14 نوفمبر 2024
كوفيد 19 .. وشراكة الوهم
عالمنا الكبير جدا، والذي تفرّقنا فيه بامتداد جغرافي وعمق تاريخي وفضاءات غير محدّدة، ها نحن اليوم في اختبار جديد يواجهه، فأزمة فيروس كورونا المستجد ما زالت تجتاحه بلا حلول حقيقية، وكل المحاولات الطبية والعلمية التي نسمع أخبارها في طور التجارب، ولا شيء محققا أو أكيدا.
ما الذي سينقذ العالم هذه المرّة؟ مرّات كثيرة تعرّض هذا العالم في تاريخه إلى أزمات كارثية، كادت أن تقضي عليه.. لكنه نجا.. بأقل الخسائر وأكثرها، نجا المرّة تلو الأخرى. لكن هل من الضروري إنقاذه هذه المرة فعلا؟ ولأجل أي شيء؟ من أجل ماذا وفي سبيل من؟ هل تستحق الكرة الأرضية، حاوية العالم ومداه الجغرافي، التي اقتربت من حالة الانتحار الطبيعي، إذ كادت أن تستنفد كل مواردها الأصلية على الفراغ المنتهي والمفضي إلى اللاشيء تقريبا، الإنقاذ؟ هل تستحق أن تمنح فرصة أخرى لتسبح في سديم الذرّات الكونية، معتقدة أنها البداية والنهاية؟ وأنها أهم الكواكب في هذا الكون؟ وأنها المسؤولة عنه؟ وأن لها الحق وحدها في المضي في تسييره كما تشاء، بما تملك من طاقات وعقول تعتقد أنها الأكثر كمالا؟
وأنا أبحث عبر المتاجر الإلكترونية في العالم عبر شاشة الهاتف الصغير عن كمّامات وقفازات ومعقمات بسعر مناسب، ويمكنها أن تصل إليّ في بيتي خلال وقت قصير، بعد أن شحّت تلك المواد في السوق المحلية، عاودتني نوبة الأسئلة الكونية التي أصبحت تلحّ عليّ، منذ تغلغل هذا الفيروس في تفاصيل يومياتنا، وتدخّل فيها على نحو مثير.
الأسئلة الكونية كثيرة، وعلى سهولة كثير منها وتفاهته، إلا أنها بلا إجابات. لا إجابات يمكن أن تشفي الغليل، أو توقف سيل القلق، فكل ما يمكن التفكير فيه حاليا هو البحث عن علاجٍ يشفي الأجساد التي تسلل إليها هذا الفيروس، ولقاح يمكنه أن يوقف مسيرته السريعة في التسلل إلى بقية الأجساد.. ولا شيء من هذين المنقذين يلوح الآن، فأبسط وسائل الوقاية من هذا الفيروس القاتل من كمّامات وقفازات ومعقّمات أصبحت شحيحة في الأسواق، وارتفعت أسعارها بشكل خيالي، على الرغم من أن لا شيء مؤكدا عن قدرتها على الوقاية والحماية، لكنها الحل البدائي المتفق عليه، بعد أن عزّت الحلول، ما فتح الأبواب أمام الوهم، ليصول ويجول في الفراغات التي تركها "كوفيد 19" وراءها، وهو يتقدّم مزهوا بانتصاراته في الأجساد المنهكة، والنظم الصحية المتهالكة والتعبة، والأطباء الذين أصبحوا يتهاوون أمام المرضى لقلة حيلتهم وتماسّهم المباشر مع المرض.. في كل البلدان.
لقد تساوت في الوهم الوصفات الشعبية التي يتبادلها المؤمنون عبر الرسائل الهاتفية بشكل محموم، كيقينيات على سبيل الأمل، مع منجزات المختبرات الطبية والقاعات البحثية في أرقى المستشفيات والجامعات والمراكز العلمية، ما أنتج عن كل ذلك الوهم المركّب بضعة مشاهد سوريالية لا تكاد تصدق، أشهرها مشهد دونالد ترامب، رئيس أكبر وأهم دولة، وفقا لتقييم الواقع الجيوسياسي، وهو يقف أمام العدسات والمايكرفونات ليقدّم الهراء باعتباره هو الحل؛ فمواد التنظيف والمعقمات التي تستخدم عادة للتنظيف يمكنها أن تُحقن في رئة المريض لتنقذه! قالها ترامب لتبدأ فورا سلسلة التحذيرات الطبية من تلك النصيحة القاتلة من الرئيس غير المبالي. .. من الجليّ أن ترامب، في تلك النصيحة التي خلط فيها ما بين الجد والهزل، بدا تعبيرا حقيقيا للمرحلة المراوحة بدورها ما بين الجد والهزل، والقلق والطمأنينة، والموت والحياة.. بانتظار الخلاص.. إما باستمرار الحياة أو بالموت.
وأنا أبحث عبر المتاجر الإلكترونية في العالم عبر شاشة الهاتف الصغير عن كمّامات وقفازات ومعقمات بسعر مناسب، ويمكنها أن تصل إليّ في بيتي خلال وقت قصير، بعد أن شحّت تلك المواد في السوق المحلية، عاودتني نوبة الأسئلة الكونية التي أصبحت تلحّ عليّ، منذ تغلغل هذا الفيروس في تفاصيل يومياتنا، وتدخّل فيها على نحو مثير.
الأسئلة الكونية كثيرة، وعلى سهولة كثير منها وتفاهته، إلا أنها بلا إجابات. لا إجابات يمكن أن تشفي الغليل، أو توقف سيل القلق، فكل ما يمكن التفكير فيه حاليا هو البحث عن علاجٍ يشفي الأجساد التي تسلل إليها هذا الفيروس، ولقاح يمكنه أن يوقف مسيرته السريعة في التسلل إلى بقية الأجساد.. ولا شيء من هذين المنقذين يلوح الآن، فأبسط وسائل الوقاية من هذا الفيروس القاتل من كمّامات وقفازات ومعقّمات أصبحت شحيحة في الأسواق، وارتفعت أسعارها بشكل خيالي، على الرغم من أن لا شيء مؤكدا عن قدرتها على الوقاية والحماية، لكنها الحل البدائي المتفق عليه، بعد أن عزّت الحلول، ما فتح الأبواب أمام الوهم، ليصول ويجول في الفراغات التي تركها "كوفيد 19" وراءها، وهو يتقدّم مزهوا بانتصاراته في الأجساد المنهكة، والنظم الصحية المتهالكة والتعبة، والأطباء الذين أصبحوا يتهاوون أمام المرضى لقلة حيلتهم وتماسّهم المباشر مع المرض.. في كل البلدان.
لقد تساوت في الوهم الوصفات الشعبية التي يتبادلها المؤمنون عبر الرسائل الهاتفية بشكل محموم، كيقينيات على سبيل الأمل، مع منجزات المختبرات الطبية والقاعات البحثية في أرقى المستشفيات والجامعات والمراكز العلمية، ما أنتج عن كل ذلك الوهم المركّب بضعة مشاهد سوريالية لا تكاد تصدق، أشهرها مشهد دونالد ترامب، رئيس أكبر وأهم دولة، وفقا لتقييم الواقع الجيوسياسي، وهو يقف أمام العدسات والمايكرفونات ليقدّم الهراء باعتباره هو الحل؛ فمواد التنظيف والمعقمات التي تستخدم عادة للتنظيف يمكنها أن تُحقن في رئة المريض لتنقذه! قالها ترامب لتبدأ فورا سلسلة التحذيرات الطبية من تلك النصيحة القاتلة من الرئيس غير المبالي. .. من الجليّ أن ترامب، في تلك النصيحة التي خلط فيها ما بين الجد والهزل، بدا تعبيرا حقيقيا للمرحلة المراوحة بدورها ما بين الجد والهزل، والقلق والطمأنينة، والموت والحياة.. بانتظار الخلاص.. إما باستمرار الحياة أو بالموت.