09 نوفمبر 2024
كأس آسيا... الدوحة تردّ في أبوظبي
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
لم تنتصر قطر كرويا فحسب، عندما حازت كأس آسيا في الأول من فبراير/ شباط الحالي، بل فازت سياسيا وأخلاقيا على الإمارات والسعودية. ولا يقف المكسب القطري فقط عند إلحاق الهزيمة بفريقي هذين البلدين خلال التصفيات، بل يتعدّاه إلى الروح الرياضية العالية التي تحلت بها قطر، وهي تواجه حملة استفزازٍ وابتزازٍ لا مثيل لها من الإمارات، البلد الذي استضاف البطولة.
كان الهدف من الحملة الإماراتية ضد قطر، عشية بدء مباريات كأس آسيا في أبوظبي، دفع الدوحة إلى سحب فريقها من المشاركة، وعمدت الأجهزة الإماراتية إلى سلسلة من الإجراءات غير المعهودة في مناسباتٍ من هذا القبيل، مثل منع الجمهور القطري وبعض مسؤولي هيئات الرياضة القطرية من دخول أراضيها. ولكن قطر التقطت الرسالة، وتعاملت مع التصرفات الإماراتية بهدوء، ولم تنجرّ إلى مربع المناكفات، ووضعت عينها على البطولة، وهكذا استطاعت أن تبلغ النهائي من دون أن تتلقى أي هدفٍ في مرماها، وفوق ذلك هزمت السعودية بهدفين بلا مقابل، والإمارات بأربعة أهداف بلا مقابل، وهو ما لم يحتمله ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الذي عبّر عن انزعاجه، وانسحب من المنصة قبل انتهاء المباراة.
كانت أمام محمد بن زايد فرصة تاريخية، كي يحوّل المناسبة الرياضية إلى لقاء ودي مع الشقيقة قطر، ويطوي صفحة المقاطعة التي افتعلتها أبوظبي مع قطر منذ يونيو/ حزيران 2017، وجرّت معها السعودية ومصر. ولو أنه تحرّك خطوة نحوها، لتحرّكت الدوحة باتجاهه عدة خطوات، ولكنه آثر أن تستمر القطيعة، ووجّه رسالةً واضحةً بأن الوضع الحالي سوف يدوم، ولن يقتصر على المقاطعة السياسية، بل ينسحب إلى الميادين كافة. والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين يريد بن زايد أن يذهب بهذا التوتر وتسميم الأجواء في الخليج، وماذا يجني من ذلك؟
مكسب قطر أنها حازت تقديرا عربيّا ودوليّا بفضل التحلي بالروح الرياضية، وبشجاعة الموقف على أرض الملعب وخارجه، وجعلت العالم يشاهد جانبا مخفيا من الصراع السياسي تحت ضجيج البروباغندا الإماراتية السعودية. وتكشف للرأي العام أن العقلية الإماراتية السعودية التي تدير الأزمة مع قطر لا تحسب تبعات سلوكها، وما قد ينجرّ عنه من تبعاتٍ على المنطقة، جرّاء التعامل الأرعن مع دولة جارة، تربطها بها صلات قرابة وتاريخ واحد وجغرافية مشتركة. وشكلت العدوانية الإماراتية على أرض الملعب ضد منتخب قطر شهادةً يجدر أن تضمّها الدوحة إلى ملف الحصار.
ويتأكد كل يوم أن حصار قطر، ونصب جدران العداوة معها، لا يعبر عن موقف شعبي في دول الحصار، وإنما هو نتاج سياساتٍ مفلسةٍ تخسر في كل مناسبة، وتنعكس إيجابا على قطر. ومثلما نجحت الدوحة في تجاوز الحصار، فإن الحدث الكروي أكسبها تعاطف الأشقاء العرب الذين شاركوها فرحة الفوز بكأس آسيا، وتجلى ذلك في مسيرات احتفالية في الكويت وسلطنة عمان.
لم يأت فوز قطر بكأس آسيا مصادفة، وهو ليس ضربة حظ، وإنما ثمرة عمل طويل قائم على الدراسة والتخطيط والتدريب. ولذا يسجل في سياق جهود الدوحة واستعداداتها من أجل تنظيم مونديال عام 2022، ويشكّل ردا على محاولات التشكيك في قدرة قطر على تنظيم هذا الحدث وإنجاحه. وليس سرّا أن الإمارات لم تتوقف، منذ حوالي عشر سنوات، عن محاولات تخريب هذا الحدث وإفشاله، وإظهار قطر بمظهر غير القادر على النهوض به. ويعلم المتابعون أن أبوظبي صرفت موازناتٍ كبيرةً من أجل الحملة التي تشكّك بقطر في وسائل الإعلام، ولدى الهيئات الدولية، ولكن الرد والكلمة الأخيرة جاءا من أرض ملعب أبوظبي التي لم تهضم النصر القطري، وتصرّفت بخفّةٍ أفقدتها رصيد تنظيم بطولة كأس آسيا على أرضها.
كانت أمام محمد بن زايد فرصة تاريخية، كي يحوّل المناسبة الرياضية إلى لقاء ودي مع الشقيقة قطر، ويطوي صفحة المقاطعة التي افتعلتها أبوظبي مع قطر منذ يونيو/ حزيران 2017، وجرّت معها السعودية ومصر. ولو أنه تحرّك خطوة نحوها، لتحرّكت الدوحة باتجاهه عدة خطوات، ولكنه آثر أن تستمر القطيعة، ووجّه رسالةً واضحةً بأن الوضع الحالي سوف يدوم، ولن يقتصر على المقاطعة السياسية، بل ينسحب إلى الميادين كافة. والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين يريد بن زايد أن يذهب بهذا التوتر وتسميم الأجواء في الخليج، وماذا يجني من ذلك؟
مكسب قطر أنها حازت تقديرا عربيّا ودوليّا بفضل التحلي بالروح الرياضية، وبشجاعة الموقف على أرض الملعب وخارجه، وجعلت العالم يشاهد جانبا مخفيا من الصراع السياسي تحت ضجيج البروباغندا الإماراتية السعودية. وتكشف للرأي العام أن العقلية الإماراتية السعودية التي تدير الأزمة مع قطر لا تحسب تبعات سلوكها، وما قد ينجرّ عنه من تبعاتٍ على المنطقة، جرّاء التعامل الأرعن مع دولة جارة، تربطها بها صلات قرابة وتاريخ واحد وجغرافية مشتركة. وشكلت العدوانية الإماراتية على أرض الملعب ضد منتخب قطر شهادةً يجدر أن تضمّها الدوحة إلى ملف الحصار.
ويتأكد كل يوم أن حصار قطر، ونصب جدران العداوة معها، لا يعبر عن موقف شعبي في دول الحصار، وإنما هو نتاج سياساتٍ مفلسةٍ تخسر في كل مناسبة، وتنعكس إيجابا على قطر. ومثلما نجحت الدوحة في تجاوز الحصار، فإن الحدث الكروي أكسبها تعاطف الأشقاء العرب الذين شاركوها فرحة الفوز بكأس آسيا، وتجلى ذلك في مسيرات احتفالية في الكويت وسلطنة عمان.
لم يأت فوز قطر بكأس آسيا مصادفة، وهو ليس ضربة حظ، وإنما ثمرة عمل طويل قائم على الدراسة والتخطيط والتدريب. ولذا يسجل في سياق جهود الدوحة واستعداداتها من أجل تنظيم مونديال عام 2022، ويشكّل ردا على محاولات التشكيك في قدرة قطر على تنظيم هذا الحدث وإنجاحه. وليس سرّا أن الإمارات لم تتوقف، منذ حوالي عشر سنوات، عن محاولات تخريب هذا الحدث وإفشاله، وإظهار قطر بمظهر غير القادر على النهوض به. ويعلم المتابعون أن أبوظبي صرفت موازناتٍ كبيرةً من أجل الحملة التي تشكّك بقطر في وسائل الإعلام، ولدى الهيئات الدولية، ولكن الرد والكلمة الأخيرة جاءا من أرض ملعب أبوظبي التي لم تهضم النصر القطري، وتصرّفت بخفّةٍ أفقدتها رصيد تنظيم بطولة كأس آسيا على أرضها.
دلالات
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
بشير البكر
مقالات أخرى
02 نوفمبر 2024
26 أكتوبر 2024
19 أكتوبر 2024