29 أكتوبر 2016
من تحدّي الحصار إلى الأمل
وضحى العثمان (سورية)
منذ بدأ الصراع في سورية، عاشت مدينة حلب مثل كل المدن السورية تحت وطأة القصف واستمرار المعارك، فتحولت حياة سكان المدينة بين مرارة النزوح وشبح الموت الذي يطارد من قرّر البقاء في تلك المناطق.
الحملة الشرسة التي قام بها النظام السوري، أخيراً، بالتعاون مع روسيا وإيران، أدت إلى دمار المشافي والمراكز الطبية والمساجد والأسواق الشعبية ومحطات المياه والكهرباء، وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى، وأصبح قسم كبير يعيش في الأقبية. على الرغم من ذلك، كان الناس يصرّون على البقاء، مع أنهم لا يملكون قوت يومهم، بسبب إدراكهم أنّ الهدف من هذه الحملة الشرسة هو تهجيرهم من مدينتهم.
"أم عادل، سيدة قرّرت أن تخوض معركة الحرية منذ بداية الثورة السورية، فكانت أختا وأما للشباب الثائرين في مدينة حلب، وجهت كلّ جهدها وما تستطيع لمساعدة المصابين من خلال خبرتها في التمريض حيث كانت تعمل ممرضة في أحد المشافي، ففي الفترة الأولى نقلت الأدوية والمواد الطبية سرّاً للشباب الثائرين.
فقدت زوجها وولدها عادل وابنتها الوحيدة في القصف على أحياء حلب الشرقية، لم يكسرها ما حدث، بل زاد إصرارها على متابعة مسيرة الكفاح والثورة ضد الظلم. لم يبق لها من أولادها سوى علاء، وعلى الرغم من صغر سنه، قرّرت تزويجه خوفاً من أن يستشهد، ولا يبقى أحد من عائلتها. لاحقاً انضم علاء إلى المجاهدين، ولم تستطع أم عادل أن تمنعه، لأنها كانت تؤمن بأنّ معركة الوطن تحتاج للجميع.
فقدت منزلها في فترة الحصار الأخيرة، واضطرت للتنقل مع زوجة علاء ومجموعة من أهل الحي إلى أحد الأقبية، بسبب القصف المتكرر، وكانت زوجة علاء حامل في شهرها التاسع.
بعد ساعات قليلة من وجودهم في ذلك القبو الذي تفوح منه رائحة العفونة والموت، بدأت أعراض المخاض على زوجة الابن، حاولت الأم مساعدتها، لكي تلد مولودها بشكل طبيعي، لكن الوضع كان مستحيلاً، فوضعت أمام خيارين: إما تركها تصارع الموت وفقدان الحفيد الذي تنتظر قدومه للعالم بفارغ الصبر، أو إجراء عملية قيصرية غير مضمونة النتائج، مع عدم إمكانية نقلها إلى أي مشفى أو مركز طبي بسبب تدميرها.
كان هناك أحد الشباب الذي يملك خبرة في التمريض، استخدم التخدير الموضعي، حيث كانت لدى أم عادل خبرة لا بأس بها في هذا المجال، إذ تقول: "كنت أقوم بإجراء العملية، وأنا أشعر بأنّ الملائكة تشاركني عملي. فقدت زوجة علاء وعيها واستطعنا إخراج الجنين". وبعدها بدأت عملية البحث عن سيارة إسعاف، لأخذها إلى المركز الطبي في إدلب، وهناك التقوا بعلاء ومن ثم دخلوا إلى تركيا.
"مهما كان الموت قوياً فالحياة أقوى، ومهما كانت الظروف قاسية، فهناك خيارات يمكن أن نتخذها ونواجه الظروف، ففي عيون عادل الصغير أرى حلب الآمنة وأبنيتها التي أعيد بناؤها، وأرى عادل يمشي في شوارعها شاباً. سوف نعود إلى بلادنا فثورتنا ثورة حق والحق سينتصر".
هذا ما تقوله أم عادل لكل من يلتقيها.
الحملة الشرسة التي قام بها النظام السوري، أخيراً، بالتعاون مع روسيا وإيران، أدت إلى دمار المشافي والمراكز الطبية والمساجد والأسواق الشعبية ومحطات المياه والكهرباء، وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى، وأصبح قسم كبير يعيش في الأقبية. على الرغم من ذلك، كان الناس يصرّون على البقاء، مع أنهم لا يملكون قوت يومهم، بسبب إدراكهم أنّ الهدف من هذه الحملة الشرسة هو تهجيرهم من مدينتهم.
"أم عادل، سيدة قرّرت أن تخوض معركة الحرية منذ بداية الثورة السورية، فكانت أختا وأما للشباب الثائرين في مدينة حلب، وجهت كلّ جهدها وما تستطيع لمساعدة المصابين من خلال خبرتها في التمريض حيث كانت تعمل ممرضة في أحد المشافي، ففي الفترة الأولى نقلت الأدوية والمواد الطبية سرّاً للشباب الثائرين.
فقدت زوجها وولدها عادل وابنتها الوحيدة في القصف على أحياء حلب الشرقية، لم يكسرها ما حدث، بل زاد إصرارها على متابعة مسيرة الكفاح والثورة ضد الظلم. لم يبق لها من أولادها سوى علاء، وعلى الرغم من صغر سنه، قرّرت تزويجه خوفاً من أن يستشهد، ولا يبقى أحد من عائلتها. لاحقاً انضم علاء إلى المجاهدين، ولم تستطع أم عادل أن تمنعه، لأنها كانت تؤمن بأنّ معركة الوطن تحتاج للجميع.
فقدت منزلها في فترة الحصار الأخيرة، واضطرت للتنقل مع زوجة علاء ومجموعة من أهل الحي إلى أحد الأقبية، بسبب القصف المتكرر، وكانت زوجة علاء حامل في شهرها التاسع.
بعد ساعات قليلة من وجودهم في ذلك القبو الذي تفوح منه رائحة العفونة والموت، بدأت أعراض المخاض على زوجة الابن، حاولت الأم مساعدتها، لكي تلد مولودها بشكل طبيعي، لكن الوضع كان مستحيلاً، فوضعت أمام خيارين: إما تركها تصارع الموت وفقدان الحفيد الذي تنتظر قدومه للعالم بفارغ الصبر، أو إجراء عملية قيصرية غير مضمونة النتائج، مع عدم إمكانية نقلها إلى أي مشفى أو مركز طبي بسبب تدميرها.
كان هناك أحد الشباب الذي يملك خبرة في التمريض، استخدم التخدير الموضعي، حيث كانت لدى أم عادل خبرة لا بأس بها في هذا المجال، إذ تقول: "كنت أقوم بإجراء العملية، وأنا أشعر بأنّ الملائكة تشاركني عملي. فقدت زوجة علاء وعيها واستطعنا إخراج الجنين". وبعدها بدأت عملية البحث عن سيارة إسعاف، لأخذها إلى المركز الطبي في إدلب، وهناك التقوا بعلاء ومن ثم دخلوا إلى تركيا.
"مهما كان الموت قوياً فالحياة أقوى، ومهما كانت الظروف قاسية، فهناك خيارات يمكن أن نتخذها ونواجه الظروف، ففي عيون عادل الصغير أرى حلب الآمنة وأبنيتها التي أعيد بناؤها، وأرى عادل يمشي في شوارعها شاباً. سوف نعود إلى بلادنا فثورتنا ثورة حق والحق سينتصر".
هذا ما تقوله أم عادل لكل من يلتقيها.