13 فبراير 2022
أوباما و"الإسلام الراديكالي"
تحوّل الإسلام والمسلمون مادةً ساخنة في الجدل السياسي داخل الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل حالة الاستقطاب بين الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، في موسم الرئاسة الأميركية. وباتت المزايدة على مواقف الحزبين من كيفية التعاطي مع أحداث العنف التي يتورط فيها شباب أميركي مسلم أحد ملامح الحرب الباردة بينهما، حتى وإن كانت دوافع هذه الأحداث ليس لها علاقة بالإسلام من قريب أو بعيد. وذلك مثلما حدث، أخيراً، في مذبحة أورلاندو التي راح ضحيتها ما يقرب من 50 شخصاً، حين فتح شاب غير متزن نفسياً وسلوكياً النار على مجموعة من الشباب داخل كازينو يرتاده مثليو الجنسية. الشاب هو عمر متين، وهو أميركي من أصول أفغانية، تربى وعاش في الولايات المتحدة، ويمتلك والده محطة تلفزيونية خاصة موجهة لأفغانستان.
حاول المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، استغلال حادثة أورلاندو سياسياً، من أجل تحقيق نقاط سياسية في صراعه الضاري مع الحزب الديمقراطي، وخصوصاً الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد تهكم ترامب على أوباما، واتهمه بشكل غير مباشر بـ"أنه متعاطف مع داعش". الانتقاد الرئيسي الذي يوجهه الجمهوريون لأوباما هو عدم استخدامه مصطلح "الإسلام الراديكالي" في وصف ما يقع من أحداث عنف داميةٍ، يتورط فيها شبان مسلمون. وهو ما حدا بأوباما للرد على هذا الاتهام بالقول إن استخدام هذا المصطلح لن يغيّر الواقع، ولن يساهم في حل المشكلة، بل على العكس، من شأنه أن يزيد من الفجوة بين الولايات المتحدة والمسلمين، ليس فقط في أميركا، وإنما خارجها أيضاً.
يتبنى أوباما، على عكس جمهوريين كثيرين، نظرة واقعية لمسألة العنف التي يتورّط فيها مسلمون، وهو يخشى من أن يقع في مصيدة التعميم التي يقع فيها ساسة كثيرون وصناع الرأي الأميركيون، حين يهاجمون الإسلام والمسلمين، بسبب أفعال ثلة أفراد. لذا، هو يبدو حريصاً في استخدام كلماته ومصطلحاته، خصوصاً وأنه عندما جاء إلى السلطة، قبل سبعة أعوام ونصف، اتخذ مبادرة جريئة بإلقائه خطاباً مهماً في جامعة القاهرة، عام 2009، حاول فيه نزع فتيل التوتر بين أميركا والعالم الإسلامي الذي أشعلته إدارة سلفه جورج دبليو بوش، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001. كما أنه يدرك جيداً أن استمرار التعميم وشيطنة المسلمين سوف تكون له آثار سلبية، ليس فقط على العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وإنما أيضاً على مصالح الولايات المتحدة، وسوف يستغله المتشدّدون من أجل تجنيد مزيد من الشباب المسلم، خصوصاً داخل الولايات المتحدة. كذلك قد يؤدي إلى توتر العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة من العرب والمسلمين.
بكلماتٍ أخرى، لا يريد أوباما الوقوع في فخ الابتزاز الجمهوري، خصوصاً من دونالد ترامب، ويهاجم الإسلام والمسلمين كما يفعل ترامب، وإلا فإنه سوف يعطي قبلة الحياة للجمهوريين، ويدفعهم نحو البيت الأبيض. ذلك أن ثمة استثماراً جمهورياً واضحاً في مسألة "داعش"، وما تمثله من خطر على الولايات المتحدة بشكل مبالغ فيه، من أجل كسب أصوات اليمين الأميركي في معركة الرئاسة المشتعلة حالياً. وقد وقعت المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، في فخ الابتزاز الذي نصبه لها ترامب، حين استخدمت مصطلح "الإسلام الراديكالي" في وصف ما حدث في أورلاندو، وهو ما قد يؤثر على حجم التأييد لها داخل أوساط المسلمين الأميركيين.
وبوجه عام، سوف تشكل مسألة العلاقة مع الإسلام والمسلمين إحدى القضايا المهمة في تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقرر إجراؤها أواخر هذا العام، وهو ما قد لا ينذر بخير في ظل حالة الاستقطاب الراهنة.
حاول المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، استغلال حادثة أورلاندو سياسياً، من أجل تحقيق نقاط سياسية في صراعه الضاري مع الحزب الديمقراطي، وخصوصاً الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد تهكم ترامب على أوباما، واتهمه بشكل غير مباشر بـ"أنه متعاطف مع داعش". الانتقاد الرئيسي الذي يوجهه الجمهوريون لأوباما هو عدم استخدامه مصطلح "الإسلام الراديكالي" في وصف ما يقع من أحداث عنف داميةٍ، يتورط فيها شبان مسلمون. وهو ما حدا بأوباما للرد على هذا الاتهام بالقول إن استخدام هذا المصطلح لن يغيّر الواقع، ولن يساهم في حل المشكلة، بل على العكس، من شأنه أن يزيد من الفجوة بين الولايات المتحدة والمسلمين، ليس فقط في أميركا، وإنما خارجها أيضاً.
يتبنى أوباما، على عكس جمهوريين كثيرين، نظرة واقعية لمسألة العنف التي يتورّط فيها مسلمون، وهو يخشى من أن يقع في مصيدة التعميم التي يقع فيها ساسة كثيرون وصناع الرأي الأميركيون، حين يهاجمون الإسلام والمسلمين، بسبب أفعال ثلة أفراد. لذا، هو يبدو حريصاً في استخدام كلماته ومصطلحاته، خصوصاً وأنه عندما جاء إلى السلطة، قبل سبعة أعوام ونصف، اتخذ مبادرة جريئة بإلقائه خطاباً مهماً في جامعة القاهرة، عام 2009، حاول فيه نزع فتيل التوتر بين أميركا والعالم الإسلامي الذي أشعلته إدارة سلفه جورج دبليو بوش، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001. كما أنه يدرك جيداً أن استمرار التعميم وشيطنة المسلمين سوف تكون له آثار سلبية، ليس فقط على العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وإنما أيضاً على مصالح الولايات المتحدة، وسوف يستغله المتشدّدون من أجل تجنيد مزيد من الشباب المسلم، خصوصاً داخل الولايات المتحدة. كذلك قد يؤدي إلى توتر العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة من العرب والمسلمين.
بكلماتٍ أخرى، لا يريد أوباما الوقوع في فخ الابتزاز الجمهوري، خصوصاً من دونالد ترامب، ويهاجم الإسلام والمسلمين كما يفعل ترامب، وإلا فإنه سوف يعطي قبلة الحياة للجمهوريين، ويدفعهم نحو البيت الأبيض. ذلك أن ثمة استثماراً جمهورياً واضحاً في مسألة "داعش"، وما تمثله من خطر على الولايات المتحدة بشكل مبالغ فيه، من أجل كسب أصوات اليمين الأميركي في معركة الرئاسة المشتعلة حالياً. وقد وقعت المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، في فخ الابتزاز الذي نصبه لها ترامب، حين استخدمت مصطلح "الإسلام الراديكالي" في وصف ما حدث في أورلاندو، وهو ما قد يؤثر على حجم التأييد لها داخل أوساط المسلمين الأميركيين.
وبوجه عام، سوف تشكل مسألة العلاقة مع الإسلام والمسلمين إحدى القضايا المهمة في تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقرر إجراؤها أواخر هذا العام، وهو ما قد لا ينذر بخير في ظل حالة الاستقطاب الراهنة.