27 سبتمبر 2018
عن الإرهاب
نجح دونالد ترامب برئاسة أميركا، بعد أن طرح شعارات ربما هي الأكثر عنصرية وتطرفاً، وقام بعد أن استلم الرئاسة بتطبيق أفكارٍ عديدة طرحها، ومنها منع دخول رعايا بلدان عربية تحت حجة الإرهاب، و"الإسلام المتطرّف"، كما أنه يهدد بمعاقبة دول على دعمها الإرهاب.
كان الإرهاب وسيلة السياسة الأميركية للتدخل العسكري في بلدان العالم، وها هو يصبح وسيلة عقاب وابتزاز، وإعلاء من أسوار العنصرية. وجوهر الفكرة التي جرى تعميمها منذ نهاية الحرب الباردة، والميل الأميركي إلى التدخل العسكري في العالم، يتمثّل في أن الإسلام منتجٌ للعنف والإرهاب. وعلى أساس ذلك، باتت البلدان "الإسلامية" مستباحة، وأصبح المسلمون متهمين. وتحت هذه الحجة، جرى احتلال أفغانستان والعراق، وإقامة القواعد العسكرية في مناطق عديدة. ومورس التدمير الشامل للعراق. وبحجتها تمارس الآن عنصرية فظيعة.
مجتمعاتنا متخلفة، نعم. ولا يزال الوعي التقليدي منتشراً، بالتأكيد. لكن سبب ذلك هو، بالأساس، السيطرة الاستعمارية، والهيمنة الإمبريالية، حيث كان مطلوباً أن تكون هذه البلدان سوقاً بلا إنتاج وحداثة. وقد واجهت الإمبريالية الدول التي حاولت تحقيق التقدم، وهزمتها. بالتالي، ليس استمرار البنى التقليدية نتيجة عجز داخلي، بل أولاً نتيجة التأثير الإمبريالي، فقد فرضت أميركا الخصخصة وانهيار قوى الإنتاج، كما فرضت انهيار التعليم، وعمّمت النهب. وهذه كلها كانت تشكّل بيئة جرى استغلالها، لأنها كانت تنتج فئات مهمشة يمكن استغلالها في "حرب مقدسة".
يمكن أن تنتج البنى المهمشة بيئةً، لكنها لا تنتج تنظيمات و"إرهاباً عالمياً". خلف هذا الإرهاب دول وأجهزة مخابرات. وقد أشار ترامب الى أن باراك أوباما وهيلاري كلينتون هما من صنع "داعش"، حيث كانت الصورة واضحة أن السياسة الأميركية تميل إلى "تشجيع" هذا التنظيم. بالتالي، فإن الفاعل هو أميركا، على الرغم من أن ترامب يعاقب الشعوب. وهنا العقدة التي تظهر واضحة، حيث إن الإرهاب صناعة أميركية أولاً، استغلتها دولٌ أخرى، لكنها تبقى أميركيةً أولاً، فقد عملت أميركا على بناء مجموعاتٍ أصولية إسلامية خلال الحرب الباردة كأداة بيدها ضد السوفييت. وهذا ما أنجزته في أفغانستان خلال ثمانينات القرن الماضي، فدرّبت وطوّرت قدرات آلاف "الجهاديين". مستفيدة من الوهابية التي كانت تتعمم منذ سبعينات القرن الماضي، لمواجهة التيارات التحررية والثورية، ومن ثم من الانهيار الاقتصادي الذي أوجدته الخصخصة والانهيار التعليمي الذي رافق ذلك. ليكون "الجهاد" هو "الخطر العالمي" الذي خاضت الحروب بحجته، وفرضت سيطرتها العالمية، ووسّعت من وجودها العسكري واحتلالها.
الإرهاب إذن هو صناعتها لتبرير كل دورها العالمي القائم على السيطرة والاحتلال. ولا زالت تستخدمه من أجل السيطرة والاحتلال. إنه العدو الوهمي الذي يبرّر كل سياساتها، ويسمح لها بالتدخل. وبهذا فـ "الحرب العالمية على الإرهاب" هي تحت شعار الإرهاب ضد الشعوب، ومن أجل السيطرة، هكذا بالضبط.
وها إن ترامب يستغلّ ما صنعته أميركا من أجل تعميم العنصرية، والأحقاد ضد شعوب الشرق، ويسعى إلى أن يحمّل الدول كل الأعباء المالية التي وقعت على أميركا، وهي تحتل وتسيطر وتدمر، معتبراً أن أميركا تخوض "الحرب ضد الإرهاب" الذي أنتجته مجتمعات الشرق، على الرغم من أنه من نتاجها هي. ويشير ذلك كله إلى حاجة أميركا للنهب، وهي تغرق في أزمة اقتصادية عويصة، لا حلّ لها، حتى بعد أن أتت برئيس مغرق في تعصبه وانعزاليته، فقد باتت أميركا بحاجة إلى العالم لكي "يصرف عليها". لهذا، تريد أن تخوض الحروب بجيوش الآخرين وفلوسهم، وتريد من الحروب السيطرة ونهب الآخرين.
الإرهاب صناعة، وهو يستخدم في كل الاتجاهات، لتحقيق مصالح إمبريالية مأزومة، وتشارف على النهاية.
كان الإرهاب وسيلة السياسة الأميركية للتدخل العسكري في بلدان العالم، وها هو يصبح وسيلة عقاب وابتزاز، وإعلاء من أسوار العنصرية. وجوهر الفكرة التي جرى تعميمها منذ نهاية الحرب الباردة، والميل الأميركي إلى التدخل العسكري في العالم، يتمثّل في أن الإسلام منتجٌ للعنف والإرهاب. وعلى أساس ذلك، باتت البلدان "الإسلامية" مستباحة، وأصبح المسلمون متهمين. وتحت هذه الحجة، جرى احتلال أفغانستان والعراق، وإقامة القواعد العسكرية في مناطق عديدة. ومورس التدمير الشامل للعراق. وبحجتها تمارس الآن عنصرية فظيعة.
مجتمعاتنا متخلفة، نعم. ولا يزال الوعي التقليدي منتشراً، بالتأكيد. لكن سبب ذلك هو، بالأساس، السيطرة الاستعمارية، والهيمنة الإمبريالية، حيث كان مطلوباً أن تكون هذه البلدان سوقاً بلا إنتاج وحداثة. وقد واجهت الإمبريالية الدول التي حاولت تحقيق التقدم، وهزمتها. بالتالي، ليس استمرار البنى التقليدية نتيجة عجز داخلي، بل أولاً نتيجة التأثير الإمبريالي، فقد فرضت أميركا الخصخصة وانهيار قوى الإنتاج، كما فرضت انهيار التعليم، وعمّمت النهب. وهذه كلها كانت تشكّل بيئة جرى استغلالها، لأنها كانت تنتج فئات مهمشة يمكن استغلالها في "حرب مقدسة".
يمكن أن تنتج البنى المهمشة بيئةً، لكنها لا تنتج تنظيمات و"إرهاباً عالمياً". خلف هذا الإرهاب دول وأجهزة مخابرات. وقد أشار ترامب الى أن باراك أوباما وهيلاري كلينتون هما من صنع "داعش"، حيث كانت الصورة واضحة أن السياسة الأميركية تميل إلى "تشجيع" هذا التنظيم. بالتالي، فإن الفاعل هو أميركا، على الرغم من أن ترامب يعاقب الشعوب. وهنا العقدة التي تظهر واضحة، حيث إن الإرهاب صناعة أميركية أولاً، استغلتها دولٌ أخرى، لكنها تبقى أميركيةً أولاً، فقد عملت أميركا على بناء مجموعاتٍ أصولية إسلامية خلال الحرب الباردة كأداة بيدها ضد السوفييت. وهذا ما أنجزته في أفغانستان خلال ثمانينات القرن الماضي، فدرّبت وطوّرت قدرات آلاف "الجهاديين". مستفيدة من الوهابية التي كانت تتعمم منذ سبعينات القرن الماضي، لمواجهة التيارات التحررية والثورية، ومن ثم من الانهيار الاقتصادي الذي أوجدته الخصخصة والانهيار التعليمي الذي رافق ذلك. ليكون "الجهاد" هو "الخطر العالمي" الذي خاضت الحروب بحجته، وفرضت سيطرتها العالمية، ووسّعت من وجودها العسكري واحتلالها.
الإرهاب إذن هو صناعتها لتبرير كل دورها العالمي القائم على السيطرة والاحتلال. ولا زالت تستخدمه من أجل السيطرة والاحتلال. إنه العدو الوهمي الذي يبرّر كل سياساتها، ويسمح لها بالتدخل. وبهذا فـ "الحرب العالمية على الإرهاب" هي تحت شعار الإرهاب ضد الشعوب، ومن أجل السيطرة، هكذا بالضبط.
وها إن ترامب يستغلّ ما صنعته أميركا من أجل تعميم العنصرية، والأحقاد ضد شعوب الشرق، ويسعى إلى أن يحمّل الدول كل الأعباء المالية التي وقعت على أميركا، وهي تحتل وتسيطر وتدمر، معتبراً أن أميركا تخوض "الحرب ضد الإرهاب" الذي أنتجته مجتمعات الشرق، على الرغم من أنه من نتاجها هي. ويشير ذلك كله إلى حاجة أميركا للنهب، وهي تغرق في أزمة اقتصادية عويصة، لا حلّ لها، حتى بعد أن أتت برئيس مغرق في تعصبه وانعزاليته، فقد باتت أميركا بحاجة إلى العالم لكي "يصرف عليها". لهذا، تريد أن تخوض الحروب بجيوش الآخرين وفلوسهم، وتريد من الحروب السيطرة ونهب الآخرين.
الإرهاب صناعة، وهو يستخدم في كل الاتجاهات، لتحقيق مصالح إمبريالية مأزومة، وتشارف على النهاية.