10 أكتوبر 2024
وعندك دستور في الخمسينة وصلّحه
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
كما أنّ وحدة النقد هي الأرنب، ووحدة شدة الكهرباء هي الأمبير، ووحدة الاستقرار العربي هي الفرعون، ووحدة مقياس ازدهار الاقتصاد المصري هي الطن، يمكن أن نصف رئيس مصر بالرئيس الطنّان، لسببين سيردان في هذا المقال.
قبل أيام، كتبت أنّ للحيوان الأعجم مادة في الدستور الألماني تمنع عنه الأذى وتقاصص الجاني، فالدستور الألماني يعاقب بالغرامة والسجن، فلا إعدام، ولا اغتصاب للإناث والذكور، والدستور الذي تبيّن أنّه مكتوب بنياتٍ حسنة... وأقصى عقوبة هي خمس وعشرون سنة. قد يرتشي الشرطي الألماني، لكنه لا يستطيع أن يؤدي واجبه إلا بالزي الرسمي، ومن غير نظارة سوداء. ولا يشتم المتهم "الأعجم" قائلاً: ما اتخلقش اللي يعاقبني. وزير البيئة الألماني نال هدية بعد زيارة إيران المعروفة بإنتاج السجاد، دخل بسجادته ألمانيا من غير رسوم جمارك، فتسلطت عليه السلطة الرابعة، حتى أعاد الهدية إلى حيازة الدولة، ومزبلة التاريخ الألماني نظيفة، فالألمان يحرصون على تقسيم السلطات، وتقسيم الزبالة: الزجاج وحده، المعدن كذلك، البلاستيك، الساسة وحدهم. في ألمانيا، لا يجوز أن يقول الموظف: هذا لكم، وهذا أُهدي إليَّ.
لا يعرف أحد لمَ وصف السيسي الدستور الذي فصّله له على مقاس جزمته، بدستور النوايا الحسنة، واختار خمسين حَذّاءً لتفصيله بنفسه، ثم اكتشف أنّه ضيّق على قدميه بعد سنة من الحكم، علماً أنّه يطير أكثر مما يمشي، وعلماً أنّه يخرق الدستور، ويسنُّ القوانين، ويضرِّس الشعب بأنيابه، ويطأه بجزمته، من غير رقابة برلمانية، وعلماً أنّه خان القسم، وأجَّلَ خارطة الطريق. والنسيء زيادة في الكفر، وعلامة المنافق ثلاث، أحدها "إذا اؤتمن خان"، وعلماً أنّه فتح قناة سويس جديدة في الدستور، تعبر فيها القوانين والسفن، وهي تحمل مئات الأطنان من الدماء والأموال. وقد ذكر الرئيس الطنّان سفينة تحمل مئات الأطنان في خطابه الأخير، فالإعلام المصري "يطنطن" هذه الأيام بالأطنان. الدستور ضاع وجبةً للحمار في مسرحية ضيعة تشرين، وضاعت تشرين أيضاً وجبة للدب الروسي. فالحمير المحرمة فقهياً على الفم الإسلامي باتت وجبة يخرج لها فقهاء السلطان ويحللونها، فالأصل في الأشياء.. "الاستباحة".
المعلوم أنّ الإنسان طمّاع، ولا يملأ عينيه سوى التراب، وأنّ الاستبداد شرهٌ، وهو مثل النار كلما ألقمته زاد سعيراً. سرَّبت لنا وسائل الإعلام أنّ رئيس المخابرات السورية، علي مملوك، زار السعودية، وزار مصر أيضاً، وهذا يدلُّ على أنَّ المعلم هو الوجه الحسن، ومملوك هو العضلات. وعلمنا أن آية الله سيسي أبلغه رسالة سلام "للعالم أجمع"، تقول: اطمئن، الأسد لن يسقط، وسيبقى معلقاً في علّاقة مفاتيح طهران.
الرئيس الطنان العائش في طائرة، يحبُّ أن ينزل من صهوة الخطاب للارتجال بين الفرسخ والآخر، حتى يُري شعبه فروسيته في بلاغة العزف على الكلمات، من غير صحف، أو خريطة كلمات، فهو يسوق أغنام الكلمات، وهو سايب يديه. صاحب البلاغة العربية الشديدة في الإيجاز الذي يسمى ببلاغة الفلاتر الثلاثة: خلّوا بالكو، وأقسم بالله تاني.. أقسم أنّه لن يهدر جنيه ورق في الفساد. ولا أعلم لمَ أضاف الورق صفةً للجنيه، فمنتهى علمي أنّه ليس هناك جنيه من.. الغاز.
وكانت الكاميرا التي تبلى بالعمى، تبحث عن وجوه علميةٍ بين أساتذة الجامعات وطلابها مسحورةً بسحر الخطاب، فرأينا أفواهاً مفتوحةً، وأرانب جاهزةً لملوخية السيسي، ولعلَّ البودي غارد الضخم "المنكعين"، وراء السيسي كان متأهباً ويده على الرشاش ذي القرنين، على الخصر جاهزاً لإطلاق النار والضرب بالمليان، حمايةً للرئيس الطنّان، صاحب دولة أطنان الترامادول وقوانين السكسونيا.
يجمع الطائر الطنّان بين صفتي الطير والحشرة، والطائر الطنّان ينتقل من زهرةٍ إلى زهرةٍ ودولةٍ إلى دولةٍ، حتى تمتص هي رحيق مصر وشعبها من منقاره الحلو!
وعندك دستور نوايا حسنة في الخمسينة وصلّحه.
قبل أيام، كتبت أنّ للحيوان الأعجم مادة في الدستور الألماني تمنع عنه الأذى وتقاصص الجاني، فالدستور الألماني يعاقب بالغرامة والسجن، فلا إعدام، ولا اغتصاب للإناث والذكور، والدستور الذي تبيّن أنّه مكتوب بنياتٍ حسنة... وأقصى عقوبة هي خمس وعشرون سنة. قد يرتشي الشرطي الألماني، لكنه لا يستطيع أن يؤدي واجبه إلا بالزي الرسمي، ومن غير نظارة سوداء. ولا يشتم المتهم "الأعجم" قائلاً: ما اتخلقش اللي يعاقبني. وزير البيئة الألماني نال هدية بعد زيارة إيران المعروفة بإنتاج السجاد، دخل بسجادته ألمانيا من غير رسوم جمارك، فتسلطت عليه السلطة الرابعة، حتى أعاد الهدية إلى حيازة الدولة، ومزبلة التاريخ الألماني نظيفة، فالألمان يحرصون على تقسيم السلطات، وتقسيم الزبالة: الزجاج وحده، المعدن كذلك، البلاستيك، الساسة وحدهم. في ألمانيا، لا يجوز أن يقول الموظف: هذا لكم، وهذا أُهدي إليَّ.
لا يعرف أحد لمَ وصف السيسي الدستور الذي فصّله له على مقاس جزمته، بدستور النوايا الحسنة، واختار خمسين حَذّاءً لتفصيله بنفسه، ثم اكتشف أنّه ضيّق على قدميه بعد سنة من الحكم، علماً أنّه يطير أكثر مما يمشي، وعلماً أنّه يخرق الدستور، ويسنُّ القوانين، ويضرِّس الشعب بأنيابه، ويطأه بجزمته، من غير رقابة برلمانية، وعلماً أنّه خان القسم، وأجَّلَ خارطة الطريق. والنسيء زيادة في الكفر، وعلامة المنافق ثلاث، أحدها "إذا اؤتمن خان"، وعلماً أنّه فتح قناة سويس جديدة في الدستور، تعبر فيها القوانين والسفن، وهي تحمل مئات الأطنان من الدماء والأموال. وقد ذكر الرئيس الطنّان سفينة تحمل مئات الأطنان في خطابه الأخير، فالإعلام المصري "يطنطن" هذه الأيام بالأطنان. الدستور ضاع وجبةً للحمار في مسرحية ضيعة تشرين، وضاعت تشرين أيضاً وجبة للدب الروسي. فالحمير المحرمة فقهياً على الفم الإسلامي باتت وجبة يخرج لها فقهاء السلطان ويحللونها، فالأصل في الأشياء.. "الاستباحة".
المعلوم أنّ الإنسان طمّاع، ولا يملأ عينيه سوى التراب، وأنّ الاستبداد شرهٌ، وهو مثل النار كلما ألقمته زاد سعيراً. سرَّبت لنا وسائل الإعلام أنّ رئيس المخابرات السورية، علي مملوك، زار السعودية، وزار مصر أيضاً، وهذا يدلُّ على أنَّ المعلم هو الوجه الحسن، ومملوك هو العضلات. وعلمنا أن آية الله سيسي أبلغه رسالة سلام "للعالم أجمع"، تقول: اطمئن، الأسد لن يسقط، وسيبقى معلقاً في علّاقة مفاتيح طهران.
الرئيس الطنان العائش في طائرة، يحبُّ أن ينزل من صهوة الخطاب للارتجال بين الفرسخ والآخر، حتى يُري شعبه فروسيته في بلاغة العزف على الكلمات، من غير صحف، أو خريطة كلمات، فهو يسوق أغنام الكلمات، وهو سايب يديه. صاحب البلاغة العربية الشديدة في الإيجاز الذي يسمى ببلاغة الفلاتر الثلاثة: خلّوا بالكو، وأقسم بالله تاني.. أقسم أنّه لن يهدر جنيه ورق في الفساد. ولا أعلم لمَ أضاف الورق صفةً للجنيه، فمنتهى علمي أنّه ليس هناك جنيه من.. الغاز.
وكانت الكاميرا التي تبلى بالعمى، تبحث عن وجوه علميةٍ بين أساتذة الجامعات وطلابها مسحورةً بسحر الخطاب، فرأينا أفواهاً مفتوحةً، وأرانب جاهزةً لملوخية السيسي، ولعلَّ البودي غارد الضخم "المنكعين"، وراء السيسي كان متأهباً ويده على الرشاش ذي القرنين، على الخصر جاهزاً لإطلاق النار والضرب بالمليان، حمايةً للرئيس الطنّان، صاحب دولة أطنان الترامادول وقوانين السكسونيا.
يجمع الطائر الطنّان بين صفتي الطير والحشرة، والطائر الطنّان ينتقل من زهرةٍ إلى زهرةٍ ودولةٍ إلى دولةٍ، حتى تمتص هي رحيق مصر وشعبها من منقاره الحلو!
وعندك دستور نوايا حسنة في الخمسينة وصلّحه.
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر
مقالات أخرى
26 سبتمبر 2024
12 سبتمبر 2024
29 اغسطس 2024