03 نوفمبر 2024
ترامب في الأمم المتحدة
يعقد في الأمم المتحدة موسم سنوي ثابت، تتبعثر فيه السياسة على شكل بالونات خطابية، ويمكن للرؤساء والدبلوماسيين أن يقفوا تحت الأضواء المباشرة لضمان أكبر كميةٍ من كاميرات الإعلام المسلطة على مخارج حروفهم.. وَسَّعَ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وجوده في الفضاء الإعلامي، عبر خطاب ذي لهجة مختلفة عما هو متداول، واستخدم مفرداتٍ وجملاً تُقال لأول مرة من رئيس أميركي، لكنه مارس حقاً تكفله له الأمم المتحدة على منبر أممي خالص، دأب رؤساء كثيرون على استخدامه، لإبراز ما يرغبون في قوله مباشرة، أو شرح مواقفهم الغريبة، أو حتى مجرد الوقوف هناك للفت الأنظار، متقمصين أدوار نجوم السينما، كان من أبرزهم في السابق الرئيس الكوبي فيديل كاسترو الذي وقف على المنبر نفسه، وألقى خطاباً استمر أربع ساعات ونصف الساعة، شتم فيه الرئيس الأميركي ونائبَه. وألقى معمر القذافي خطاباً أقصر من خطاب كاسترو، لكنه كان مشحوناً بالدراما عندما أخرج ميثاق الأمم المتحدة ومزقه على المنبر، والجدير ذكره أن القذافي نصب خيمته في ذلك العام في الحديقة الخلفية لأحد فنادق دونالد ترامب.
جاء خطاب ترامب هذا العام انفعالياً وهجومياً، وحدّد هدفين من ثلاثة، كان جورج بوش الابن قد حدّدها مراكز شريرة على مستوى العالم، وبعد إسقاط بغداد بالطريقة الأميركية المعروفة بقي لترامب التصعيد ضد كوريا الشمالية وإيران، حيث تستفز كوريا الشمالية كل جيرانها المتحالفين مع الولايات المتحدة بإطلاق الصواريخ العابرة لسمائها، أو تفجير القنابل ذات المحتوى التدميري الشامل، المحرمة دولياً، مع ظهور استعراضي للرئيس الكوري الشمالي، وهو يضحك بملء شدقيه. استوحى ترامب هذا الترابط بحسٍّ كوميدي عال، وسمّى الزعيم الكوري رجل الصواريخ، وهي تسمية تليق بمغرّد "تويتري" عريق، لكن ترامب هدد بمحو كوريا الشمالية عن وجه الأرض، إن اضطر للدفاع عن أميركا، أو أحد حلفائها من خطر الأسلحة الكورية. لا يجب أن يؤخذ التهديد على محمل المزاح، فالرجل هو رئيس أميركا التي تمتلك أكبر قوة تدميرية على وجه الأرض، لكن الرئيس الأميركي يدرك أكثر من غيره استحالة تنفيذ أمرٍ من هذا النوع، حتى لو أقدم الرئيس الكوري الشمالي على تنفيذ أيٍّ من تهديداته.
وفي حديثه عن إيران، قال ترامب إن عليها أن توقف دعم الإرهاب، وتتوقف عن التدخل في شؤون جيرانها، ثم هاجم بشكل خاص المعاهدة التي وقعها الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وخمس من الدول الكبرى معها، واعتبرها أسوأ معاهدة يمكن توقيعها، وأنها تخدم طرفاً بعينه. يستخدم ترامب هذه الأفكار دائماً عند الحديث عن إيران. ولكن، بما أن المناسبة هي الوقوف تحت بصر العالم وسمعه، فإنه اعتنى أكثر بعباراته وطريقة إخراج الصورة التي يريدها لإيران، فقال وكأنه يحدّث صديقا حميماً: "بصراحة، هذه المعاهدة هي الأكثر إحراجاً للولايات المتحدة". لم يتحدث ترامب عن بديلٍ يمكن أن يحل محل المعاهدة، وهو بالطبع لن يستطيع التخلي عنها، لأن شركاءه الأوروبيين يرغبون باستمرارها، وهي مرتبطة بقرار لمجلس الأمن، وهو يدرك أيضاً أن إلغاءها من طرف واحد إعلان حرب. لذلك يمكن اعتبار حديثه عن المعاهدة مخصصاً لإثبات تمايزه عن أوباما وحسب.
إلى جانب إيران وكوريا، ذكّر الرئيس ترامب الأمم المتحدة بخطورة الأسلحة الكيميائية وبشار الأسد الذي يستخدمها ضد شعبه، ويبدو أنه استخدم مهاجمة الأسد ليذكّر العالم، وربما يقصد كوريا وإيران، بأنه شن هجوماً صاروخياً على القاعدة الجوية السورية التي أطلقت الأسلحة الكيماوية، في سياق خطابٍ ذي صبغة عسكرية عالي النبرة، ومنخفض المفعول واقعياً.
ازدادت الخطابات غير الاعتيادية التي ألقيت من على منبر الأمم المتحدة واحداً، وبقيت مشكلات العالم على حالها، فقد ردت كوريا على ترامب بأن خطابه "نباح كلاب"، أما إيران فكانت أكثر نشاطاً عندما أطلقت صاروخاً يصل إلى مدى ألفي كيلومتر، ولم ينته موسم إلقاء الخطابات في الأمم المتحدة بعد.
جاء خطاب ترامب هذا العام انفعالياً وهجومياً، وحدّد هدفين من ثلاثة، كان جورج بوش الابن قد حدّدها مراكز شريرة على مستوى العالم، وبعد إسقاط بغداد بالطريقة الأميركية المعروفة بقي لترامب التصعيد ضد كوريا الشمالية وإيران، حيث تستفز كوريا الشمالية كل جيرانها المتحالفين مع الولايات المتحدة بإطلاق الصواريخ العابرة لسمائها، أو تفجير القنابل ذات المحتوى التدميري الشامل، المحرمة دولياً، مع ظهور استعراضي للرئيس الكوري الشمالي، وهو يضحك بملء شدقيه. استوحى ترامب هذا الترابط بحسٍّ كوميدي عال، وسمّى الزعيم الكوري رجل الصواريخ، وهي تسمية تليق بمغرّد "تويتري" عريق، لكن ترامب هدد بمحو كوريا الشمالية عن وجه الأرض، إن اضطر للدفاع عن أميركا، أو أحد حلفائها من خطر الأسلحة الكورية. لا يجب أن يؤخذ التهديد على محمل المزاح، فالرجل هو رئيس أميركا التي تمتلك أكبر قوة تدميرية على وجه الأرض، لكن الرئيس الأميركي يدرك أكثر من غيره استحالة تنفيذ أمرٍ من هذا النوع، حتى لو أقدم الرئيس الكوري الشمالي على تنفيذ أيٍّ من تهديداته.
وفي حديثه عن إيران، قال ترامب إن عليها أن توقف دعم الإرهاب، وتتوقف عن التدخل في شؤون جيرانها، ثم هاجم بشكل خاص المعاهدة التي وقعها الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وخمس من الدول الكبرى معها، واعتبرها أسوأ معاهدة يمكن توقيعها، وأنها تخدم طرفاً بعينه. يستخدم ترامب هذه الأفكار دائماً عند الحديث عن إيران. ولكن، بما أن المناسبة هي الوقوف تحت بصر العالم وسمعه، فإنه اعتنى أكثر بعباراته وطريقة إخراج الصورة التي يريدها لإيران، فقال وكأنه يحدّث صديقا حميماً: "بصراحة، هذه المعاهدة هي الأكثر إحراجاً للولايات المتحدة". لم يتحدث ترامب عن بديلٍ يمكن أن يحل محل المعاهدة، وهو بالطبع لن يستطيع التخلي عنها، لأن شركاءه الأوروبيين يرغبون باستمرارها، وهي مرتبطة بقرار لمجلس الأمن، وهو يدرك أيضاً أن إلغاءها من طرف واحد إعلان حرب. لذلك يمكن اعتبار حديثه عن المعاهدة مخصصاً لإثبات تمايزه عن أوباما وحسب.
إلى جانب إيران وكوريا، ذكّر الرئيس ترامب الأمم المتحدة بخطورة الأسلحة الكيميائية وبشار الأسد الذي يستخدمها ضد شعبه، ويبدو أنه استخدم مهاجمة الأسد ليذكّر العالم، وربما يقصد كوريا وإيران، بأنه شن هجوماً صاروخياً على القاعدة الجوية السورية التي أطلقت الأسلحة الكيماوية، في سياق خطابٍ ذي صبغة عسكرية عالي النبرة، ومنخفض المفعول واقعياً.
ازدادت الخطابات غير الاعتيادية التي ألقيت من على منبر الأمم المتحدة واحداً، وبقيت مشكلات العالم على حالها، فقد ردت كوريا على ترامب بأن خطابه "نباح كلاب"، أما إيران فكانت أكثر نشاطاً عندما أطلقت صاروخاً يصل إلى مدى ألفي كيلومتر، ولم ينته موسم إلقاء الخطابات في الأمم المتحدة بعد.