاء، ورابعة ليست إسلامية بالكامل (بيروت)..
سابعاً، لا تسمح الدول الغربية التي يسميها النظام السوري "الإمبريالية" بإقامة دولة إسلامية في هذه المنطقة، لأسبابٍ كثيرةٍ يغطونها بشماعة "الإرهاب". وإنه لحريٌّ بالذين ما زالوا يطالبون بإقامة دولة إسلامية أن ينتبهوا إلى أن التحالف الدولي الغربي الذي تشكل لمحاربة "داعش" قد مسح مدناً بأكملها عن وجه الأرض، لمنع إقامة مثل هذه الدولة، ومستعدٌّ أن يمسح مدناً أخرى للسبب نفسه.
ثامناً، يسارع مسلمون مدافعون عن فكرة الدولة الإسلامية، بعواطفهم البريئة والصادقة، لضرب مثال بحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يحكم تركيا منذ أوائل القرن الحالي. وهم لا يعرفون أن تركيا ليست دولة إسلامية، وإنما دولةٌ علمانيةٌ، يحكمها مسلمون يطبقون قوانينها العَلمانية بأريحية واجتهاد.
تاسعاً، أكثر من 90% من مفردات العصر الحديث العلمية والتقنية لم تكن موجودة في أيام النبي الكريم. وبالتالي، لا توجد أحكام دينية تعالجها، ولو أقيمت دولة إسلامية ستنشأ خلافاتٌ فقهيةٌ طويلةٌ عريضةٌ، حينما سيضطرون لتطبيقها، وهذا سيعيدنا إلى المربع الأول، مربع الاختلاف والاقتتال.
أولاً، لا يوجد فَهْم واحد موحد للإسلام، قطعاً، وكل رجلين مسلمين إذا تناقشا في الدين سيختلفان على تفسير آية قرآنية أو حديث أو واقعة تاريخية.
ثانياً، أعطت تجارب تطبيق الإسلام، في سورية، خلال السنوات السابقة، نتائج كارثية. وارتكب الإسلاميون المسلحون جرائم قتل مروعة بحق المسلمين الذين ينتمون إلى الدين نفسه، والمذهب نفسه، والأمة نفسها.. وسأكتفي بتقديم مثالين من بين عشرات الأمثلة، أولهما أن اشتباكات "جيش الإسلام" مع "فيلق الرحمن" انتهت بمقتل 700 مسلم سني من الطرفين. وانتهى هجوم جبهة النصرة لاحتلال قرية حزانو الصغيرة التي لا تمتلك أية أهمية سياسية أو ديمغرافية أو جغرافية بمقتل خمسين مسلماً سنيّاً من الطرفين.
ثالثاً، مع أن الإسلام كان إسلاماً واحداً، بنبيّه وتعاليمه وصحابته وأمته، إلا أنه انقسم إلى مذاهب وشيع خلال الفترة القصيرة التي تلت وفاة النبي الكريم، لأسباب سياسية كانت تُغطّى بخلافات عقائدية، تتعلق بتفسير بعض أحكام الإسلام أو نصوصه.
رابعاً، الآن، بعد كل ما جرى في التاريخ من معارك ومذابح وقتل على الهوية بين مختلف الطوائف والمذاهب، هناك صراع فكري وأيديولوجي وعسكري بين طائفتين إسلاميتين كبيرتين، هما السنة والشيعة.. وللعلم، يقول إسلاميون كثيرون إن الشيعة ليسوا من الإسلام، والعكس يقال، لكنه غير صحيح على الإطلاق، فالمشترك بين المذهبين أكبر بكثير مما هو موضوع لخلاف.
خامساً، ليس هذا الانقسام السني الشيعي الشاقولي الحادّ ابن البارحة واليوم، بل يمتد إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وقد صرفت إيران مليارات مُمَلْيَرَة على فتح فضائيات، وإقامة مؤسسات، وشراء مشايخ، وافتتاح حسينيات، لمحاربة السنة، وصرفت السعودية وغيرها مليارات ممليرة، بالطريقة ذاتها، لمحاربة الشيعة. يُضَاف إلى هذا البند عنصرٌ آخر، أن المذهب الشيعي الذي يُرَادُ تصديرُه "فارسي"، والمنطقة المستوردة "عربية"، وبذلك أصبح الصراع أكثر تعقيداً وخطورة.
سادساً، من باب الاستطراد أقول: كان إعلان الخميني فكرة تصدير الثورة (الشيعية) إلى الجوار السبب الأساسي الذي قامت لأجله الحرب مع العراق، فصدام حسين السني كان يحكم العراق ذا الأكثرية الشيعية، بالحديد والنار، ما يعني أن العراق كانت فيه بيئة قابلة للترحيب باستيراد الثورة الخمينية، ودول الخليج (السّنية) دَعَمَتْ صدام في حربه مع إيران، لخوفها من فكرة التصدير الخمينية، الخطيرة قولاً وفعلاً، إليها، وما تزال المنطقة كلها تصرف المليارات، وتقدم ألوف الشهداء لمنع عملية التصدير التي تطورت إلى درجة قول مراقبين إن إيران، اليوم، تسيطر على ثلاث عواصم عربية إسلامية، بغداد ودمشق وصنعاء، ورابعة ليست إسلامية بالكامل (بيروت)..
سابعاً، لا تسمح الدول الغربية التي يسميها النظام السوري "الإمبريالية" بإقامة دولة إسلامية في هذه المنطقة، لأسبابٍ كثيرةٍ يغطونها بشماعة "الإرهاب". وإنه لحريٌّ بالذين ما زالوا يطالبون بإقامة دولة إسلامية أن ينتبهوا إلى أن التحالف الدولي الغربي الذي تشكل لمحاربة "داعش" قد مسح مدناً بأكملها عن وجه الأرض، لمنع إقامة مثل هذه الدولة، ومستعدٌّ أن يمسح مدناً أخرى للسبب نفسه.
ثامناً، يسارع مسلمون مدافعون عن فكرة الدولة الإسلامية، بعواطفهم البريئة والصادقة، لضرب مثال بحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يحكم تركيا منذ أوائل القرن الحالي. وهم لا يعرفون أن تركيا ليست دولة إسلامية، وإنما دولةٌ علمانيةٌ، يحكمها مسلمون يطبقون قوانينها العَلمانية بأريحية واجتهاد.
تاسعاً، أكثر من 90% من مفردات العصر الحديث العلمية والتقنية لم تكن موجودة في أيام النبي الكريم. وبالتالي، لا توجد أحكام دينية تعالجها، ولو أقيمت دولة إسلامية ستنشأ خلافاتٌ فقهيةٌ طويلةٌ عريضةٌ، حينما سيضطرون لتطبيقها، وهذا سيعيدنا إلى المربع الأول، مربع الاختلاف والاقتتال.