06 فبراير 2018
معركة جرابلس والمنطقة الآمنة
يمان دابقي (سورية)
ما إن انتهت زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان إلى روسيا حتى بدأت تُترجم نتائج الاتفاقيات على الأرض، خصوصاً في الملف السوري، ولعل أبرز ما تمّ الاتفاق عليه هو التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب، ودرء الخطر الكردي عن تركيا في المناطق الواقعة على الشريط الحدودي مع سورية، والعزم على تطهير المنطقة كلياً لتتحقّق، أخيراً، رغبة الرئيس التركي بعد كسر اللاءات الأميركية، وتغيّر في سياسة الأحلاف في المنطقة ككل، وليس غريباً، بحسب المعطيات الأخيرة، أن تكون معركة جرابلس بدايةً لرسم المنطقة الآمنة.
أهمية المعركة في أنها من الخطوط الحمر التركية التي تجاوزتها وحدات حماية الشعب الكردية، عندما عبرت إلى غرب الفرات، وسيطرت على منبج، بحجة محاربة الإرهاب، تمهيداً لإعلان دولة كردستان سورية، على غرار كردستان العراق .
جملة التفاهمات التركية الروسية باتت اليوم أكثر وضوحاً بعد إدراكهم أنّ استمرار الحرب في سورية يعني مزيداً من الاستنزاف لهم، إرضاءً للرغبة الأميركية، فكان لا بد من التقاء المصالح، وغض النظر قليلاً عن نقاط الخلاف، لضمان مصالحهم في سورية، والتي تتضمن المحافظة على وحدة سورية، ومنع تقسيمها على أساس طائفي أو إثني، وإيجاد تسوية سياسية تقلّل من خسائر تلك الدول التي استحكمت حلقاتها في سورية خمس سنوات.
وبعد التنبؤ عن خطر وحدات حماية الشعب، أعلنت تركيا عن بدء معركة جرابلس، والتي تهدف، بالدرجة الأولى، إلى قطع الطريق عن قوات "قسد" بالذريعة نفسها، وهي إخراج داعش من جرابلس، واللافت أنّ هذه المعركة لاقت شرعية، أولها من تركيا نفسها، فلم تفعل كما فعلت في معركة حلب، أي القيادة من الخلف بل تبنت المعركة بشكل مباشر، بقيادة رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي آكار، ودخول قوات تركية خاصة إلى الشمال السوري، والمدفعية التركية والسلاح الجوي التركي لتساند الفصائل المشاركة التابعة للجيش الحر، كفصائل الجبهة الشامة ولواء السلطان مراد وكتائب نور الدين الزنكي، والتي تُوكل لها مهمة دخول المدينة، بعد المساندة الجوية والتمهيد المدفعي، انطلاقاً من قرية قرقميش الحدودية.
على الطرف المقابل، لم تأخذ وحدات الحماية الكردية موقف المتفرج، وإنما زادت من تصعيدها وتجهيزها المواجهة، استناداً إلى دعم التحالف لها، فهي أكدت، في بيان رسمي لها، مواجهة الجيش التركي، واتهمت فصائل الجيش الحر بأنّهم لا يختلفون عن قوات داعش، داعيةً التحالف الدولي إلى المساندة الجوية والالتزام بتعهداته لحمايتهم، وهنا يكمن بيت القصيد، فمن المؤكد أنّ ما يجعل قوات سورية الديمقراطية تعلي من سقف طموحها هوالدعم الذي تناله من واشنطن، والتي لطالما أغرتها بوعود سابقة عن تثبيت أركان الدولة الكردية، إلا أنّ المفارقة اليوم هي استمرار تعلّق تلك القوات بتلك الآمال الأميركية، الواضح أنها ستذهب في أدراج الرياح، وهذا ما يتضح من معركة جرابلس التي تأخذ طابعاً شرعياً داخلياً ودولياً.
تعتبر مدينة جرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات من أهم معاقل تنظيم داعش على حدود سورية مع تركيا، وتبعد 54 كيلومتراً إلى الشرق من بلدة الراعي الحدودية التي حرّرها الثوار، اخيراً، من قبضة التنظيم، فإذا ما تم تطهيرها كلياً، وأصبحت بيد فصائل المعارضة، من المرجح أن تكون المنطقة الآمنة قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، بفرض حظر طيران جوي، ليتنفس بعدها الشعب السوري، والذي لطالما حلم بالمنطقة الآمنة والأمان الذي فقده ست سنوات.
أهمية المعركة في أنها من الخطوط الحمر التركية التي تجاوزتها وحدات حماية الشعب الكردية، عندما عبرت إلى غرب الفرات، وسيطرت على منبج، بحجة محاربة الإرهاب، تمهيداً لإعلان دولة كردستان سورية، على غرار كردستان العراق .
جملة التفاهمات التركية الروسية باتت اليوم أكثر وضوحاً بعد إدراكهم أنّ استمرار الحرب في سورية يعني مزيداً من الاستنزاف لهم، إرضاءً للرغبة الأميركية، فكان لا بد من التقاء المصالح، وغض النظر قليلاً عن نقاط الخلاف، لضمان مصالحهم في سورية، والتي تتضمن المحافظة على وحدة سورية، ومنع تقسيمها على أساس طائفي أو إثني، وإيجاد تسوية سياسية تقلّل من خسائر تلك الدول التي استحكمت حلقاتها في سورية خمس سنوات.
وبعد التنبؤ عن خطر وحدات حماية الشعب، أعلنت تركيا عن بدء معركة جرابلس، والتي تهدف، بالدرجة الأولى، إلى قطع الطريق عن قوات "قسد" بالذريعة نفسها، وهي إخراج داعش من جرابلس، واللافت أنّ هذه المعركة لاقت شرعية، أولها من تركيا نفسها، فلم تفعل كما فعلت في معركة حلب، أي القيادة من الخلف بل تبنت المعركة بشكل مباشر، بقيادة رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي آكار، ودخول قوات تركية خاصة إلى الشمال السوري، والمدفعية التركية والسلاح الجوي التركي لتساند الفصائل المشاركة التابعة للجيش الحر، كفصائل الجبهة الشامة ولواء السلطان مراد وكتائب نور الدين الزنكي، والتي تُوكل لها مهمة دخول المدينة، بعد المساندة الجوية والتمهيد المدفعي، انطلاقاً من قرية قرقميش الحدودية.
على الطرف المقابل، لم تأخذ وحدات الحماية الكردية موقف المتفرج، وإنما زادت من تصعيدها وتجهيزها المواجهة، استناداً إلى دعم التحالف لها، فهي أكدت، في بيان رسمي لها، مواجهة الجيش التركي، واتهمت فصائل الجيش الحر بأنّهم لا يختلفون عن قوات داعش، داعيةً التحالف الدولي إلى المساندة الجوية والالتزام بتعهداته لحمايتهم، وهنا يكمن بيت القصيد، فمن المؤكد أنّ ما يجعل قوات سورية الديمقراطية تعلي من سقف طموحها هوالدعم الذي تناله من واشنطن، والتي لطالما أغرتها بوعود سابقة عن تثبيت أركان الدولة الكردية، إلا أنّ المفارقة اليوم هي استمرار تعلّق تلك القوات بتلك الآمال الأميركية، الواضح أنها ستذهب في أدراج الرياح، وهذا ما يتضح من معركة جرابلس التي تأخذ طابعاً شرعياً داخلياً ودولياً.
تعتبر مدينة جرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات من أهم معاقل تنظيم داعش على حدود سورية مع تركيا، وتبعد 54 كيلومتراً إلى الشرق من بلدة الراعي الحدودية التي حرّرها الثوار، اخيراً، من قبضة التنظيم، فإذا ما تم تطهيرها كلياً، وأصبحت بيد فصائل المعارضة، من المرجح أن تكون المنطقة الآمنة قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، بفرض حظر طيران جوي، ليتنفس بعدها الشعب السوري، والذي لطالما حلم بالمنطقة الآمنة والأمان الذي فقده ست سنوات.