06 فبراير 2018
معركة الرقة وأبواب الجحيم
يمان دابقي (سورية)
منذ انطلقت معركة الموصل، كان التحضير قائماً لمعركة الرقة التي توقفت لعدّة أسباب، كان أهمها الفترة الانتقالية التي مرّت بها الإدارة الأميركية بعد الانتخابات، وبعد مرور فترة المئة يوم للرئيس الحالي اتضحت ملامح سياسته فيما يخص محاربة الإرهاب في كلّ من سورية والعراق.
لم تنقطع قنوات الاتصال بين اللاعبين الكبار الفاعلين في الملف السوري، بما يخص، ليس فقط معركة الرقة، بل كل المعارك التي تدار وتصنع في غرف السياسات الدولية، خصوصاً الجانب التركي الذي عرض قبل نحو شهرين، ثلاثة مقترحات على الرئيس دونالد ترامب لمعركة الرقة، أحدها فتح ممر من تل أبيض من الجهة الشمالية لسورية للسماح بدخول قوات تركية خاصة إلى جانب فصائل درع الفرات لتحرير الرقة من تنظيم الدولة وتسليم المدينة إلى المكوّن العربي، وهذا الطرح يتناسب مع رغبة الرئيس التركي بقطع الطريق بشكل نهائي على قوات سورية الديمقراطية التي تسعى جاهدةً لتكون الطرف الرئيسي في قيادة دفّة المعركة تحت غطاء التحالف الدولي.
بعد الإنجازات التركية في منطقة الباب، والتي استمرّت أربعة أشهر، لتحقيقها من خلال مراحل معارك درع الفرات لحماية الأمن القومي التركي، زادت الشهية التركية في استمرار حربها ضد التنظيم للقضاء رويداً رويداً على أيّ حلم كردي يقضي بقيام كيان كردي يهدّد أمنها القومي، ولكن طبيعة السياسيات وتداخلها لم تكن هذه المرّة لصالح الجانب التركي، فهي اليوم على أبواب بوادر خلاف آخر مع روسيا، بسبب دعمها الأخير للأكراد في عفرين، متجاهلةً بالمدى المنظور وعودها لتركيا.
وأيضاً تجد تركيا نفسها محاصرةً حتى من الأميركان، فبعد الدخول الأميركي المباشر في سورية، وإرسال مقاتلين ومدرعات إلى منطقة منبج والقيام بعمليات إنزال على ضفتي الفرات. لذا، أصبحت المصلحة التركية تقتضي مسك العصا من الوسط واللعب على المتناقضات بين أميركا وروسيا.
على الجهة الأخرى، أبدت روسيا امتعاضها من معركة الرقة، بسبب تجاهل الإدارة الأميركية طلبها أن تشارك في معركة الرقة، حتى عبر طائراتها أو مشاركة حليفها بشار الأسد بقوات برية.
من هنا، ومع إعلان فرنسا منذ أيّام أنّ المعركة باتت على الأبواب، حدث تقدّم خطوة إلى الأمام مع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مطار الطبقة وإحكام قبضتها على سد الفرات، فبدا واضحاً أنّها ستكون طرفاً أساسياً في هذه المعركة.
والأمر الأهم هو محاولة توريط المكوّنين، الكردي والعربي، في هذه المعركة لاستكمال استنزاف المكوّن السني، خصوصاً بعد عمليات التهجير والنزوح المستمرّة من جرّاء تخويف "داعش" للأهالي باحتمال انهيار سد الفرات، والذي من المتوّقع أن يُحدث كارثة بانهياره بإغراق الرقة ودير الزور، وصولاً إلى البوكمال إن حدث ذلك، ولكن كان من الواضح أنّ هذا غير ممكن، والهدف هو تهجير السكان لإحداث تغيير سكاني بهدف إخضاع المنطقة والقبول بأن تكون تحت وصاية دولية.
لن يكون ما بعد الرقة كما قبلها، خصوصاً مع غياب الحديث عن مستقبل الرقة، وربما تتحدّد وتتضح أكثر جغرافية المنطقة الواضحة أنّها ذاهبة إلى تقاسم نفوذ دولي بين الأميركان والروس، ولا يمكن، في الوقت الحالي، تحديد السقف الزمني لتلك المعركة، مع العلم أنّه ربما تكون على غرار معركة الموصل، وقد تستغرق عدّة أشهر، إذا ما كان المخطط تدميرها، كما تم تدمير أكثر من 70% من الموصل، وحينها يكون الهدف تدمير المدن السنية فوق رؤوس أهلها، ليتم إعادة تقاسمها من جديد، ولا نستبعد أن يتم رسم سايكس بيكو جديد.
لم تنقطع قنوات الاتصال بين اللاعبين الكبار الفاعلين في الملف السوري، بما يخص، ليس فقط معركة الرقة، بل كل المعارك التي تدار وتصنع في غرف السياسات الدولية، خصوصاً الجانب التركي الذي عرض قبل نحو شهرين، ثلاثة مقترحات على الرئيس دونالد ترامب لمعركة الرقة، أحدها فتح ممر من تل أبيض من الجهة الشمالية لسورية للسماح بدخول قوات تركية خاصة إلى جانب فصائل درع الفرات لتحرير الرقة من تنظيم الدولة وتسليم المدينة إلى المكوّن العربي، وهذا الطرح يتناسب مع رغبة الرئيس التركي بقطع الطريق بشكل نهائي على قوات سورية الديمقراطية التي تسعى جاهدةً لتكون الطرف الرئيسي في قيادة دفّة المعركة تحت غطاء التحالف الدولي.
بعد الإنجازات التركية في منطقة الباب، والتي استمرّت أربعة أشهر، لتحقيقها من خلال مراحل معارك درع الفرات لحماية الأمن القومي التركي، زادت الشهية التركية في استمرار حربها ضد التنظيم للقضاء رويداً رويداً على أيّ حلم كردي يقضي بقيام كيان كردي يهدّد أمنها القومي، ولكن طبيعة السياسيات وتداخلها لم تكن هذه المرّة لصالح الجانب التركي، فهي اليوم على أبواب بوادر خلاف آخر مع روسيا، بسبب دعمها الأخير للأكراد في عفرين، متجاهلةً بالمدى المنظور وعودها لتركيا.
وأيضاً تجد تركيا نفسها محاصرةً حتى من الأميركان، فبعد الدخول الأميركي المباشر في سورية، وإرسال مقاتلين ومدرعات إلى منطقة منبج والقيام بعمليات إنزال على ضفتي الفرات. لذا، أصبحت المصلحة التركية تقتضي مسك العصا من الوسط واللعب على المتناقضات بين أميركا وروسيا.
على الجهة الأخرى، أبدت روسيا امتعاضها من معركة الرقة، بسبب تجاهل الإدارة الأميركية طلبها أن تشارك في معركة الرقة، حتى عبر طائراتها أو مشاركة حليفها بشار الأسد بقوات برية.
من هنا، ومع إعلان فرنسا منذ أيّام أنّ المعركة باتت على الأبواب، حدث تقدّم خطوة إلى الأمام مع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مطار الطبقة وإحكام قبضتها على سد الفرات، فبدا واضحاً أنّها ستكون طرفاً أساسياً في هذه المعركة.
والأمر الأهم هو محاولة توريط المكوّنين، الكردي والعربي، في هذه المعركة لاستكمال استنزاف المكوّن السني، خصوصاً بعد عمليات التهجير والنزوح المستمرّة من جرّاء تخويف "داعش" للأهالي باحتمال انهيار سد الفرات، والذي من المتوّقع أن يُحدث كارثة بانهياره بإغراق الرقة ودير الزور، وصولاً إلى البوكمال إن حدث ذلك، ولكن كان من الواضح أنّ هذا غير ممكن، والهدف هو تهجير السكان لإحداث تغيير سكاني بهدف إخضاع المنطقة والقبول بأن تكون تحت وصاية دولية.
لن يكون ما بعد الرقة كما قبلها، خصوصاً مع غياب الحديث عن مستقبل الرقة، وربما تتحدّد وتتضح أكثر جغرافية المنطقة الواضحة أنّها ذاهبة إلى تقاسم نفوذ دولي بين الأميركان والروس، ولا يمكن، في الوقت الحالي، تحديد السقف الزمني لتلك المعركة، مع العلم أنّه ربما تكون على غرار معركة الموصل، وقد تستغرق عدّة أشهر، إذا ما كان المخطط تدميرها، كما تم تدمير أكثر من 70% من الموصل، وحينها يكون الهدف تدمير المدن السنية فوق رؤوس أهلها، ليتم إعادة تقاسمها من جديد، ولا نستبعد أن يتم رسم سايكس بيكو جديد.